رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

اتجـــــاه

 

<< ماذا عند أولئك، الذين هرولوا إلى العاصمة السورية «دمشق»، وتسابقوا على مصافحة أبو محمد الجولانى، وهو على رأس الإدارة السورية الجديدة، ومباركته رئيسا لدولة سوريا، تحت اسم «أحمد الشرع».. ماذا عندهم ليقولوه فيما جرى- ويجرى- من مذابح وإعدامات علنية بحق المدنيين، فى مدن ومحافظات الساحل السورى، وعلى وجه الخصوص فى اللاذقية وطرطوس، معقل الطائفة العلوية، التى ينتسب إليها الرئيس بشار الأسد.. مايجرى هو نوع من الانتقام يرقى لجرائم الإبادة، الذى- فى أساسه- تطهير طائفى، على طريق أن تكون حربا أهلية، بفعل ائتلاف «هيئة تحرير الشام»، التى لا تزال هى وزعيمها «الجولانى»، على قوائم الإرهاب حول العالم.. وفى الولايات المتحدة تحديدا.
<< ومن دون التوسع فى التفاصيل، أظن أن الخطاب السياسى، الذى يتوارى خلفه «الشرع» وجماعته، يجب ألا يخدع أحدا، بخلاف الذين يوفرون له الدعم والمساندة، لأنه يقوم على مبادلة التطهير الطائفى، بادعاء الوحدة الوطنية، والعمل على حفظ الأمن والاستقرار، وهو أبعد ما يكون عن المسئولية لإدارة انتقالية، المفروض أنها تعبر عن مكونات وطوائف الشعب السورى، وليس على أساس مذهبى وعرقى، كما الحادث ضد العلويين والمسيحيين فى الغرب والوسط السورى، على أيدى «تحرير الشام» وميليشيات متعاونة، وما دونها من عناصر انفصالية، يدعون عليها، أنها تنتسب للعلويين، بإدارة ضباط سابقين من الجيش السورى.
<< لو أن هذا الكلام صحيح، فهو يوفر مساحة من الجدل، حول ما تحدث به خبراء سياسيون، عن احتمالية واردة بعودة الرئيس «بشار» للسلطة، وقدموا الشروط والأسانيد لهذه الفرضية، بما أساسها، تلك الانتفاضة العلوية ضد تجاوزات سلطة «الشرع» الدينية، باعتبار أن الدولة العميقة، تراكمت على مدى الـ60 عاما لحكم «آل الأسد»، وما يمكن أن تمثل إرثا تاريخيا للطائفة العلوية، التى تتشارك السلطة والنفوذ، مع باقى الطوائف السورية النافذة، فى حين تمتاز بتكتلها الكبير، من بين المكونات الشعبية، بما نسبته 13%- 15%، أو ما يوازى 3 ملايين من جموع الشعب السورى، وهى عوامل ربما كافية، لأن يحشد العلويون لثورة مضادة، تطرد «الإرهابيين» وتعيد «بشار».
<< وعلى الرغم من صعوبة هذا السيناريو، وإن لم يكن مستحيلا، تتوافر عدة معطيات لأن يحدث ذلك، أولها ما يتعلق باللجوء «الإنسانى»، الذى منحته روسيا للرئيس «بشار» وعائلته، فى أعقاب انهيار نظامه، يوم 8 ديسمبر الماضى، ولماذا لم يكن لجوءا سياسيا، كما المعتاد مع الرؤساء فى مثل هذه الظروف، ذلك لأن روسيا- على ما يبدو- لم تعترف بتنحى «بشار»، تحسبا لمتغيرات مستقبلية، تُمَكِنه من العودة لوطنه، وتُبقِى أمامه فرصة، لأن يعمل وأعوانه داخل سوريا وخارجها، على تشكيل حكومة سورية فى المنفى، تناوئ الإدارة الحالية سياسيا، وحسب الواقع، فإنه يمتلك كتلة واسعة تضمن تأييد حكومته، وأيضا دعما من أنظمة عربية ودولية، فى حال العودة إلى سوريا.
<< السوابق السياسية تتحدث عن حكومات «منفى»، تمكنت من الإطاحة بأنظمة كبيرة، ولعل أقربها مثلا، حكومة المنفى السورية فى العاصمة التركية «أنقرة»، ثم حكومة «الإنقاذ»، التى شكلتها «تحرير الشام» فى إدلب، التى أمكن لها القفز على السلطة بعد انهيار النظام، فيما كان الأمر الأكثر إثارة، ما حدث مع رئيسة وزراء باكستان، بنظير بوتو، التى جرى نفيها مرتين، الأولى فى المملكة المتحدة، والثانية فى الإمارات العربية المتحدة، ومع ذلك، عادت كل مرة إلى بلدها- باكستان- رئيسة للوزراء، ما بين العامين 1988 إلى 1966.. ما يعنينا هنا، أن تعود الدولة للشعب السورى، من دون تمييز عرقى أو دينى، ومن دون أن يحكمها «إرهابيون»..حتى لو كانت بعودة الرئيس «بشار».

[email protected]