بعد أن أغلقت نقابة الصحفيين باب الترشح لانتخابات التجديد النصفى المقرر إجراؤها فى السابع من مارس المقبل ، استعرضت اسماء الزملاء الأفاضل المرشحين سواء على منصب النقيب وعددهم 10 أو المرشحين للعضوية وعددهم 43 مرشحا.
وبصفتى عضو نقابة منذ اكثر من 27 عاما واعتبر نفسى من جيل الوسط ، فأننى لا اعرف سوى القليل جدا من الأسماء المرشحة سواء على منصب النقيب أو العضوية ، رغم أننا كنا حتى زمن قريب نعرف 90% على الأقل من المرشحين باعتبار أن سوق العمل الصحفى محدود ونعرف بعضنا البعض فنحن أقل نقابة مهنية من حيث عدد الأعضاء ولا يتعدى العدد 15 ألف صحفى تقريبا رغم التوسع العشوائى فى قبول عضويات مشتبه فيها من صحف مجهولة فى السنوات الأخيرة ، فحتى عام 2000 لم يتعدى عدد صحفيى مصر 5 ألاف صحفى نقابى
والملاحظ أن هناك حالة عزوف كبيرة عن الترشح من أسماء معروفة ولها تاريخ فى العمل النقابى أو العمل التطوعى العام ، وهذه الظاهرة ليست مقصورة على انتخابات الصحفيين بل فى كل المجالات وقطاعات العمل الأهلى ( أبو بلاش).
والسبب من وجهة نظرى أن العمل التطوعى العام أصبح صعبا ويتطلب جهدا خارقا وقوة تحمل غير عادية فى هذا التوقيت ، فلم تعد هناك خدمات تؤدى أو مزايا تعرض كما كان الحال سابقا ، وكذلك حتى على مستوى تطوير المهنة والحريات فأن هناك بعض الصعوبات ، السبب الثانى هو انشغال الكل بتوفير لقمة العيش فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة واصبح تخصيص وقت للعمل التطوعى ( ابو بلاش) أمرا ليس متاحا وسهلا.
وحتى هؤلاء الذين وهبوا أنفسهم للعمل العام التطوعى الصادقين فى أفعالهم واقوالهم ومواقفهم ، أصابهم الملل والاحباط ليس من الصعوبات التى يواجهونها فى أداء عملهم فحسب، بل بسبب حالة النكران والجحود التى تفشت فى المجتمع بشكل بشع فى السنوات الأخيرة.
فالكل يلهث وراء مصلحته وظهرت أجيال جديدة من الشباب لا تعترف بالقيمة والمبدأ والاخلاق والسمعة والتاريخ ، كونها أجيال مفرغة من الداخل .
وفى ظل احجام الرموز واصحاب التاريخ والسمعة الطيبة القادرين على العطاء الحقيقى عن العمل العام فى كافة المجالات والقطاعات وتراجعهم الاضطرارى للوراء يطفو بعض المسطحين والغوغاء والمجهولين على السطح.
وعودة لانتخابات الصحفيين فأننا أمام خيارين إما وجوه قديمة مكررة استنفذت طاقاتها أو جيل غير معروف مهنيا أو نقابيا ليس لهم خبرات يمكن البناء عليها والبعض يخوض المعركة من أجل الشهرة ، ولكن للانصاف هناك بعض الأسماء سواء من الوجوه القديمة أو الشباب الصاعد يمكن البناء عليهم فى تشكيل مجلس قوى يتبنى هموم المهنة ويقود النقابة فى الفترة المقبلة.
المهم هو أن يحسن الزملاء أعضاء الجمعية العمومية الاختيار وألا يكون عنصر المجاملة والانتماء والعاطفة هو الحاكم.