رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الأحد.. سلطنة عمان تستضيف منتدى الشرق الأوسط للمنح الدراسية 2025

ورش عمل عمانية للابتعاث
ورش عمل عمانية للابتعاث الطلابى للخارج

العنصر البشرى وتطويره حجر الزاوية وأساس عملية التنمية المستدامة ويتواءم مع متطلبات رؤية عمان 2040 
تعزيز برنامج الابتعاث الخارجى للأعوام (2023- 2027)

 

تأتى استضافة سلطنة عمان ممثلة بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار غداً الأحد- النسخة الثانية من أعمال منتدى آيسف (ICEF) الشرق الأوسط للمنح الدراسية 2025، لتؤكد أنها ماضية فى سبيل الارتقاء بالعنصر البشرى باعتباره حجر الزاوية وأساس عملية التنمية ويتواءم مع متطلبات رؤية عمان 2040. 
يهدف المنتدى إلى استعراض برامج الابتعاث والتأهيل والتدريب بما يتوافق مع الرؤى الوطنية فى المنطقة، وبحث أهم فرص التبادل الطلابى والشراكات العلمية والبحثية، وسبل تعزيزها بين مؤسسات التعليم العالى الإقليمية ونظيراتها العمانية، واستعراض المؤشرات الدولية ذات العلاقة بالتعليم العالى وبناء القدرات الوطنية ومناقشة أبرز التحديات المتعلقة بالابتعاث. 
يحظى المنتدى بمشاركة واسعة من المسئولين والمعنيين وأصحاب القرار بدول مجلس التعاون الخليج العربية فى قطاعات التعليم العالى، والعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 60 جامعة وهيئة عالمية ذات البرامج العلمية الرائدة، وبما يتماشى مع المهارات والتخصصات المطلوبة فى الثورة الصناعية الرابعة. 
يتيح المنتدى الفرصة لبناء شراكات مستدامة بين الممولين الحكوميين والمؤسسات الأكاديمية التى تسعى لاستقطاب الطلبة الدوليين، وتعزيز التعاون بين الحكومات والجامعات الرائدة، وتشجيع المؤسسات الأكاديمية للحصول على الاعتراف من هيئات الاعتماد الدولية، والتواصل مع صناع السياسات المهتمين بتطوير وتجويد برامج المنح الدراسية الدولية. 
سيتضمن المنتدى عقد لقاءات حوارية، واجتماعات ثنائية تثرى المهارات والمعارف والخبرات، وتمكن من الاطلاع على أحدث الممارسات العالمية فى مجال التعليم العالى والعلوم والتكنولوجيا، وعقد مجموعة من الجلسات النقاشية وحلقات عمل حول التعاون بين مؤسسات التعليم العالى فى سلطنة عمان ومؤتمر نافسا العالمى. 
كما ستتضمن أعمال المنتدى عقد اجتماعات بين مسئولين ومختصين من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار فى سلطنة عمان، ومؤسسات حكومية محلية ودولية، ومؤسسات تعليم عالٍ من داخل سلطنة عمان وخارجها، وهيئات دولية معنية بالتعليم العالى.

اهتمام عمانى تطوير الكفاءات الوطنية وتأهيلها 
يعد بناء العنصر البشرى وتطويره حجر الزاوية وأساس عملية التنمية فى سلطنة عمان، فعلى مدار العقود الماضية تؤكد الحكومة دائماً على ضرورة الاهتمام بالمورد البشرى والارتقاء به، باعتباره الركيزة الأساسية فى تنمية المجتمعات، التى تنعكس بدورها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما يعكسه اهتمام السلطان هيثم بن طارق وتأكيده الدائم فى كل المحافل على أهمية تطوير الكفاءات الوطنية وتأهيلها، وعلى أن الرؤية المستقبلية (عمان 2040) تعتمد اعتماداً رئيسياً على العنصر البشرى. 
واستمراراً لاهتمامه بتطوير الكفاءات الوطنية أقر مجلس الوزراء تعزيز برنامج الابتعاث الخارجى للأعوام (2023- 2027م) باستحداث برنامج يستهدف إعداد خريجين قادرين على القيام بأدوار ريادية فى القطاعات الاقتصادية المختلفة، وذلك من خلال ابتعاثهم للدراسة فى تخصصات المستقبل النوعية وفى أفضل الجامعات العالمية بلغت (150) بعثة، على مدى خمس سنوات بدءاً من هذا العام وبتكلفة إجمالية تصل إلى (36) مليون ريال عمانى. 
وإيماناً من السلطان هيثم بن طارق، بأهمية تطوير الموارد البشرية فى القطاعين العام والخاص بسلطنة عمان، ومواءمة متطلبات رؤية عمان 2040 التى ترنو إلى إعداد الكوادر العمانية وتدريبها لتعزيز آفاق الاقتصاد العمانى ورفده بالقيادات الممكنة والكفاءات الوطنية، يأتى تأسيس الأكاديمية السلطانية للإدارة وفقاً للمرسوم السلطانى ٢/٢٠٢٢ وذلك سعياً إلى بناء جهاز إدارى مبتكر وصانع للمستقبل ومولد للفرص، يهدف إلى تطوير القيادات الوطنية بمختلف مستوياتها الإدارية وتمكينها وفق المنهجيات الإدارية الحديثة.

مشروع المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب
من منطلق أهمية تأهيل الكفاءات أطلقت وزارة العمل فى عام 2021 مشروع المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب، بهدف تعزيز إمكانيات أبناء الوطن وفتح آفاق رحبة تسهم فى تجويد العمل وتحقيق رضا المواطنين والمقيمين. 
ويأتى هذا المشروع الوطنى ضمن اهتمام وزارة العمل ببناء قدرات الموظفين ورواد الأعمال والباحثين عن عمل والاهتمام بالموهوبين، وتوفير بيئة تتلاءم مع ما يمتلكونه من مواهب وإمكانيات، والإسهام فى تحقيق الاستمرارية والاستدامة فى الوظائف التنموية التى تقوم بها المؤسسة، وذلك من خلال تقديم البرامج التنموية والتدريبية الفعالة والتى تقدم فائدة حقيقية وواقعية للفئات المستهدفة من الموظفين فى القطاعين الحكومى والخاص والباحثين عن عمل والموهوبين، الأمر الذى يمكنهم من معرفة وصقل مهاراتهم وقدراتهم، وبالتالى ينعكس إيجاباً على أدائهم الحالى والمستقبلى كونهم المخرجات التى يستمر تأثيرها للمستقبل. 
وجاءت فكرة المنظومة من منطلق رؤية وزارة العمل لتنفيذ برامج استراتيجية متنوعة لتكون ضمن الخطة الخمسية العاشرة 2021- 2025 المتعلقة بالتوجه الاستراتيجى الوطنى الذى يهدف إلى تحقيق تعليم شامل ومستدام، وبحث علمى يحقق مجتمعاً معرفياً وقدرات وطنية منافسة، وبناء القدرات الوطنية والمواهب وتطويرها وتمكينها هى المحركات الأساسية للتنمية البشرية والركائز الأساسية التى تؤدى إلى الارتقاء بخصائص الموارد البشرية وتحسين كفاءتها المهنية والإنتاجية وتحسين مستوى أداء العمل، تحقيقا لرؤية عمان 2040 ولتكون عمان فى مصاف الدول المتقدمة. 
وسعياً إلى بناء قدرات وكفاءات رقمية، أطلقت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات المبادرة الوطنية للكفاءات الرقمية (مكين) فى سبتمبر 2022م بوصفها جزءاً من مبادرات البرنامج التنفيذى للصناعة الرقمية فى البرنامج الوطنى للاقتصاد الرقمى، وهى مبادرة تعنى بتأهيل الشباب العمانى بالمهارات الرقمية الحديثة الأكثر طلباً فى سوق العمل. كما تسعى المبادرة إلى توفير فرص مولدة للدخل للشباب العمانى فى القطاع الرقمى بحلول 2025م كونها من مستهدفات الوزارة فى الخطة الخمسية العاشرة. 
وتعمل (مكين) بالشراكة مع مجموعة من المؤسسات التعليمية والتدريبية المحلية والدولية الرائدة فى قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتقوم المبادرة بالتعاون مع الشركات والمؤسسات الرائدة فى القطاع بتأهيل 10 آلاف عمانى بالمهارات الرقمية بحلول 2025م، وهو ما سيسهم فى رفد سوق العمل بكفاءات وطنية تتناسب مع التجدد المتسارع فى بيئة الأعمال والحاجة المتزايدة للكفاءات التقنية.

استراتيجية طموحة للتعليم فى عمان
تنتهج وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار بسلطنة عمان، سياسة عامة متعدد الأوجه تهدف إلى النهوض بالتعليم العالى، وتعزيز البحث العلمى والابتكار، وتعزيز فرص التدريب المهنى، من خلال جودة التعليم العالى، وتعزيز الوصول العادل إلى فرص التعليم والتدريب المهنى، والمواءمة مع تطورات التعليم واحتياجات سوق العمل، وتشجيع البحث العلمى والابتكار. 
وطرحت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار فى عمان، برامج وتخصصات حديثة فى السنوات الثلاث الماضية منها علوم المختبرات الطبية، وهندسة الطاقة، والذكاء الاصطناعى، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات، والواقع المعزز والافتراضى، والروبوت والأنظمة الذكية، بالإضافة إلى الابتعاث إلى كلية الدقم والتى تتضمن مجالين معرفيين هما: الإدارة والمعاملات التجارية (تخصص الإدارة اللوجستية)، والعمارة والإنشاء (تخصص بيئة التشييد) والتى ستستقبل أولى دفعاته بالعام الأكاديمى (2025-2026م). 
وتعمل الوزارة على الابتعاث الخارجى فى التخصصات التى يحتاجها سوق العمل فى سلطنة عمان، وقد وضعت للابتعاث الخارجى عدة معايير من أهمها: السمعة الأكاديمية الجيدة للمؤسسات التعليمية، والتمتع بجودة تعليم عالية. 
وبلغ عدد مقاعد البعثات الخارجية فى آخر عامين دراسيين (550) مقعداً دراسياً فى كل عام، إضافة إلى المنح التى تحصل عليها الوزارة من الدول الشقيقة والصديقة ومؤسسات التعليم العالى الأجنبية التى تبتعث إليها؛ حيث شهد العام الأكاديمى 2023-2024 ارتفاعاً فى عدد المنح الخارجية المقدمة ليبلغ (535) منحة مقارنة مع (312) فى العام الأكاديمى 2021-2022م. 
وثمة زيادة فى معدلات الالتحاق بمؤسسات التعليم العالى من خلال تعزيز التعاون الثنائى مع عدة دول، منها تخصيص (206) منح دراسية سنوية للدراسة فى المؤسسات التعليمية بالسعودية، و(50) منحة دراسية سنوياً بالمجر، و(22) منحة دراسية سنوياً بفرنسا. 
فضلاً عن أن هناك ثلاث مؤسسات تعليم عال خاصة بسلطنة عمان تحصل لأول مرة على عدد من المنح الدراسية بتمويل من برنامج التبادل الطلابى «إيراسموس بلس» لدول الاتحاد الأوروبى، وهى جامعة البريمى والجامعة الألمانية للتكنولوجيا فى عمان وجامعة ظفار. 
إجمالاً، يمكن القول إن عمان تسير وفق رؤية مستقبلية 2040، من أجل بناء وتطوير الكفاءات الوطنية وفتح مجالات أرحب للتعاون مع مختلف دول العالم فى مجالات التعليم والتدريب، بما يعزز الأهداف الوطنية العمانية للدخول لمصاف الدول المتقدمة عبر مختلف المجالات التقنية والتكنولوجية.