همسة طائرة
أكد وزير الطيران المدنى، الدكتور سامح الحفنى، أن تغيير اسم مطار أسوان عملية معقدة للغاية، نظرًا لارتباطه بحروف محددة من قبل منظمة الطيران المدنى الدولى والاتحاد الدولى للنقل الجوى، والتى لا يمكن تغييرها بسهولة بسبب الحجوزات المسبقة واسم مطار أسوان يمثل علامة تجارية للسياحة المصرية، ومن المهم الحفاظ عليه وإطلاق اسم الدكتور مجدى يعقوب على صالة كبار الزوار، وتعليق صوره فى أنحاء المطار، هو تقدير رمزى لا يعبر عن حجم الامتنان الحقيقى الذى يحظى به فى كل مكان.. جاء ذلك على خلفية ردود الفعل المتباينة التى آثارها إطلاق اسم السير مجدى يعقوب على صالة كبار الزوار بمطار أسوان وليس المطار نفسه.
<< يا سادة.. الهجوم على قرار وزير الطيران ليس الأول ولن يكون الأخير فطوال الوقت يتعرض الطيران المدنى المصرى، إلى هجوم دائم سواء كان من خلال تقارير إعلامية مغلوطة أو استهداف بنيته التحتية أو التشكيك فى سلامته، وهو ما يُعتبر تحديًا كبيرًا، خاصةً أن قطاع الطيران يُعد وجهة حيوية لاقتصاد البلاد ومصدرًا رئيسيًا للدخل من السياحة والتجارة.
والهجوم على الطيران المدنى المصرى قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل، بعضها موضوعى يرتبط بتحديات القطاع، وبعضها الآخر قد يكون غير مبرر ومبنيًا على معلومات مضللة أو أجندات خارجية وتضخيم الإعلام خاصة غير المتخصص قد يبالغ أحيانًا فى طرح قضايا معينة، ما يؤدى إلى تصور سلبى ويزيد من خطورة ذلك إذا ووجه بضعف الرد الإعلامى وعدم وجود استجابة سريعة وفعالة من القطاع للطعن فى المعلومات الخاطئة أو تقديم توضيحات مقنعة وأحيانًا تكون الهجمات نتيجة منافسة غير شريفة من دول أو شركات طيران منافسة.. أو كتائب الكترونيًة تترصد ليس للقطاع فقط ولكن للوطن بأكلمه.
<< يا سادة.. والخطورة الأكثر هنا إذا ما كانت تلك الكتائب داخل القطاع نفسه ويديرها شلة من أصحاب المصالح الذين يستغلون الآلة الإعلامية لتحقيق مصالحهم الشخصية بسياسة الإلهاء التى ينتهجونها للمسئول الأول حتى يظل مشغولًا بتلك الحرب المسعورة عما يفعلونه لتحقيق مصالح لهم.. الجميع يراها ويظل للأسف مكتوف الأيادى، خوفًا على سمعة القطاع الذى يعانى دومًا من مراكز قوى فساد تتستر خلف كل مسئول بادعاء الولاء له، وهى فى واقع الأمر تسقط كل مسئول بعد حصد مصالح، وتنتظر تولى آخر، لتدور الدائرة من جديد، وهذا بلاغ للأجهزة المحترمة المسئولة عن أمن وسلامة هذا للقطاع الحيوى الاستراتيجى لاتخاذ ما يرونه ضد تلك المراكز، ويمكن تتبع ذلك بشبكة المصالح التى يحققوها مع كل عهد على حساب سمعة الوطن وسمعة القطاع.
<< يا سادة.. الطيران المدنى المصرى شأنه شان الدولة يتعرض لهجوم الإعلام الموازى من بعض الجهات أو الأطراف التى تستخدم وسائل الإعلام لنشر أخبار غير دقيقة حول السلامة الجوية أو معايير التشغيل، ما يضر بسمعة الطيران المدنى هذا بخلاف المنافسة القوية من شركات طيران إقليمية ودولية قد تستخدم بعض الجهات الإعلامية أو الاقتصادية هذه المنافسة لتقويض الثقة بالقطاع.
<< يا سادة.. ومن السهل مواجهة ذلك بتحسين إدارة الأزمات الإعلامية بتأسيس غرفة إعلامية متخصصة تتعامل مع الأخبار العاجلة، وتصدر بيانات موثوقة فور وقوع أى حدث والتواصل مع الإعلام الدولى لضمان عرض الرواية المصرية بشكل واضح وشفاف مع رصد الأخبار الكاذبة والرد عليها بالحقائق باستخدام مصادر معتمدة، وتقارير موثوقة، وتحسين الصورة الذهنية، بإطلاق حملات ترويجية محلية ودولية لتحسين سمعة الطيران المصرى، وإظهار نقاط قوته.. وأعتقد أن ذلك بدا جليًا مع وزير الطيران المدنى الحالى الدكتور سامح الحفنى الذى يتعامل مع الأحداث بشكل علمى عالمى مدروس وفهم واعٍ بردود واضحة ومتكاملة وصريحة لأى حدث من الأحداث كبر شأنه أو صغر ودائمًا ما يبادر الطيار سامح الحفنى بسرعة الرد لأى مغالطات تتناول هذا القطاع الحيوى الاستراتيجى المهم الذى يتعلق بالأمن القومى للوطن وبصناعة من أهم الصناعات وهى صناعة النقل الجوى.
<< يا سادة.. ولعل الهجمات الإلكترونية على أنظمة الملاحة الجوية أو المطارات قد تعطل العمليات أو تسرّب بيانات حساسة، ويعد ذلك ضمن التحديات التى تواجه الطيران المدنى بوجه عام والمصرى بشكل كبير، ويمكن مواجهة ذلك بتعزيز الأمن السيبرانى وتحديث الأنظمة التقنية باستمرار لمواجهة التهديدات.. وتدريب العاملين فى قطاع الطيران على كيفية التعامل مع الهجمات الإلكترونية والتعاون مع المنظمات الدولية لتبادل المعلومات حول الهجمات المحتملة.. وهو ما بدأت فيه بالغعل سلطة الطيران المدنى المصرى من تنظيم دورات تدريبية فى هذا الشأن مع المتخصصين من كل أنحاء العالم.
<< يا سادة.. وتعد الأحداث الأمنية مثل العمليات الإرهابية أو اختراقات أمنية، والتى قد تؤدى إلى تشويه صورة القطاع دوليًا.. وتتم مواجهة ذلك برفع معايير السلامة والجودة والالتزام بمعايير المنظمة الدولية للطيران المدنى (ICAO)، وتحديثها بشكل دورى، وتطوير برامج التدريب الفنى والمهنى للعاملين، واعتماد أنظمة رقابة مستقلة لضمان الجودة والسلامة والتعاون مع الدول الشريكة لتطوير آليات مواجهة المخاطر واستخدام القنوات الدبلوماسية للرد على الحملات الممنهجة ضد القطاع مع نشر الوعى الداخلى حول أهمية دعم الطيران المدنى كقطاع استراتيجى وإشراك الجمهور فى مواجهة الشائعات وتعزيز الثقة بقطاع الطيران، وهو ما تم بالفعل بعد حادثة الطائرة الروسية عام 2015، حيث أعادت مصر هيكلة الإجراءات الأمنية بالمطارات بالتعاون مع خبراء دوليين وتحقيق شهادة الإياز الخاصة بمعايير السلامة الجوية للمطارات المصرية، ما أعاد الثقة الدولية تدريجيًا.
<< همسة طائرة.. تحية خالصة للطيار سامح الحفنى الذى يحاول بتشى الطرق وبشكل واضح وصريح وفورى بناء صورة ذهنية بقيمة وقامة الطيران المدنى المصرى بشكل علمى مدروس وفهم واع بقضاياه على كافة الأصعدة، لا سيما الدولية والعالمية والإقليمية لمواجهة كل التحديات والمعوقات التى تواجهه ومواسم الهجوم التى يتعرض لها.. وإلى خفافيش كل عصر ارحموا الطيران المدنى يرحمكم الله.