واشنطن بوست: خطة مصر لغزة تحظى بتأييد عربي

سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على قرار القادة العرب على خطة إعادة أعمار غزة ما بعد الحرب، والتي تسمح لنحو مليوني فلسطيني بالبقاء في أراضيهم، وذلك كبديل لمقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، اليوم الأربعاء أن خطة مصر، التي تبلغ قيمتها 53 مليار دولار، حظيت بموافقة القادة العرب في قمة القاهرة، مما شكل رفضًا لمقترح ترامب. وقد لاقت نتائج القمة ترحيبًا من جانب حركة حماس، فيما رفضتها إسرائيل، في حين جاء رد فعل إدارة ترامب فاترا.
ونوهت الصحيفة الأمريكية بانتقاد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، رفض إسرائيل للخطة ووصفه بأنه "غير مقبول"، مؤكدًا أن الموقف الإسرائيلي "متعنت ومتطرف". وقال: "لن يكون هناك سلام لإسرائيل أو للمنطقة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة".
وأفادت "واشنطن بوست" بأن حماس رحبت بنتائج القمة، معتبرة إياها "بداية لمرحلة جديدة من التوافق العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية"، وأكدت رفضها لأي محاولات لنقل الفلسطينيين من أراضيهم في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن البيان الختامي للقمة يدعو مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة والضفة الغربية المحتلة. وقال: "السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب"، مشيرًا إلى أن البيان رفض تهجير الفلسطينيين وأيد خطة إعادة الإعمار المصرية .
كما نص البيان على أن مصر ستستضيف مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع الأمم المتحدة لإعادة إعمار غزة، وسيتم إنشاء صندوق ائتماني تحت إشراف البنك الدولي لتلقي التعهدات المالية لتنفيذ خطة الإعمار المبكر. وتقضي الخطة بتخلي حماس عن السلطة لصالح إدارة مؤقتة من شخصيات غير فصائلية، حتى تتمكن السلطة الفلسطينية المُصلحة من تولي الحكم. وقد حضر القمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يعارض حماس.
إلا أن إسرائيل رفضت أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، وطالبت، إلى جانب الولايات المتحدة، بنزع سلاح حماس. وفي المقابل، قالت حماس إنها مستعدة للتنازل عن السلطة لصالح جهات فلسطينية أخرى، لكنها لن تتخلى عن سلاحها إلا في إطار قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أن ترامب أثار صدمة في المنطقة الشهر الماضي عندما اقترح إعادة توطين الفلسطينيين من غزة في دول أخرى، قائلاً إن الولايات المتحدة ستتولى ملكية القطاع وتعيد تطويره ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط". فيما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطة، إلا أنها قوبلت برفض واسع من الفلسطينيين والدول العربية وخبراء حقوق الإنسان، الذين اعتبروا أنها قد تشكل انتهاكًا للقانون الدولي.
القمة العربية تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية واللبنانية
أكدت القمة العربية غير العادية، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بجميع بنوده، والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، مع إدانة الخروقات الإسرائيلية لهما، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان إلى الحدود المعترف بها دوليًا، وتسليم الأسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة، والعودة إلى الالتزام بمندرجات اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل لعام 1949، والتأكيد على الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية، ودعم أمنها واستقرارها وسيادتها.
كما أدانت القمة الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية العربية السورية، والتوغل داخل أراضيها، باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وعدوانًا على سيادة سوريا، وتصعيدًا خطيرًا يزيد من التوتر والصراع.
وطالبت المجتمع المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك الفوري لتطبيق القانون الدولي، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها، والانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها، في خرق واضح لاتفاق الهدنة لعام 1974، مع إعادة التأكيد على أن هضبة الجولان أرض سورية محتلة، ورفض قرار إسرائيل بضمها وفرض سيادتها عليها.
البيت الأبيض يرحب بمساهمات القمة العربية غير العادية في القاهرة
رحب البيت الأبيض، بمساهمات القمة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة، مؤكدا في الوقت نفسه التمسك برؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة ما بعد الحرب .
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض براين هيوز - في تصريح صحفي اليوم /الأربعاء/ - "بينما يتمسك ترامب برؤيته الجريئة لغزة ما بعد الحرب، فإنه يرحب بمساهمات شركائنا العرب في المنطقة، ومن الواضح أن مقترحاته دفعت المنطقة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بدلاً من السماح لهذه القضية بالتدهور إلى أزمة أخرى...وكان الرئيس واضحا في أن حماس لا يمكن أن تستمر في حكم غزة".
يذكر أن قمة القاهرة التي عقدت أمس /الثلاثاء/ رحبت بالقرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة، تجسيداً للوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وكان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اعتمد في قمة فلسطين الطارئة بالقاهرة، خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، ومشروع البيان الختامي للقمة العربية غير العادية بشأن مستجدات القضية الفلسطينية.