رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الموت البطىء للأطفال والشباب فى: (مشروب الطاقة)

بوابة الوفد الإلكترونية

عبارة غير مسموح لمن هم دون 18 عاماً.. وسيلة الحماية للمنتجين والمُصنعين 

 

(تزايدت فى السنوات الأخيرة شعبية مشروبات الطاقة بين جميع الفئات العمرية، بمن فى ذلك الأطفال والمراهقون.. وكانت وراء حجم سوق تعدى الـ١٥٠ مليار جنيه وفقاً لبيانات ٢٠٢٠ سبق نشرها. تتميز هذه المشروبات بتصميمات جذابة وتسويق مكثف يستهدف الأطفال والشباب بشكل خاص. إلا أن أضرارها الصحية الكبيرة، وسهولة الحصول عليها من دون قيود فعلية، تطرح السؤال حول أين المسئولية المجتمعية والرقابة الحكومية. وتسليط الضوء على أضرار مشروبات الطاقة، وكيف يتنصل المصنِّعون من المسئولية عن طريق عبارة «غير مسموح بها لمن هم دون 18 عامًا»، بالإضافة إلى مناقشة ضعف الرقابة على بيعها للأطفال..صحتك حياة تفتح الملف).

تحتوى مشروبات الطاقة على مستويات مرتفعة من الكافيين، السكر، والمواد المنشطة الأخرى، مثل التورين والجينسنغ. يُسوّق لها بأنها تمنح الطاقة الفورية وتحفّز النشاط الذهنى والبدنى،  لكنها تحمل فى طياتها مخاطر صحية خطيرة، خاصة مع الاستهلاك المفرط.. فى هذا الصدد يقول الدكتور أحمد حسن، أستاذ التغذية بجامعة حلوان. «مشروبات الطاقة تحتوى على كميات كبيرة من الكافيين، حيث يمكن أن تتجاوز العبوة الواحدة منها احتياجات الإنسان اليومية من الكافيين. هذا يؤدى إلى زيادة ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، والأرق. لدى الأطفال، يمكن أن تسبب هذه المشروبات اضطرابات فى الجهاز العصبى وتأثيرات طويلة الأمد على القلب».

والمنتجون والمصنعون يعرفون مدى خطورة تلك المشروبات فكان التنصل من المسئولية «وبالقانون بكتابة غير مسموح بها لمن هم دون 18 عامًا» على نفس نهج مُصنعى السجائر ومنتجات التدخين وعلى الرغم من التحذيرات المكتوبة على العبوات بأنها «غير مسموح بها لمن هم دون 18 عامًا»، فإن ذلك لم يمنع الأطفال من شراء هذه المشروبات، ويقول الدكتور شادى محمود، أخصائى الصحة العامة:«عبارة التحذير هى مجرد إجراء قانونى يُستخدم للتهرب من المسئولية. الشركات تعلم جيدًا أن الأطفال والمراهقين هم المستهدفون الأساسيون. المشكلة تكمن فى غياب رقابة فعلية على بيع هذه المشروبات للأطفال».

فاطمة محمود، أم لطفلين، تقول:«ابنى البالغ من العمر 13 عامًا يشترى مشروبات الطاقة من السوبر ماركت بكل سهولة، ولم يسأله أحد عن عمره. عندما اشتكيت لأحد المحلات، قال لى البائع: 'هى مكتوبة على العبوة، إحنا مالنا؟'».

انعدام الرقابة

تشير البيانات إلى أن معظم محلات السوبر ماركت والبقالات لا تتبع أى إجراءات لتقييد بيع مشروبات الطاقة للأطفال. كما لا توجد قوانين صارمة أو آليات تفتيش تفرض الالتزام بتحذيرات العمر.

الدكتور عمرو سعيد، استشارى طب الأطفال، يعلق على ذلك قائلاً:«نحن بحاجة إلى تدخل حكومى صارم لوضع تشريعات تحظر بيع مشروبات الطاقة للأطفال، تمامًا مثلما يحدث مع السجائر والكحول. تجاهل هذه القضية يؤدى إلى زيادة فى الأمراض المزمنة المرتبطة بالكافيين والسكرى لدى الأطفال».

الأطفال لا يدركون المخاطر.

وتعتمد الشركات المصنعة لمشروبات الطاقة بشكل كبير على تصميم جذاب وعبوات لامعة لجذب انتباه الشباب، ما يجعل الأطفال يرغبون فى تجربتها.هنا تسرد منى عبد الله، معلمة بمدرسة ابتدائية، تقول:«فى كثير من الأحيان، أرى طلابًا يشربون مشروبات الطاقة فى الفصول. عندما أسألهم عن السبب، يقولون إنها تجعلهم 'أقوياء' أو 'نشطين'. الأطفال لا يدركون المخاطر الصحية لهذه المشروبات..ويشير.الدكتورأحمد صلاح، رئيس قسم علم النفس بجامعة حلوان، إلى أن «الأطفال لا يملكون القدرة العقلية الكاملة لفهم تأثير هذه المنتجات على صحتهم. هذا يجعل المسئولية تقع على الأسرة والحكومة للحد من انتشارها».

على الرغم من الأضرار المعروفة لمشروبات الطاقة، فإن الشركات الكبرى لا تزال تسوّق هذه المنتجات بقوة. يعتمد التسويق غالبًا على ربطها بالأنشطة الرياضية والمغامرة، مما يجعل الأطفال والمراهقين يرغبون فى تجربتها.

الدكتورة ليلى محمود، خبيرة التسويق، تقول:«الإعلانات التى تستهدف مشروبات الطاقة تستخدم رموز القوة والنجاح. هذه الرسائل تؤثر بشكل كبير على الشباب وتخلق رغبة قوية لتجربة المنتج. الشركات تدرك أن الأطفال والمراهقين هم شريحة مربحة جدًا». ولذلك معظم الأطباء يعلمون أن استهلاك مشروبات الطاقة بشكل مستمر يسبب أضرارًا جسيمة، بما فى ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حيث أن الكميات العالية من الكافيين والسكر تؤدى إلى إجهاد القلب،الإدمان يمكن أن يصبح الأطفال مدمنين على الكافيين بسبب الكميات الكبيرة الموجودة فى هذه المشروبات، زيادة الوزن تحتوى مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكر، مما يؤدى إلى زيادة الوزن ومشاكل السمنة، اضطرابات النوم حيث تؤدى المستويات العالية من الكافيين إلى الأرق وعدم القدرة على النوم بشكل طبيعى.

مصطفى إبراهيم، استشارى القلب والأوعية الدموية، يقول:«استمرار استهلاك مشروبات الطاقة بين الأطفال يعنى أننا سنواجه فى المستقبل جيلاً يعانى من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم فى سن مبكرة. الحل الوحيد هو منع بيع هذه المنتجات بشكل قاطع للأطفال».

أميرة سالم، ربة منزل، تقول:«لا أفهم كيف تسمح الحكومة ببيع هذه المشروبات للأطفال بينما الجميع يعلمون أنها مضرة. المسئولية تقع على الجميع، من الأسر إلى صُناع القرار».مشروبات الطاقة ليست مجرد مشروب يُستهلك لتوفير النشاط الفورى، بل هى قنبلة موقوتة تهدد صحة الأطفال والمراهقين. المسئولية هنا جماعية: الشركات المصنعة يجب أن تُحاسب، الأسر يجب أن تكون أكثر وعيًا، والحكومات يجب أن تفرض رقابة صارمة لحماية الأجيال القادمة.

طوق النجاة:

1- تشريعات صارمة: يجب أن تفرض الحكومات قوانين تمنع بيع مشروبات الطاقة للأطفال دون سن 18 عامًا، مع وضع عقوبات صارمة على المخالفين.

2- توعية مجتمعية: يجب تنفيذ حملات توعوية موجهة للأسر والمدارس لتثقيف الأطفال والشباب بمخاطر مشروبات الطاقة.

3- تقليل التسويق الموجه للأطفال: يجب أن تُحظر الإعلانات التى تستهدف الشباب أو تُظهر مشروبات الطاقة كرمز للقوة أو النشاط.

4- تشجيع البدائل الصحية: توفير خيارات صحية مثل العصائر الطبيعية والماء المنكه كبديل لمشروبات الطاقة.

5- تجنب الاستهلاك المفرط: من المهم عدم الاعتماد على مشروبات الطاقة كمصدر رئيسى للطاقة أو النشاط.

6- اختيار بدائل صحية، يمكن تناول بدائل صحية مثل الماء، والعصائر الطبيعية، والوجبات المتوازنة لزيادة الطاقة بشكل طبيعى.

7- استشارة الطبيب، فى حالة وجود أى مشاكل صحية أو أعراض غير مريحة بعد تناولها ينبغى استشارة الطبيب فوراً.

فى النهاية

الآثار الجانبية للإفراط فى تناول مشروبات الكافيين المرتفعة، مع المنشطات الأخرى، يمكن أن تؤدى إلى مجموعة من العواقب السلبية على الصحة البدنية والعقلية، بما فى ذلك القلق، والاكتئاب، أو حتى الإجهاد، واضطراب ما بعد الصدمة، وتعاطى المخدرات، وصولاً لحدوث الوفاة.