حكم عليها بالحبس بتهمة التطبيع مع الاحتلال.. من هي فجر السعيد ؟.

أصدرت محكمة جنايات الكويت اليوم الخميس حكمًا بحبس الإعلامية الكويتية فجر السعيد بعدة تهم من بينها الدعوة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو الحكم الذي أثار الكثير من الجدل في الأوساط الإعلامية والشعبية في الكويت، وكانت السعيد قد أثارت جدلاً واسعًا في وقت سابق بسبب تصريحاتها ومواقفها المثيرة للجدل، أبرزها زيارة القدس وظهورها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما دفع العديد من الجهات إلى توجيه الاتهامات لها.
من هي فجر السعيد؟
فجر السعيد هي إعلامية ومنتجة وكاتبة درامية كويتية معروفة، بدأت مسيرتها الإعلامية بتقديم العديد من البرامج المميزة، وأهمها "غبقة سكوب" الذي عرض عام 2019، و"هنا الكويت" في عام 2018 على قناة "سكوب الفضائية"، كما أنها كتبت العديد من المسلسلات الشهيرة، مثل "صوتك وصل" (2009)، "دار الهوا" (2008)، و"الإمبراطورة" (2006)، تعد السعيد من الوجوه الإعلامية البارزة في الكويت ولها تأثير كبير في الساحة الإعلامية العربية.
السعيد متزوجة من الإعلامي والشاعر الكويتي سعود السبيعي منذ عام 2010، ولها حضور إعلامي قوي في البرامج الحوارية والدرامية، ورغم شهرتها الواسعة، إلا أن مواقفها السياسية والإعلامية كانت دائمًا مثار جدل، لا سيما بعد أن ظهرت في الإعلام الإسرائيلي مما جعلها محط انتقادات شديدة.
التهم الموجهة إليها وحيثيات الحكم
تواجه الإعلامية فجر السعيد عدة تهم كانت في مقدمتها الدعوة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي التهمة التي تم تبرئتها منها في وقت لاحق، ورغم تبرئتها من هذه التهمة، فإن المحكمة وجهت إليها تهمًا أخرى تتعلق بإذاعة أخبار كاذبة وإساءة استعمال شبكة المعلوماتية ونقل أخبار مختلقة لا أساس لها من الصحة.
وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد تقدمت بشكوى ضد السعيد، اتهمتها فيها بالإضرار بمصالح البلاد ومخالفة القانون الموحد لمقاطعة إسرائيل رقم 21 لسنة 1964، وبإذاعة أخبار كاذبة بشأن عزم الكويت التطبيع مع إسرائيل، تم توقيف السعيد وحبسها احتياطيًا على ذمة التحقيق في 10 يناير الماضي، وذلك على خلفية نشرها لفيديو على حسابها في "إكس"، يظهر فيه شخصان قالت إنهما إسرائيليان من "أبناء العم"، حيث رحبت بهما في بيتها في ولاية جورجيا.
رد فجر السعيد على الاتهامات
من جانبها، أنكرت فجر السعيد جميع الاتهامات الموجهة إليها، موضحة أنها لم تدعُ للتطبيع مع إسرائيل، بل قالت فقط إنها ستزور إسرائيل في حال تطبيع الكويت معها، واعتبرت السعيد أن ما ذكرته كان مجرد تصريح لم يتجاوز حدود حديث عادي على منصات التواصل الاجتماعي، كما أكدت أنها لم تكن تقصد بأي شكل من الأشكال الإساءة إلى العلاقات الكويتية مع الدول العربية أو مع القضية الفلسطينية.
موقف الرأي العام
الحكم الصادر بحق فجر السعيد أثار ردود فعل متباينة في الشارع الكويتي وفي الوسط الإعلامي، فبينما رأى البعض أن الحكم جاء نتيجة تصريحات غير مسؤولة قد تضر بمصالح البلاد، اعتبر آخرون أن السعيد كانت تعبر عن آرائها الشخصية ولا ينبغي محاكمتها بسبب مواقفها السياسية، إلا أن الحكم يعكس حالة من الانقسام حول المسألة في المجتمع الكويتي، الذي يحرص على الحفاظ على موقفه الثابت من القضية الفلسطينية ومقاطعة إسرائيل.
تستمر قضية فجر السعيد في إثارة الجدل في الكويت والعالم العربي، خاصة في ظل الظروف السياسية التي تشهدها المنطقة.