الاكتشافات الأثرية وازدهار السياحة

تظل السياحة المصرية والاكتشافات الأثرية الجديدة هى الكنز الحقيقى وأحد مصادر الدخل والعملة الصعبة التى يشكل نقصها عائقا أمام الكثير من التحديات التى تواجهها الدولة على طريق التنمية، وتعد الاكتشافات الجديدة أهم عوامل ازدهار حركة السياحة.. وفى الأيام الأخيرة تمكنت البعثة الأثرية المصرية الإنجليزية المشتركة من الكشف عن مقبرة الملك تحتمس الثانى آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشر فى مصر، والتى تم العثور على مدخلها وممرها الرئيسى عام 2022 بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر، حيث تم العثور على أدلة تشير بوضوح إلى أنها تخص الملك تحتمس الثانى وكشفت النقاب عن مزيد من أسرار وكنوز الحضارة المصرية العريقة، وهى أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.. وقد اعتقد فريق العمل أنها قد تكون مقبرة لزوجة أحد ملوك التحامسة نظرا لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث وقربها كذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، والتى أعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتقلد مقاليد حكم البلاد كملك وتدفن فى وادى الملوك.. ولكن مع استكمال أعمال الحفائر اكتشفت البعثة أدلة أثرية جديدة حددت هوية صاحب المقبرة الملك تحتمس الثانى وأن من تولى إجراءات دفنه هى الملكة حتشبسوت بصفتها زوجته وأخته غير الشقيقة.. ويعد هذا الكشف أحد أهم الاكتشافات الأثرية فى السنوات الأخيرة لأن القطع الأثرية المكتشفة بها تعد إضافة هامة لتاريخ المنطقة الأثرية وفترة عهد الملك تحتمس الثانى، حيث تم العثور لأول مرة على الأثاث الجنائزى لهذا الملك الذى لا يوجد له أى أثاث جنائزى فى المتاحف حول العالم.. وقد وجدت المقبرة  فى حالة سيئة من الحفظ بسبب تعرضها للسيول بعد وفاة الملك بفترة قصيرة حيث غمرت المياه المقبرة مما استدعى الفريق الأثرى لانتشال القطع المتساقطة وترميمها.. وتتميز المقبرة بتصميم معمارى بسيط كان نواة لمقابر من تواتر على حكم مصر بعد تحتمس الثانى خلال الأسرة الثامنة عشر.. وستواصل البعثة أعمال المسح الأثرى التى تجريها فى الموقع منذ عامين وذلك للكشف عن المزيد من أسرار هذه المنطقة والمكان الذى نقلت إليه باقى محتويات مقبرة تحتمس الثانى.. والمؤكد أن مصر بها الكثير من الكنوز فى باطن الأرض والتى لم تكتشف بعد وكل اكتشاف جديد اضافة حقيقية للسياحة المصرية على طريق التنمية والجمهورية الجديدة.
[email protected]