رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

زيلينسكى فى مصيدة ترامب

الرئيس الأمريكى يطرد الأوكرانى ويدرس إيقاف المساعدات

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

محللون: بوتين الرابح الأكبر والتاريخ لن ينسى هذا اليوم

جمهوريون وديمقراطيون: يوم سيئ فى السياسة الخارجية لأمريكا

 

قاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب واحدة من أعظم الكوارث الدبلوماسية فى التاريخ الحديث. فقد اشتعلت الأعصاب وارتفعت الأصوات وتمزق البروتوكول فى المكتب البيضاوى الذى كان مقدسًا، وبينما دخل ترامب فى مباراة صراخ مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، شاهدت أوروبا المروعة انهيار النظام الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية أمام أعينها. ولم يسبق لرئيس أمريكى من قبل أن ينتقد أو يوبخ خصماً بهذه الطريقة العلنية.

وبينما كل شىء كان لطيفًا ومرحًا أثناء الإجابة على أسئلة المراسلين حتى تبدل الحال آخر 10 دقائق من الاجتماع الذى دام قرابة 45 دقيقة تحولت إلى عداء وفوضى. وجد زيلينسكى نفسه فى كمين من قبل ترامب ونائبه جيه دى فانس. كان من المتوقع أن يتحمل النقد لكنه رفض.

بدا زيلينسكى غاضبا ويائسا - كما يليق بزعيم مضطر إلى المساومة على حق أمته وزعم ترامب أنه الوسيط النزيه، قائلا: «أنا لست متحالفا مع أى شخص. أنا متحالف مع العالم». كن شاكرا ليلخص الأمر بجملة «إبرام صفقة أو سنخرج».

وانتهى الأمر إلى خراب العلاقات بين الطرفين ولم يتم التوصل إلى اتفاق والغاء المؤتمر الصحفى المخطط له بعد اتهام ترامب له بأنه يخاطر باشعال حرب عالمية ثالثة، وغادر زيلينسكى المكان خالى الوفاض، بعد أن عانى من كارثة تشيرنوبيل الدبلوماسية.

وفى سابقة هى الأولى أن يطلب من زعيم مغادرة البيت الأبيض. فبعد عاصفة خلافية حاول الأوكرانيون احتواء الأمر موضحين رغبتهم فى توقيع صفقة المعادن، لكن وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومى مايك والتز أبلغاهما فى النهاية أنهما مضطران لمغادرة أراضى البيت الأبيض، وهو ما أمر به ترامب، واقترحا عودة زيلينسكى عندما يكون مستعدًا للسلام. وبحسب صحيفة ذا هيل إن ترامب شعر بعدم الاحترام بسبب سلوك زيلينسكى وتعليقاته أثناء الاجتماع، وأخبر مساعديه أنه كان يهز كتفيه ويدير عينيه.

وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعى: «لقد قررت أن زيلينسكى ليس مستعدًا للسلام إذا شاركت أمريكا، لأنه يشعر أن مشاركتنا تمنحه ميزة كبيرة فى المفاوضات». «لا أريد ميزة، أريد السلام. لقد أهان الولايات المتحدة الأمريكية فى مكتبها البيضاوى العزيز. يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام».

ومن جانبه نفى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ارتكاب أى مخالفات فى المكتب البيضاوى مع الرئيس الامريكى دونالد ترامب والذى ألقى بظلال من الشك على مستقبل صراع بلاده مع روسيا. كما أقر بأن إجراء هذا الحوار المتوتر أمام الصحفيين ليس أمرا مثاليا.

وأضاف الرئيس الأوكرانى: «هناك بعض الأمور التى يتعين علينا مناقشتها بعيدا عن الإعلام وردا عن تقديم الاعتذار عن الخلاف معه ونائب الرئيس جيه دى فانس قال: «لست متأكدًا من أننا فعلنا شيئًا سيئًا» معربا عن ندمه الرد على جيه وكان قد طالبه روبيو بالاعتذار.

وعلى الرغم من انتهاء الاجتماع بشكل مفاجئ، لجأ الزعيم الأوكرانى إلى وسائل التواصل الاجتماعى لمخاطبة الرأى العام الأمريكى والقيادة الأمريكية. وكتب زيلينسكى على منصة التواصل الاجتماعى X: «شكرًا لأمريكا. شكرًا لك يا رئيس الولايات المتحدة، والكونجرس، والشعب الأمريكى. تحتاج أوكرانيا إلى سلام عادل ودائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط».

•     صدمة زعماء العالم

لم يكن أمام زعماء العالم إلا تقديم الدعم لأوكرانيا وخاصة مع التلويح بدارسة إدارة ترامب إنهاء جميع شحنات المساعدات العسكرية الجارية إلى اوكرانيا بحسب صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مسئول أمريكى كبير أن القرار، إذا تم اتخاذه، سيطبق على مليارات الدولارات من الرادارات والمركبات والذخيرة والصواريخ التى تنتظر الشحن إلى أوكرانيا من خلال سلطة خفض القوات الرئاسية.

فيما اكد رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر احتفاظ بلاده بدعم ثابت لأوكرانيا، ويفعل كل ما فى وسعه لإيجاد طريق للمضى قدمًا نحو سلام دائم قائم على السيادة والأمن لأوكرانيا. ومن المقرر أن يجرى ستارمر محادثات مع زيلينسكى ووزيرة الخارجية الإيطالية جورجيا ميلونى فى لندن أمس قبل قمة دفاعية كبرى فى لندن تهدف إلى تأمين سلام «دائم وقوي» فى أوكرانيا. كما دعت ميلونى أمس إلى عقد قمة فورية بين الولايات المتحدة وأوروبا والحلفاء.

وأوضح الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون أنهم على حق فى مساعدة أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا قبل ثلاث سنوات، والاستمرار فى ذلك. وأضاف هناك معتدٍ وهو روسيا، وشعب يتعرض للهجوم وهو أوكرانيا كما سارع بالحديث مع زيلنسكى بعد الخروج من البيت الأبيض.

وكتب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا «كرامتك تكرم شجاعة الشعب الأوكرانى. كن قويًا، كن شجاعًا، كن بلا خوف. أنت لست وحيدًا أبدًا سنواصل العمل معكم من أجل تحقيق السلام العادل والدائم».

وقد استخدم فريدريش ميرز، المستشار الألمانى القادم لهجة مماثلة عندما غرّد مباشرة إلى «عزيزى فولوديمير» تعهد فيه بالوقوف إلى جانب أوكرانيا «فى الأوقات الجيدة والأوقات الصعبة».

كما قال المستشار الألمانى المنتهية ولايته أولاف شولتز لا أحد يريد السلام أكثر من مواطنى أوكرانيا! ولهذا السبب نعمل معًا لإيجاد طريق لتحقيق سلام دائم وعادل. ويمكن لأوكرانيا أن تعتمد على ألمانيا وعلى أوروبا. وانضم الى حملة الدعم رئيس وزراء هولندا ولوكسمبورج لوك والرئيس البرتغالى والتشيك.

وأكدت الممثلة العليا للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى كايا كالاس فى منشور على موقع X: «أوكرانيا هى أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا».وأضافت: «سنعزز دعمنا لأوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة محاربة المعتدى. لقد أصبح من الواضح اليوم أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد».

•     انفجار ودعم داخلي

اجتمع المشرعون الجمهوريون إلى حد كبير حول ترامب وفانس. قال السيناتور ليندسى جراهام، الجمهورى الذى كان مؤيدًا قويًا لمساعدة أوكرانيا، إنه لا يعرف ما إذا كان ترامب وزيلينسكى قادرين على «إصلاح الضرر» واستئناف محادثات السلام.

وقال جراهام عن زيلينسكى: «يجب عليه إما الاستقالة وإرسال شخص يمكننا التعامل معه، أو يجب عليه التغيير».

ولكن بعض الجمهوريين الأكثر اعتدالاً فى مجلس النواب تبنوا لهجة مختلفة. فقد قال النائب دون بيكون إن التبادل الساخن كان «يوماً سيئاً للسياسة الخارجية الأمريكية». ووصف النائب مايك لولر الاجتماع بأنه فرصة ضائعة لكلا البلدين وقال إن «الفائز الوحيد اليوم هو فلاديمير بوتين». ووصف النائب بريان فيتزباتريك، الجمهورى أحداث اليوم بأنها مفجعة وقال إن الجانبين يجب أن يعودا إلى طاولة المفاوضات.

كما هاجم الديمقراطيون ترامب وفانس بالإجماع، واتهموهما بالخضوع لبوتين. وقال النائب سيث مولتون، ديمقراطى خلال مقابلة على قناة إم إس إن بى سى: «هذه هى بداية النهاية. لن يبدأ بوتين فى التجول فى جميع أنحاء أوكرانيا فحسب، بل سيتجول فى جميع أنحاء أوروبا».

أوضحت السيناتور الديمقراطية إيمى كلوبوشار، الديمقراطية: «ردًا على فانس: لقد شكر زيلينسكى بلدنا مرارًا وتكرارًا على انفراد وعلنًا». كانت واحدة من العديد من المشرعين الذين التقوا بزيلينسكى قبل زيارته للبيت الأبيض عار عليكم».

وقال كريس مورفى، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطى: «يا له من إحراج شديد لأمريكا. هذا المشهد المحزن برمته». وأضاف عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا روبين جاليجو: «هذا عار». كما وصف السيناتور كريس فان هولين المشاهد التى حدثت فى المكتب البيضاوى بأنها «مخزية للغاية».

ووصف زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر الاجتماع بالكارثى إن ترامب وفانس «يقومان بالعمل القذر لصالح بوتن»، مضيفًا أن حزبه «لن يتوقف أبدًا عن النضال من أجل الحرية والديمقراطية».

وانتقدت رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة نانسى بيلوسى ترامب بسبب «أدائه المخزي» مدعية أن بوتين «يجب أن يكون سعيدًا للغاية» بنتائج الاجتماع.

•     انتصار بوتين

وفى السياق هلل الزعماء الروس بالضربة الوحشية للرئيس الأوكرانى فى المكتب البيضاوى، احتفالا بالانهيار العلنى للعلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. حيث علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على هذه الإهانات، حيث كتبت باللغة الروسية على تيليجرام: «إن الطريقة التى مارس بها ترامب وفانس ضبط النفس ولم يضربا هذا الوغد هى معجزة ضبط النفس».

«أخيرا، تلقى الخنزير الوقح صفعة مناسبة فى المكتب البيضاوي»، هذا ما كتبه ديمترى ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى، على موقع «إكس». وأضاف ميدفيديف أن ترامب «على حق: نظام كييف يقامر بالحرب العالمية الثالثة». وصف دميترى ميدفيديف، الرئيس الروسى السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسى الحالى، المناوشة التليفزيونية بين ترامب وزيلينسكى بأنها «توبيخ فى المكتب البيضاوي». وفى قناته على تيليجرام، أشاد ميدفيديف، أول مسئول روسى كبير يعلق على اجتماع ترامب وزيلينسكى، بالرئيس الأمريكى لأنه «قال الحقيقة» فى وجه زيلينسكى وحثه على تعليق المساعدات العسكرية.

•     أوكرانيا تقف خلف زيلينسكي

كما انهالت رسائل الدعم للرئيس الأوكرانى حيث دافع أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكى عنه وكتب يرماك على صفحته الشخصية بموقع «إكس»: «يقاتل من أجل بلدنا، ومن أجل كل من يدافع عن السلام العادل والدائم. وبدون ضمانات حقيقية، ستعود الحرب».

واضاف الجنرال أوليكساندر سيرسكى، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، إن قواته تقف إلى جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكى. سيرسكى، الذى نادرا ما يدلى بتصريحات سياسية: «القوات المسلحة تقف إلى جانب أوكرانيا، ومع الشعب، ومع القائد الأعلى للقوات المسلحة. قوتنا فى الوحدة. نحن نواصل تدمير المحتل، ونقترب من النصر».

واكد الخبير الاستراتيجى كارل روف أن بوتين هو الفائز الوحيد فى الخلاف العلنى الفوضوى واضاف أحد كبار مساعدى البيت الأبيض فى عهد إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش: «سيكون من الصعب للغاية التراجع عن هذا النوع من العداء الذى رأيناه فى تلك الغرفة والتراجع عن بعض تلك التصريحات. كان من الممكن أن يتم ذلك لو لم تكن الكاميرات تعمل».