على غرار كورونا.. اختبار جديد للكشف عن سرطان الرحم

أصبح بإمكان النساء اللاتي يعانين من علامات محتملة للإصابة بـ سرطان الرحم إجراء اختبار جديد يعتمد على تقنية مشابهة لتلك التي استخدمت في اختبارات كوفيد-19. 

ويمثل هذا الاختبار، الذي أُطلق عليه اسم "WID-easy"، تقدمًا كبيرًا في طريقة تشخيص هذا النوع من السرطان، حيث يوفر وسيلة سريعة وغير مؤلمة للكشف عن المرض قبل ظهور الأعراض.

وطور مجموعة من العلماء البريطانيين اختبار "WID-easy" وهو يعتمد على تكنولوجيا تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) التي اشتهرت أثناء جائحة كوفيد، ويتم من خلاله أخذ مسحة بسيطة من المهبل، ثم يتم إرسال العينة إلى المختبر حيث يقوم العلماء بتحليلها للبحث عن تغييرات في الحمض النووي تشير إلى وجود السرطان. إذا كانت النتيجة إيجابية، يتم إحالة المريضة إلى إجراء خزعة لتأكيد التشخيص.

كان سرطان الرحم يمثل أحد أكبر التحديات الصحية في المملكة المتحدة، حيث يُصيب حوالي 10 آلاف امرأة سنويًا، ويتسبب في وفاة نحو 2500 امرأة كل عام. 

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يوفر هذا الاختبار الجديد بديلاً غير جراحي، مقارنة بالفحوصات التقليدية مثل التنظير الرحمي، وهو ما يعزز من القدرة على الكشف المبكر عن المرض وتقليل المخاطر المرتبطة بالإجراءات الجراحية.

وقد حصل "WID-easy" على موافقة وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية، ليكون متاحًا للنساء فوق سن 45 عامًا اللاتي يعانين من نزيف مهبلي غير طبيعي. ويأمل العلماء في أن يصبح هذا الاختبار متاحًا في المستقبل القريب عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية ليشمل فئات أكبر من النساء في المجتمع.

وفي دراسة نُشرت في عام 2023، أظهرت نتائج تحليل الاختبار أن دقته في الكشف عن السرطان تتساوى مع فحوصات الموجات فوق الصوتية القياسية، مما يقلل من عدد النتائج الإيجابية الكاذبة ويمنع العديد من النساء من الخضوع لإجراءات غير ضرورية مثل التنظير الرحمي أو الخزعة.

اختبار فريد من نوعه للكشف المبكر عن المرض

وعبر البروفيسور مارتن ويدشفيندر، أحد مخترعي الاختبار، عن فخره بتطوير هذا الابتكار، قائلًا: "اختبار WID-easy هو الأول من نوعه في المملكة المتحدة، وهو يوفر حلاً فعالًا للكشف المبكر عن سرطان الرحم بطريقة بسيطة وغير مؤلمة." 

وأضافت أثينا لامنيسوس، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "إيف أبيل" الخيرية لسرطان النساء، قائلةً: "هذا الاختبار يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين رعاية صحة المرأة، فهو أقل إيلامًا وأكثر قبولًا من قبل العديد من النساء."

بفضل هذا الاختبار المبتكر، يتوقع الخبراء أن يتحسن التشخيص المبكر لسرطان الرحم، مما يزيد من فرص علاج المرض بشكل فعال.