أميرة رسلان: الجمال في الإسلام ليس مجرد مظهر بل هو انعكاس لعمق الدين

أوضحت الدكتورة أميرة رسلان، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، أن الإنسان بفطرته يقدر الجمال، وهو أمر تدعمه السنة النبوية الشريفة بشكل كبير.
وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، عبر قناة الناس: “النفس البشرية تميل إلى الجمال، وهذا ليس شيئًا جديدًا، فالله سبحانه وتعالى فطرنا على حب الجمال، واهتمت السنة النبوية بذلك، حيث أظهر الصحابة رضوان الله عليهم خشيتهم من أن يكون الاهتمام بالمظهر من علامات الكبر”.
وأضافت: “في حديث نبوي شريف، سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله جميلًا، فكان رد النبي صلى الله عليه وسلم: 'إن الله جميل يحب الجمال'ـ هذا يؤكد أن الاهتمام بالمظهر ليس محرمًا، بل هو أمر يحبه الله طالما كان مع مراعاة قيم الدين”.
وتابعت: “النبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا ما يوصي أصحابه بالحفاظ على مظهرهم قبل الذهاب للدعوة، فكان يقول لهم: 'إنكم قادمون غدًا على إخوانكم، فاصلحوا رحلكم واصلحوا لباسكم'، كانت هذه نصيحة هامة؛ لأن مظهر المسلم المهندم يبرز قيمته الدينية ويعكس عمق إيمانه”.
وأشارت إلى أن المظهر ليس مسألة سطحية، بل هو انعكاس لنية المسلم وسلوكه، مؤكدة: “إنه من الطبيعي أن يغلب الإنسان في بعض الأحيان رغباته الشخصية أو تأثره بالمجتمع، لكن إذا التزم بتوجيهات الدين وراعى آداب الإسلام، فسيجد أن سلوكه سيكون منبعًا لكل إيجابية وتقدير في المجتمع”.
وأردفت: "حافظوا على الجمال من الداخل والخارج، واعلموا أن حسن المظهر يعكس بالدرجة الأولى احترام الإنسان لدينه ونفسه، لذا، على كل مسلم ومسلمة أن يراعوا ما يطلبه منهم دينهم في تعاملاتهم ومظاهرهم".
حرص الملك السلطان إبراهيم بن إسكندر، ملك ماليزيا، على توديع شيخ الأزهر، قبيل توجهه لمطار البحرين الدولي حيث من المقرر أن يعود جلالته إلى بلاده ماليزيا اليوم الخميس، بعد انتهاء زيارته المخصصة لمملكة البحرين، حيث أصر جلالته على المرور بغرفة الاجتماعات الخاصة بشيخ الأزهر بدون موعد مسبق، وذلك أثناء عقد لقاء مشترك يجمع فضيلة الإمام الأكبر ورئيس الوزراء الماليزي الدكتور أنور إبراهيم، لتوديعه وتبادل الحديث بشكل سريع مع فضيلته.
وقال ملك ماليزيا لشيخ الأزهر، "اعتذر على قطع هذا اللقاء المهم، ولكن لا يمكنني المغادرة دون أن أرى فضيلتكم وأودعكم، وسأقوم بافتتاح مسجد جديد يحمل اسم ابني الراحل عبد الجليل، واتمنى أن ترافقني فضيلتكم أثناء افتتاحه".
من جانبه، أكد شيخ الأزهر تقديره لجلالة ملك ماليزيا، ولفتته الطيبة للمرور على فضيلته قبيل مغادرة جلالته، مؤكدا أن هذا المشهد يدل على عمق العلاقات بين ماليزيا والأزهر وخصوصيتها، وترحيبه بتلبية دعوة جلالته بإذن الله تعالى.
وتعليقا على هذا المشهد، أكد رئيس الوزراء الماليزي أن هذه اللفتة الطيبة والتي تتمثل في مجيء الملكً بنفسه لتوديع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر تعكس مدى تقدير ماليزيا؛ ملكًا وحكومة وشعبًا، لشيخ الأزهر، ودور فضيلته العالمي في نشر السلام وترسيخ قيم الأخوة، ودعم قضايا الأمة الإسلامية.
شيخ الأزهر يعلن احتضان مصر للنسخة الثانية من مؤتمر الـحوار الإسلامي- الإسلامي
وعلى صعيد اخر، قال أ.د/ أحــمَد الطَّـيِّــب شَـيْخ الأزهــر، إنَّ التاريخ يُحدِّثُنا بأنَّ أُمَّتَنا الإسلاميَّة لم تَجْنِ من الفُرقة والتّشَرذُم وتدخُّلِ بعض دولها في الشؤون الداخليَّة لبعضِها الآخَر، أو الاستيلاءِ على أجزاءٍ من أراضيها، أو استغلالِ المذهبيَّةِ والطائفيَّة والعِرقيَّة لزرعِ الفِتَن بين أبناء الوطن الواحد، أو محاولات تغيير المذاهب المستقرَّة بالتَّرغيبِ وبالتَّرهيبِ، كلُّ ذلك لم تَجْنِ الأمَّةُ منه إلَّا فُرقةً ونزاعًا وصراعًا أسلَمَها إلى ضعفٍ وتَراجُع أطمعَ الغيرَ فينا وجَرَّأه علينا، حتى رأينا وسمعنا مَن يُطالبُنا بتهجيرِ شعبٍ عريقٍ وترحيلِه من وطنه ليُقيم على أرضِه منتجعًا سياحيًّا على أشلاءِ الجُثَث وأجسادِ الشُّهداء مِن الرجالِ والنِّساءِ والأطفالِ مِن أهلِنا وأشقَّائنا في غزَّة المكلومة، وبالتأكيد تتفقون معي في أنه آنَ الأوانُ لتضامُنٍ عربيٍّ إسلاميٍّ أخوي خالٍ من كل هذه المظاهر إذا ما أردنا الخيرَ لبلادنا ولمستقبلِ أمتنا.
وتوجه شيخ الأزهر -خلال كلمته بمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، بحضور ملك البحرين، بقصر الصخير الملكي- إلى اللهِ تعالى بالدُّعاء أن يُوفِّقَ قادة العرب في قِمَّتهم العربيَّة المُرتقبة في جمهوريَّة مصر العربية، وفي المملكةِ العربيةِ السعودية، وأنْ يجمعَ كلمتهم ويُوحِّد شملهم.