بمساعدات مالية ضخمة لأوكرانيا وعقوبات ضد روسيا
أوروبا تتحدى ترامب

زيلينسكى: مستعد للتنحى من أجل السلام
تصريحات متضاربة بين كييف وواشنطن حول صفقة المعادن النادرة
وافق الاتحاد الأوروبى على فرض عقوبات جديدة على روسيا فى إطار دعمه لأوكرانيا فى الذكرى الثالثة للغزو الروسى. وأكدت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كايا كالاس، قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، «يتعين علينا دعم أوكرانيا الآن أكثر من أى وقت مضى».
كما شملت حزمة العقوبات السادسة عشرة ضد روسيا، التى تم الاتفاق عليها، حظرا على واردات الألومنيوم الأولى ومبيعات أجهزة الألعاب، بالإضافة إلى إدراج مالكى ومشغلى 74 سفينة من ما يسمى أسطول الظل المستخدمة للتهرب من العقوبات.
وفى تصريح مفاجئ أن الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلنسكى أول أمس أعرب عن نيته «للتخلي» عن قيادته مقابل السلام فى بلاده أو انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسى رافضا الموفقة على صفقة المعادن النادرة على الرغم من تصريحات الحكومة الأمريكية وكييف باقتراب عقدها.
ومن جانبه أوضح وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف أمس إن العملية العسكرية لبلاده فى أوكرانيا يمكن أن تتوقف حال التوصل إلى نتائج مرضية لروسيا فى المفاوضات. جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقده لافروف مع وزير الخارجية التركى هاكان فيدان عقب لقائهما فى أنقرة. وتطرق لافروف للحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفى السياق أكدت رئيسة البرلمان الأوروبى روبرتا ميتسولا، ورئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فى بيان صادر أمس: «فى بيئة دولية وجيوسياسية صعبة، نؤكد أهمية الحفاظ على التضامن عبر الأطلسى والعالمى مع أوكرانيا»، وأشاد البيان بأرواح الذين فقدوا فى الصراع، وقال إن «روسيا وشعبها يدفعان ثمن تصرفات زعيمهما».
وأضاف: قبل ثلاث سنوات، بدأت روسيا حربها العدوانية الشاملة وغير القانونية ضد أوكرانيا. وتستهدف هذه الحرب الوحشية التى تشنها روسيا عمدًا البنية التحتية المدنية والحيوية. وتتحمل روسيا وقيادتها المسئولية الكاملة عن هذه الحرب والفظائع التى ارتكبت ضد الشعب الأوكرانى. ونحن نواصل الدعوة إلى المساءلة عن جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة.
وقالت فون دير لاين فى كلمة ألقتها فى كييف: «أوروبا هنا، لدعم وتعزيز أوكرانيا فى الأيام الحرجة. وأستطيع أن أعلن أن دفعة جديدة من المساعدات بقيمة 3.5 مليار يورو لأوكرانيا ستصل فى مارس».
وفى الوقت نفسه اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل لتقرير المبلغ الذى سيتم إرساله إلى كييف فى حزمة الدعم التالية. وبدأت الخطة بأرقام أحادية الرقم، لكنها قد تصل فى النهاية إلى أكثر من 20 مليار يورو، وفقًا لنيويورك تايمز الأمريكية ومن المتوقع أيضا أن يوافق الوزراء على حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، وهو ما قد لا يرضى البيت الأبيض مع اقتراب ترامب من بوتن.
وعلى نطاق أوسع، يدرس الزعماء الأوروبيون أيضًا احتمال إرسال قوات على الأرض فى أوكرانيا كنوع من قوة حفظ السلام أو «الطمأنينة»، إضافة الى دراسة زيادة الإنفاق العسكرى بشكل عام، ومن المتوقع أن تقترح المفوضية الأوروبية مخططا لمستقبل الدفاع الأوروبى فى منتصف مارس.
كما أعلن أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبى، اول أمس دعوته إلى عقد اجتماع خاص للزعماء الأوروبيين فى السادس من مارس لمناقشة أوكرانيا والدفاع الأوروبى.
وأكدت كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين فى الاتحاد الأوروبى، أثناء توجهها إلى القمة، إن «تصريحات ترامب مثيرة للاهتمام للغاية».لافته إلى وصف زيلينسكى بالديكتاتور: «كنت متأكدة من أنه يرتكب خطأ ويخلط بين الشخصين»، حيث خلط بين زعيم أوكرانيا وزعيم روسيا. ولفتت إلى ان الرواية الروسية مسيطرة على ترامب بقوة.
واستخدم وزير الخارجية البلجيكى ماكسيم بريفوت لهجة أقوى لدى دخوله اجتماع بروكسل قائلا «من غير المقبول على الإطلاق أن تضع الولايات المتحدة البلدين على قدم المساواة – هناك معتد وهناك ضحية».
• اتفاقية المعادن النادرة
وفى ظل الحديث عن صفقة المعادن النادره التى تريدها واشنطن وأكد ترامب إتمامها خلال أيام أكد الرئيس الأوكرانى أنه غير مستعد للاستسلام للضغوط الأمريكية المكثفة لتوقيع صفقة معادن بقيمة 500 مليار دولار، وإنه يريد من دونالد ترامب أن يكون «إلى جانبنا» فى المفاوضات لإنهاء الحرب فى أوكرانيا. وأضاف زيلينسكى فى مؤتمر صحفى فى كييف قبل الذكرى الثالثة، إنه لا يعتبر المبلغ الذى طالب به البيت الأبيض «سدادًا» واضحًا للمساعدات العسكرية الأمريكية السابقة. قائلا إن هذا الرقم أعلى بكثير من المساهمة العسكرية الفعلية للولايات المتحدة والتى بلغت 100 مليار دولار، وأشار إلى أن كلا الحزبين فى الكونجرس الأمريكى والرئيس جو بايدن وافق على الدعم فى أعقاب الهجوم الروسى. وجاء ذلك على شكل «منحة» وليس «دينًا» يجب سداده.
مؤكدا «لن أوقع على شيء سوف يدفع ثمنه عشرة أجيال من الأوكرانيين فى وقت لاحق» وقال إن أى اتفاق مشروط بتقديم الإدارة الأمريكية ضمانات أمنية لمنع روسيا من انتهاك أى وقف إطلاق نار مستقبلى– وهو الأمر الذى رفضته حتى الآن. كما أصر زيلينسكى على أنه يريد علاقات جيدة و«ودية» مع أمريكا–«الشريك الاستراتيجي».
وعلى الرغم من ذلك أكدت نائبة رئيس وزراء كييف أولها ستيفانيشينا إن أوكرانيا والولايات المتحدة فى المراحل النهائية من المفاوضات بشأن صفقة بشأن المعادن الأرضية النادرة الأوكرانية. وأضافت فى منشور على موقع X إن كييف ملتزمة بإكمال الصفقة «بأسرع ما يمكن»–قبل حذف المنشور بعد دقائق.
وأضافت الصحيفة أن أوكرانيا عرضت التوقيع على الاتفاق فى واشنطن العاصمة خلال اجتماع بين الرئيسين. وتأتى هذه الخطوة بعد أيام من تصريح مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض مايك والتز بأن أوكرانيا ستوقع الاتفاق «فى الأمد القريب للغاية».