الاتحاد الأفريقى يجتمع لمناقشة الملف السودانى
استمرار مجازر «الدعم السريع» فى دارفور والنيل الأبيض
مع اقتراب نزاع السودان من عامه الثانى عُقد أمس الجمعة، فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مؤتمر العون الإنسانى رفيع المستوى تحت إشراف الاتحاد الأفريقى والإيقاد وإثيوبيا والإمارات، لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السودانى، الذى يواجه واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية فى العالم.
حضر المؤتمر عدد من القيادات الدولية البارزة، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الوزراء الإثيوبى، ورئيس كينيا، حيث تم التأكيد على ضرورة إنهاء الحرب وتقديم الدعم الضرورى لإنقاذ الأرواح، وتصريحات إماراتية عن تمويل بقيمة 200 مليون دولار.
إلا أن المؤتمر لقى معارضة شديدة من الحكومة السودانية، واتهم عدد من المسؤولين السودانيين، بعض الدول، بتمويل وتسليح ميليشيات الدعم السريع مما يعمق النزاع ومعاناة السودانيين، فميليشيات الدعم السريع هى التى قامت بالنهب والتفجير والتدمير للبنية التحتية الحيوية فى السودان إلى جانب الانتهاكات الأخرى، مما أسهم فى زيادة معاناة الشعب السودانى.
وفى الداخل السودانى، أغلقت مليشيات الدعم السريع، مستشفى الصوفى، فى وحدة الدويم الإدارية بمنطقة النيل الأبيض فى السودان، كما هاجمت منزل الطبيب موسى شلعى الذى يعمل بالمستشفى.
وفى ذات السياق أعربت الإدارة العليا لمعسكر زمزم لإيواء النازحين بولاية شمال دارفور، عن إدانتها بأشد العبارات "المجزرة الوحشية" التى ارتكبت بحق النازحين فى المعسكر من قبل قوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل العشرات بينهم نساء وأطفال، بجانب تدمير السوق وحرق مئات المنازل.
وقالت الإدارة فى بيان: إن المعسكر يؤوى أكثر من مليون ونصف المليون من النازحين، وأن ما جرى ليس هجوما عابرا وإنما يعد امتدادا لمخطط إجرامى ممنهج يهدف إلى إبادة النازحين بدم بارد، وفرض واقع ديمغرافى جديد عبر التطهير العرقى المنظم.
وقال المدير العام للصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، إنّ العدد الكلى للقتلى والمصابين بلغ (112)، منهم (31) قتيلًا و(81) مصابًا، بعد أن شنّت ميليشيا الدعم السريع هجوماً على المُخيّم الذى يؤوى آلاف النازحين.
وعلى مدار الأيام الماضية نفذ الدعم السريع، هجومًا عنيفًا على مخيم زمزم، الواقع فى الجزء الجنوبى الغربى من مدينة الفاشر، مرتكبة انتهاكات واسعة طالت المدنيين، شملت القتل والنهب وإجبار النازحين على الفرار، وذلك بعد أيام قليلة من هجمات مكثفة شنتها الدعم على عدد من قرى الريف الغربى لعاصمة شمال دارفور، وقيامها بطرد السكان بعد حرق منازلهم ونهب ممتلكاتهم.