قوات الاحتلال تقتحم كلية تعليمية في القدس.. التضييق مُستمر

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، على اقتحام كلية التدريب المهني في مخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة في الضفة الغربية.
الجدير بالذكر أن هذه الكلية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التابعة للأمم المُتحدة.
وأشار تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى بيان الأونروا الذي قال إن قوة إسرائيلية يرافقها طاقم من بلدية الاحتلال اقتحمت مقر الكلية وأمرت بإخلائها بشكل فوري.
وقامت قوات الاحتلال إطلاق قنابل الغاز السام والصوت أثناء الاقتحام غير الإنساني وغير المُبرر.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
اقرأ أيضاً: أفراح السودانيين تتواصل بانتصار الجيش: "بكرة بيخلص هالكابوس"
وذكر بيان المُنظمة الأممية أيضاً أن أفراداً من الشرطة الإسرائيلية برفقة موظفين من بلدية الاحتلال في القدس داهموا صباحاً مدارس تابعة لوكالة الغوث "الأونروا" في صور باهر وسلوان ووادي الجوز بالقدس المحتلةوأمروا بإغلاقها.
ويأتي التطورات الأخيرة كحلقة جديدة في مُسلسل التصعيد الإسرائيلي المُمنهج ضد منظمة الأونروا التي تُكثف جهودها من أجل تقديم الغوث للفلسطينيين.
تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات كبيرة في تنفيذ مهامها في فلسطين، حيث تتعرض جهودها للتضييق على عدة أصعدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبعض القوى السياسية، مما يؤثر على قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين. تأسست الأونروا في عام 1949 بهدف تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة للاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة. على الرغم من الدور الحيوي الذي تلعبه الأونروا في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين، إلا أن الأنشطة الإنسانية التي تقدمها تواجه معوقات شديدة.
أحد أبرز أشكال التضييق على الأونروا هو محاولات الاحتلال الإسرائيلي للحد من قدرة الوكالة على تقديم خدماتها في مناطق مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة. تتعرض الأونروا لقيود شديدة على تنقل موظفيها والمساعدات الإنسانية التي تقدمها، حيث يتم إعاقة وصول القوافل الإغاثية إلى المناطق المحاصرة أو التي تشهد مواجهات مسلحة. في بعض الأحيان، تتعرض منشآت الأونروا، مثل المدارس والمستشفيات، للقصف أو الهدم من قبل القوات الإسرائيلية، مما يعطل تقديم الخدمات الأساسية لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني. علاوة على ذلك، يُمنع موظفو الأونروا من دخول بعض المناطق الحساسة أو يواجهون إجراءات أمنية مشددة، مما يؤدي إلى تعطيل الأنشطة الميدانية.
في جانب آخر، تواجه الأونروا تحديات مالية كبيرة بسبب تقليص التمويل من بعض الدول المانحة، حيث انسحبت بعض الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة، من تمويل الوكالة في السنوات الأخيرة، وهو ما أثر بشكل كبير على قدرتها على استمرار تقديم الخدمات للاجئين. تتبع هذه الدول سياسة الضغط على الأونروا بهدف تقليص دورها أو حتى إنهائها، مما يزيد من الضغوط على الوكالة ويؤدي إلى تقليص برامجها بشكل ملحوظ.
كما أن هناك ضغوطًا سياسية على الأونروا، حيث يتعرض العاملون في الوكالة والبرامج التي تقدمها للانتقاد من قبل بعض الأطراف السياسية التي تتهم الأونروا بالانحياز أو بدعم مواقف سياسية معينة. هذا يعرقل جهود الوكالة في تقديم المساعدات التي تركز على الإنسان وحاجاته الأساسية بعيدًا عن الأبعاد السياسية.
تتسبب هذه التحديات والتضييقات في معاناة إضافية للاجئين الفلسطينيين، حيث يواجهون صعوبات متزايدة في الحصول على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأساسية. إن استمرارية وجود الأونروا في فلسطين يعد أمرًا حيويًا في سياق الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه اللاجئون، ويجب أن تكون هناك جهود دولية قوية لدعمها وحمايتها من أي محاولات للتقليص أو الإلغاء.