رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

آيات الله في تابوت طالوت واختبار النهر.. دروس في الطاعة واليقين

اختبار النهر في سورة
اختبار النهر في سورة البقرة

واصل آيات سورة البقرة كشف أحداث بني إسرائيل ومواقفهم مع طالوت، الملك الذي اصطفاه الله لهم، رغم اعتراضهم في البداية على اختياره، في تفسير الآيتين (248 - 249)، يقدم الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، رؤى ثرية حول معجزات التابوت واختبار النهر، وأهميتها في سياق الطاعة والانضباط.

التابوت: معجزة شاهدة على الملك

قال  جمعة عبر صفحته الرسمية عبر الفيسبوك أن التابوت الذي ذُكر في قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ} [البقرة: 248]، كان دليلًا إلهيًا على أحقية طالوت بالملك.

و عن السكينة: يشير القرآن إلى أن في التابوت "سكينة من ربكم"، وهي هدوء نفسي وروحي يطمئن قلوب المؤمنين.

وعن البقية: تضم التابوت أشياء مباركة تركها آل موسى وهارون، ربما كانت عصا موسى أو ألواح التوراة.


اختبار النهر: الطاعة أساس النجاح

في الآية التي تليها، قال طالوت لجنده: {إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} [البقرة: 249].

كان اختبار النهر امتحانًا للطاعة والانضباط في الصفوف العسكرية، حيث طُلب منهم عدم الشرب من النهر إلا بقدر يسير، لا يزيد عن غرفة باليد.

العبرة العسكرية: يوضح الدكتور علي جمعة أن هذا الامتحان كان يعكس أهمية الانضباط والطاعة في الجيوش، فحتى إن لم تكن الحكمة واضحة، فإن الالتزام بالأوامر أمر ضروري لحماية الجيش وتحقيق الانتصار.


قاعدة لغوية من الآية

يشير جمعة إلى قاعدة لغوية في كلمة "نهْر" المذكورة في الآية، في اللغة العربية، كل فعل تأتي عينه من حروف الحلق (مثل الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء) يجوز فيه السكون والفتح، وبالتالي يمكن نطقها "نهْر" أو "نهَر"، وكلاهما صحيح. ومن أمثلة ذلك أيضًا "شغْب" و"شغَب".

ماذا نتعلم من الآيتين

1. الإيمان بالمعجزات: كانت عودة التابوت برهانًا ملموسًا على صدق طالوت وأحقيته بالملك، وهو درس في أهمية اليقين بالآيات الإلهية.


2. الطاعة والانضباط: يبرز اختبار النهر أن الطاعة في المواقف الحرجة لا تقل أهمية عن الشجاعة.


3. السكينة كمكافأة: السكينة التي يمنحها الله للمؤمنين هي زاد روحي يعينهم على مواجهة التحديات.

 

آيات التابوت واختبار النهر تحمل رسائل خالدة عن الطاعة، الإيمان، والانضباط، إنها دعوة للتأمل في أفعالنا، واليقين بحكمة الله في كل ما يقدره لنا، حتى وإن لم تكن الحكمة واضحة في البداية.