الأطعمة الحارة تفك شفرة لغز الشعور بالألم والمتعة.. الطب الصيني يكشف مفاجأة
كشفت دراسة صينية حديثة عن تفسير سبب استمتاع البعض بتناول الأطعمة الحارة، بينما يجدها آخرون غير محتملة، موضحة كيفية تأثير توقعاتنا على استجابتنا للألم.
ما علاقة الأطعمة الحارة بالشعور بالألم والمتعة في الدماغ؟
ووفقًا لما ذكره موقع Interesting Engineering ، طلب من المشاركين خلال التجربة، تذوق صلصة حارة أثناء خضوعهم لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وتم تقييم استجاباتهم العصبية والسلوكية.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن التوقعات تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل إدراكنا للألم أو المتعة، فقد أضاءت مناطق الدماغ المرتبطة بالمتعة ومعالجة المعلومات لدى الأفراد الذين يحبون التوابل والأطعمة الحارة.
كما أظهرت هذه المناطق، مثل القشرة الجزيرية والقشرة الجبهية الأمامية والقشرة الحزامية الأمامية، نشاطًا متزايدًا كلما كانت التوابل أكثر حرارة، مما أدى إلى تعزيز استمتاعهم بالنكهات الحارة.
في المقابل، أظهرت أدمغة المشاركين الذين لا يحبون التوابل نشاطًا في مناطق مرتبطة بالألم عندما تناولوا الصلصة الحارة، حيث زادت تجربتهم للألم عندما توقعوا أن الصلصة ستكون أكثر حرا.
وفسر الباحثون هذه النتائج بأن التوقعات السلبية عززت استجابة الدماغ للألم بشكل كبير، إذ تم تنشيط شبكة توقيع الألم العصبي، التي تشمل مناطق الدماغ المرتبطة بالمعاناة العاطفية والشعور بالألم.
في الوقت نفسه، أشار المؤلف الرئيسي للدراسة، إلى أن تأثير التوقعات السلبية كان واضحًا للغاية في تضخيم استجابة الدماغ للألم، رغم أن الحافز الحسي كان نفسه للجميع. هذا التأثير القوي للتوقعات يظهر كيف يمكن للتوقع السلبي أن يزيد من حدة التجربة السلبية.
كما سلطت الدراسة الضوء على تأثير التوقعات في تعديل استجابة الدماغ للمحفزات الحسية، سواء كان ذلك بتخفيف الألم أو زيادته، فالتوقعات الإيجابية، بحسب الدراسة، قد تخفف من الإحساس بالضيق والألم، وتساهم في تحسين تجربة الفرد الحسية.
بينما يمكن للتوقعات السلبية أن تزيد من القلق والانزعاج، ما يؤدي إلى تضخيم التجارب السلبية.
هذه النتائج تفتح الباب أمام فهم أعمق لكيفية تأثير التوقعات على حياتنا اليومية وتجاربنا الحسية. فهي توضح أن الدماغ يتفاعل بطرق مختلفة بناءً على ما نتوقعه من محفزات معينة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
وتبرز الدراسة أيضًا دور العوامل النفسية في تشكيل تجاربنا الحسية، حيث قد تكون قدرتنا على الاستمتاع بشيء معين أو الشعور بالألم مرتبطة إلى حد كبير بتوقعاتنا المسبقة.
إضافة إلى ذلك، تُشير الدراسة إلى إمكانيات الاستفادة من هذه النتائج في تطوير طرق علاجية جديدة للألم، تعتمد على تعديل التوقعات النفسية للأفراد، ففهم كيفية تأثير التوقعات على تجربة الألم قد يسهم في تحسين جودة حياة الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة، وذلك من خلال تقنيات تهدف إلى تغيير الطريقة التي يتوقعون بها الألم ويتعاملون معه.
بشكل عام، تؤكد الدراسة أن التوقعات تشكل جزءًا أساسيًا من تجربتنا الحسية، وأن تأثيرها يمكن أن يكون له آثار كبيرة على استمتاعنا أو معاناتنا.