روسيا تصر على بقاء أوكرانيا محايدة وخالية من الناتو لتحقيق اتفاق السلام

قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو إن روسيا ستصر على تقديم ضمانات أمنية لإبرام معاهدة سلام، وتشمل هذه الضمانات الوضع المحايد لأوكرانيا ورفضها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).. وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس".
روسيا تؤكد على ضرورة وجود إطار خارجي للحل السلمي
وقال جروشكو في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية: “إذا تحدثنا عن حل سلمي للصراع الأوكراني، فسيكون له بالتأكيد إطار خارجي، وسنصر على أن تكون ضمانات أمنية ملموسة جزءًا من هذا الاتفاق، لأن تشكيلها وحده كفيلٌ بتحقيق سلام دائم في أوكرانيا وتعزيز الأمن في المنطقة بشكل عام”.
وأضاف:"ويجب أن يكون وضع أوكرانيا المحايد ورفض الدول الأعضاء في حلف الناتو قبولها عضوًا في الحلف جزءًا من هذه الضمانات".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن “مثل هذه الأحكام موثقة في مسودات الاتفاقيات بشأن الضمانات الأمنية التي بادرت إليها روسيا في عام 2021”.
واستطرد جروشكو: "طرحت روسيا مبادرتين في عام 2021 إحداهما موجهة إلى الولايات المتحدة والأخرى إلى الدول الأعضاء في حلف الناتو، لم تلقَّ كلتاهما الدعم، أدركنا أن من يُسمّون شركاءنا ليسوا مستعدين للانخراط في حوار جدي".
تحقيق التفوق على روسيا هو الهدف
وتابع: "بات واضحًا أن طبيعة الحشد العسكري للتحالف، وكذلك الاستعدادات العسكرية نيابةً عن الولايات المتحدة، كانت تهدف إلى تحقيق التفوق على روسيا، علاوةً على ذلك، اختيرت أوكرانيا لتكون ساحة المعركة الرئيسية، مسرح العمليات العسكرية ضد روسيا".
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "الصراع وصل اليوم إلى مرحلة هُزم فيها الغرب استراتيجيا".
وأضاف أن "أوروبا يجب أن تفهم أنه إذا كانت هناك ضمانات قانونية دولية قوية بشأن أمن روسيا، باستثناء عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي وإمكانية نشر قوات عسكرية أجنبية على أراضيها أو استخدامها لممارسة الضغط العسكري على روسيا، فسيتم ضمان أمن أوكرانيا والمنطقة بأكملها بالمعنى الأوسع، حيث سيتم القضاء على أحد الأسباب الجذرية للصراع".
ترامب يحمل تدهور العلاقات الأمريكية الروسية للرئيس السابق بايدن
في 14 مارس، حمّل ترامب إدارة الرئيس الأمريكي السادس والأربعين، جو بايدن، مسؤولية تدهور العلاقات الأمريكية الروسية بشكل كبير، وكتب على موقع "تروث سوشيال" أن بايدن "ورط الولايات المتحدة في مأزق حقيقي مع روسيا"، ووعد بإخراج الولايات المتحدة من هذا الوضع، وكرر أن الصراع في أوكرانيا ما كان ليحدث لو كان رئيسًا.
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق إلى أن موسكو وواشنطن بحاجة إلى "تنظيف إرث إدارة بايدن"، الذي دمر أساس التعاون الطويل الأمد بين البلدين.
مناقشات وقف إطلاق النار
في 11 مارس، عُقدت مفاوضات في جدة بالمملكة العربية السعودية بين وفدين من الولايات المتحدة وأوكرانيا، وعقب هذه المناقشات، قررت أوكرانيا قبول الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، وفي المقابل، وافقت واشنطن على رفع تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية فورًا واستئناف المساعدات العسكرية لكييف، كما اتفق الطرفان على توقيع اتفاقية المعادن الأوكرانية في أقرب وقت ممكن.
في 13 مارس، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن امتنانه لترامب لمشاركته في مفاوضات السلام، وأيد فكرة وقف إطلاق النار، إلا أن الرئيس الروسي أشار إلى عدة قضايا جوهرية تتعلق بوضع العسكريين الأوكرانيين الذين غزوا منطقة كورسك، وآليات مراقبة وقف إطلاق النار، والإجراءات المحتملة لأوكرانيا خلال هذه الفترة.
وأكد أن موسكو منفتحة على المقترحات الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا، شريطة أن تمهد الطريق لتحقيق السلام على المدى الطويل وتعالج الأسباب الجذرية للأزمة.