رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

نتساريم تحت السيطرة الفلسطينية مجددًا.. هل تعود إسرائيل إلى الممر؟

محور نتساريم
محور نتساريم

بدأت القوات الإسرائيليةأمس السبت بالانسحاب من محور نتساريم، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، وذلك بعد أشهر من السيطرة عليه ضمن العمليات العسكرية المستمرة في القطاع. 

 

وأكد مراسل "العربية/الحدث"، اليوم الأحد، أن جميع الجنود الإسرائيليين غادروا الممر بالكامل، ما أثار تساؤلات حول دلالات هذا الانسحاب وتبعاته، وما إذا كان سيمتد ليشمل محور فيلادلفيا (صلاح الدين) جنوب القطاع. 

 

هل يمثل الانسحاب خسارة عسكرية لإسرائيل؟

 

يرى الخبير العسكري والاستراتيجي، والمستشار بكلية القادة والأركان في مصر، اللواء أسامة محمود كبير، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم يأتي كجزء من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير. 

 

وفي تصريحات خاصة لـ"العربية.نت/الحدث.نت"، أوضح أن هذا الانسحاب قد يُعتبر "خسارة عسكرية" لإسرائيل، إذ إن الهدف الأساسي من احتلال هذا المحور لم يكن فقط القضاء على خلايا حركة حماس، بل كان جزءًا من مخطط أكبر لتقسيم قطاع غزة، تمهيدًا لعملية تهجير سكانه. 

 

وأشار إلى أن السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا، المتاخم للحدود المصرية، في يونيو 2024، ثم إنشاء محور جديد جنوب نتساريم في أكتوبر، كانا خطوات تهدف إلى تقسيم القطاع إلى مناطق صغيرة يسهل السيطرة عليها في إطار هذا المخطط. 

 

تصريحات ترامب والجدل حول تهجير سكان غزة

 

وأضاف الخبير العسكري أن هذه الخطة العسكرية عُرفت لاحقًا باسم "خطة الجنرالات"، والتي أشارت إليها وسائل إعلام إسرائيلية في سبتمبر 2024. 

 

وأكد أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة زادت من الجدل، إذ أعرب عن رغبته في "تهجير سكان غزة إلى دول أخرى قبل إعادة إعمار القطاع"، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في المنطقة. 

 

وأوضح أن مصر والأردن تصدّتا بحزم لهذه التصريحات، ما دفع ترامب إلى التراجع جزئيًا، مشيرًا إلى أن "التهجير ليس أمرًا ملحًا حاليًا"، لكنه في الوقت نفسه أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضوءًا أخضر للتحرك في حال فشل الهدنة، قائلاً: "الهدنة تبدو ضعيفة، ولكم الحق في اتخاذ ما ترونه مناسبًا إذا أخلّت حماس بأي من شروطها". 

 

انسحاب تكتيكي أم تمهيد لمواجهة جديدة؟

 

يرى محللون أن إخلاء محور نتساريم قد يكون خطوة تكتيكية، وليس بالضرورة مؤشرًا على تراجع عسكري، إذ يمكن لإسرائيل إعادة احتلاله إذا انهارت الهدنة. 

 

وأشار اللواء أسامة محمود كبير إلى أن استمرار الهدنة يعني خسائر سياسية وعسكرية لحكومة اليمين الإسرائيلية، التي قد تواجه محاكمات داخلية في حال توقف الحرب تمامًا دون تحقيق أهدافها المعلنة. 

 

أما بشأن محور فيلادلفيا، فقال إنه من المبكر الحكم على نوايا إسرائيل، حيث يعتمد أي انسحاب مستقبلي على نجاح مراحل الهدنة الثلاث، والتي ستحدد مستقبل قطاع غزة ومن سيديره بعد انتهاء الحرب. 

 

تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار

 

جدير بالذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، بعد 15 شهرًا من القتال العنيف، وتضمّن بنودًا رئيسية، أبرزها: 

- تبادل الأسرى بين الجانبين. 

- انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة. 

- إنشاء منطقة عازلة شمال القطاع. 

- وقف الحرب بشكل دائم، تمهيدًا لبدء إعادة الإعمار. 

 

ورغم التقدم في تنفيذ بعض بنود الاتفاق، لا تزال الشكوك تحيط بمستقبل غزة، في ظل استمرار التوترات الإقليمية والخلافات حول آليات إدارة القطاع بعد انتهاء النزاع.