رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هل تنجح الدول العربية في توحيد موقفها؟

خبراء دوليين وسياسين : لابد أن يتحد العرب في قمة القاهرة حتي لا تدفع المنطقة الثمن

القمة العربية الطارئة
القمة العربية الطارئة بالقاهرة

بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الطارئة بالقاهرة، أجمع الخبراء الدوليين واساتذة السياسية الدولية على ضرورة اتحاد الدول العربية في هذه القمة، محذرين من التوسع الإسرائيلي في حالة عدم التوافق على الخطة المصرية وان جميع المنطقة ستدفع الثمن .

ومن جهته اوضح الخبير السياسي بالولايات المتحدة ثائر أبو رأس أن الدول العربية ستشهد إجماعًا حول الخطة المصرية، مشيرًا إلى ضرورة أن تظهر هذه الدول موقفًا موحدًا أمام المجتمع الدولي. وأضاف أن الفشل في تحقيق هذا الإجماع قد يدفع بعض القوى في إدارة ترامب، الداعمة لليمين الإسرائيلي، إلى طرح فكرة التطهير العرقي.

وأوضح أبو رأس في تصريحاته للوفد أن التحدي الرئيسي أمام الدول العربية يكمن في منع الحديث عن التطهير العرقي في واشنطن، مشددًا على أن هذه الفكرة تُعتبر جريمة حرب وتهديدًا حقيقيًا لسلامة دول عربية بأكملها. وأكد أنه في حال نجحت واشنطن وتل أبيب في فرض التطهير العرقي جزئيًا، فإن ذلك سيعيد الشرق الأوسط إلى صراعات الستينات والسبعينات، وهو ما يتعارض مع خطط التنمية للمنطقة.

وفيما يتعلق بمشاركة الجزائر، اعتبر أبو رأي أن اعتذارها لن يؤثر بشكل كبير، مؤكدًا أن هناك خمس دول عربية رئيسية تعمل بفعالية في ملف غزة، وهي: مصر، الأردن، السعودية، قطر، والإمارات. وأشار إلى أنه إذا اتفقت هذه الدول على الخطة والتمويل، فإننا سنشهد تقدمًا ملحوظًا في مجالات إعادة الإعمار والانتقال نحو اتفاقيات برعاية دولية.

ومن جانبه قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن القمة العربية المرتقبة تمثل فرصة حاسمة للسياسة العربية، مشيراً إلى أهمية تغيير الموقف العربي من رد الفعل إلى الفعل المؤثر، وقال: "إذا انتهت القمة كما في السابق دون نتائج ملموسة، فإن الجميع سيدفع الثمن."

وفي تصريحات ل"الوفد" دعا إلى ضرورة أن تتحمل الدول العربية مسؤولية إعادة الإعمار وأن تتعاون مع المانحين الدوليين، مشيراً إلى أن الصين تعتبر أحد هذه المانحين. وقال:" أن الصين تمثل فرصة كبيرة لتعزيز النفوذ العربي في الشرق الأوسط، وأن الصين تنتظر فرصة لتعزيز دورها، وهي قادرة على القيام بعملية إعادة الإعمار بشكل فعال." 

شدد عاشور على أهمية تحقيق إرادة سياسية عربية موحدة، قائلاً: " أن المأمول من القمة هو الانتقال من رد الفعل إلى الفعل المؤثر. يجب أن نكون مبادرين في مواجهة التحديات التي نواجهها، خاصة الممارسات الإسرائيلية." وأكد أن هذه الإرادة يجب أن تُترجم إلى خطوات عملية تعكس قوة الموقف العربي.

انتقد عاشور الشروط التي تفرضها الولايات المتحدة على الدول العربية فيما يتعلق بإعادة الإعمار، معتبراً إياها تهديداً للأمن القومي المصري والأردني. وقال: " أن الشروط تتعلق بموضوع التهجير القسري، وهو ما يتنافى مع القوانين الدولية."

وأشار إلى جهود مصر في بناء تحالفات إقليمية ودولية، بما في ذلك اللقاءات مع الكيانات اليهودية الليبرالية، والسعي للتعاون مع الدول الأوروبية مثل إسبانيا، كما أكد أهمية تشكيل فصيل فلسطيني قوي يمثل الشعب الفلسطيني بفعالية.

وقال عاشور أن مصر تعمل على بناء علاقات مع دول مثل إسبانيا، التي تُعتبر من أبرز المنتقدين لسياسات ترامب، مشيراً إلى أن "إسبانيا كانت أول دولة أوروبية تعترف بفلسطين، وهذا يعكس موقفاً قوياً ضد التهجير."

ودعا عاشور إلى تشكيل فصيل فلسطيني وطني قوي يمكنه تمثيل الشعب الفلسطيني بفعالية، قائلاً: "وجود حماس في السلطة لم يعد مقبولاً، لأنها تُستغل من قبل إسرائيل." وأكد أن الدول العربية تحتاج إلى اختيار فصيل يتسم بالحكمة والقدرة على اتخاذ قرارات مسؤولة.

اختتم عاشور تصريحاته بالتأكيد على ضرورة أن تحقق القمة العربية نتائج فعالة، محذراً من أن عدم النجاح في ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة. وأضاف: "إذا استمرت الأمور كما هي، فإن إسرائيل ستستغل الوضع لمزيد من التوسع، وجميع العرب سيدفع الثمن أذا لم يتحرك يد واحدة ويتوافقواعلى الخطة المصرية"

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، إن القمة تأتي في أعقاب اجتماع الرياض الذي ناقش إنشاء صندوق تمويلي للمشروع المصري المتعلق بإعادة إعمار غزة، لافتا أن انعقاد مؤتمر القمة العربي في القاهرة يكسب المشروع المصري لإعادة إعمار غزة زخما دبلوماسيا عربيا، قد يعقبه الدعوة لمؤتمر قمة إسلامي لإكساب المشروع المصري ليس فقط زخما عربيا، بل أيضا زخما إسلاميا، في ظل افتقاد مشروع ترامب لأي زخم دبلوماسي أو دعم غربي.

ولفت أبو زيد إلى أن العقبة الوحيدة التي قد تواجه مؤتمر القمة العربي هي الاتفاق على شكل اليوم التالي في غزة. وهذه الجزئية أعلنت حماس قبولها بأن لا تكون موجودة في المشهد السياسي في غزة بعد وقف إطلاق النار، لكن مسألة وضع سلاح المقاومة يبدو أنها ضمن خطوط المقاومة الحمراء، مما يعني أن المؤتمر قد يواجه بعض التحديات

ومن جانبة قال انطونيو كوستا :" أن الاتحاد الأوروبي حاضرا في القمة للعمل مع الشركاء على تحقيق سلام دائم ومستدام على أساس حل الدولتين، موضحًا إن القمة ستركز على خطط العودة الآمنة للمدنيين الفلسطينيين إلى منازلهم وإعادة إعمار قطاع غزة وحوكمته المستقبلية، في سياق مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وأضاف بيان الاتحاد الأوروبي، إن المسؤول الأوروبي سيغتنم هذه الفرصة للتأكيد مجددا على التزام الاتحاد الأوروبي بالسلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة على أساس حل الدولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة. ومن المقرر أن يعقد الرئيس كوستا أيضًا سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع القادة الإقليميين.