إنقــــاذ اتفـــاق غــــــزة

مفاوضات إيجابية فى مصر مع المقاومة الفلسطينية لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
مهندس خطة الجنرالات يطالب تل أبيب بإنهاء الحرب والانسحاب.. ومبعوثا ترامب يصلان إلى الدوحة
تواصل مصر جهودها لإنقاذ اتفاق وقف حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وشهدت الساعات الماضية مناقشات إيجابية مع وفد حركة حماس الذى يزور القاهرة.
وأعلنت حركة حماس عن استعدادها للبدء الفورى فى مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الحركة فى بيان لها إن وفدها شدد على «ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق، والذهاب الفورى لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط».
وأكد طاهر النونو القيادى فى الحركة، أن عدة لقاءات عقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأمريكى لشئون الرهائن آدم بوهلر. فيما يعانى القطاع من كارثة إنسانية بسبب إغلاق المعابر وتوقف المخابز ونفاذ الوقود دون مراعاة شهر رمضان الفضيل.
وأرسلت حكومة الاحتلال الإسرائيلى وفداً إلى العاصمة القطرية الدوحة فى وقت سابق فيما يصل غداً ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للشرق الأوسط إلى العاصمة القطرية الدوحة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلى.
وكشفت قناة «كان» العبرية عن مقترح أمريكى لإطلاق سراح 10 أسرى أحياء بغزة، مقابل وقف إطلاق نار لـ60 يوماً.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تدفع بالمقترح بالتعاون مع الوسطاء ومع حماس، بينما إسرائيل بالكاد تشارك فى المحادثات التى تجرى خلف الكواليس.
وأكدت لقناة 12 العبرية أن أمريكا أجرت محادثات مباشرة مع حركة حماس حول الأسرى من حملة الجنسية الأمريكية، فى شهر يناير الماضى وبدون علم إسرائيل.
وأوضحت قناة i24NEWS أن الولايات المتحدة تضغط بكل ثقلها لمحاولة التوصل إلى صفقة، سواء عبر المسار المباشر مع آدم بوهلر أمام حماس، أو عبر ستيف ويتكوف، الذى يُعتبر العامل الأهم فى التواصل مع الوسطاء.
وتواصل إسرائيل تهديدها باستئناف الحرب، فيما تؤكد عدة مصادر أنه لن يكون هناك استئناف للقتال دون ضوء أخضر من الأمريكيين.
وأشارت المصادر إلى رغبة واشنطن فى منح المزيد من الوقت لمحاولة استكمال المفاوضات، فيما أوضح مسئول إسرائيلى أن العودة إلى القتال قد تكون بعد عدة أسابيع، ما لم يحدث اختراق فى المحادثات.
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية مقالاً للجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، مهندس خطة الجنرالات، أشار فيه إلى ثلاثة احتمالات أمام إسرائيل للتعامل مع الأوضاع فى قطاع غزة واتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح فى مقاله الذى حمل عنوان «لدى بعض الأسئلة لمتخذى أو صانعى القرار الإسرائيلى أن تل أبيب تقف عند مفترق طرق: صفقة شاملة لتبادل الأسرى الآن وفورًا، ما يعنى إنهاء الحرب وانسحاب كل القوات الإسرائيلية من غزة، أو استئناف الحرب، أو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق».
واستطرد أنّه قبل قرار استئناف الحرب يجب على السياسيين، والقادة العسكريين أن يجيبوا على سبعة أسئلة جوهرية أولها: ما الذى يمكن تحقيقه الآن ولم تتمكن «إسرائيل» من تحقيقه فى الـ15 شهرًا من القتال؟ ما هو «السلاح السري» الذى لم يكن متاحًا سابقًا؟
وتساءل آيلاند عن «الوقت سيستغرق لتحقيق هدف الحرب المتجددة؟ وكيف سيؤثر تجديد الحرب على مصير الأسرى؟ بالإضافة لطبيعة الأثمان التى ستدفعها «إسرائيل» لتنفيذ العملية؟ منوهًا إلى أنّ الأمر لا يقتصر فقط على الخسائر البشرية، بل يشمل أيضًا زيادة الضغط على نظام الاحتياط الذى يعانى من العبء.
كما طرح كاتب المقال تساؤلًا عن تأثير تحويل قوات بشكل كبير إلى غزة على جبهات أخرى، وخاصة فى الضفة المحتلة ولم يغفل عن جبهة اليمن إذ قال: «من المرجح أيضًا أن تجدد اليمن إطلاق الصواريخ».
وتابع فى تساؤلاته لمستويات السياسية والعسكرية: «كيف سيؤثر قرار استئناف الحرب على العلاقات مع الدول العربية التى تحاول إيجاد حل طويل الأمد لغزة، وما طبيعة تأثيره على اقتصاد «إسرائيل»؟ على سبيل المثال، الشركات الجوية الأجنبية استأنفت رحلاتها إلى «إسرائيل» وتجديد الحرب قد يعيد الأمور إلى الوراء».
وشدد على أنه لو كان فى موقع اتخاذ القرار لاختار احتمال «الصفقة الشاملة وإنهاء الحرب»؛ لأن هزيمة «حماس» من وجهة نظره باتت ممكنة من خلال سيناريوهات أخرى، تشمل الضغوط العربية على الحركة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قد نقلت عن مصدر أمنى لم تسمه تحذيره من أن العودة للحرب قد تعرض الأسرى الإسرائيليين فى غزة للخطر، فيما اعتبرت عائلات أسرى الاحتلال أن العودة إلى الحرب «تعنى إصدار حكم بالإعدام على من تبقوا فى الأسر»، بينما تستمر الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق تهدئة، وسط مظاهرات عارمة ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلى برئاسة بنيامين نتنياهو ما ينذر بزالزل سياسى فى الشارع الإسرائيلى.