مع بداية كل عام جديد، أشعر وكأن هناك فرصة متجددة لننظر إلى وطننا مصر بعين أمل وإيمان، الوطن بالنسبة لي ليس مجرد مكان على الخريطة، بل هو قلب نابض بالذكريات، بالحلم، بالمعاناة والإنجازات التي صنعها أبناؤه على مر العصور.
وفي هذه اللحظة، أجد نفسي أتأمل في الدور الذي يمكن أن نلعبه جميعا في دعم مصر، ليس بالكلام فحسب، بل بالفعل والإصرار والتفاني.
لقد تعلمت منذ صغري في مدرسة الوفد، مدرسة العطاء الوطني وحب الوطن الصادق، مدرسة جعلتني أدرك أن الوطن ليس فقط هو المكان الذي نعيش فيه، بل هو الأرض التي نزرع فيها أحلامنا، ونحميها من أي تحد يهددها.
تعلمت أن حب الوطن هو واجب يومي، يبدأ من الاهتمام بالآخرين، بالمجتمع، بالأسرة، وبكل ما يجعل الحياة في مصر أفضل للجميع، وعلمني الوفد أن نكون على قدر التحديات، وأن نواجه الصعاب بعقل هادئ ووجدان صادق، مؤمنين بأن كل جهد نبدله في خدمة الوطن يعود عليه بالنفع، وأن كل خطوة صغيرة نحو تحسين حياتنا وحياة من حولنا هي في النهاية خدمة لمصر كلها.
ومصر اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، تحتاج منا أن نكون أكثر وعيا بمسؤولياتنا، وأكثر حرصا على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي.
فالدولة المصرية ليست مجرد كيانات رسمية، بل هي كل واحد فينا، كل عائلة، كل مجتمع صغير، وكل مواطن يسعى لتحسين ظروفه وحياة من حوله.
إن دعم الدولة المصرية يعني أن نشارك في صنع المستقبل، وأن نزرع قيم العمل والإصرار، وأن نؤمن بأننا قادرون على مواجهة التحديات الكبيرة مهما كانت.
أرى في هذه المرحلة فرصة ذهبية لإعادة الاعتبار لكل قيم الوفد الأصيلة: الشفافية، التعاون، العمل الجماعي، والالتزام بالمسؤولية الوطنية.
هذه القيم التي لم تتغير عبر العقود، والتي ما زالت صالحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، تعطي كل منا القدرة على أن يكون جزءا من تغيير حقيقي وملموس.
أن نؤمن بأن مصر بلد يستحق منا كل جهد، وأن كل فكرة صغيرة يمكن أن تتحول إلى مشروع كبير يساهم في رفع شأن الوطن، هو جوهر هذه الرؤية.
ولا يمكن أن نتحدث عن دعم الدولة دون أن نتذكر دور التعليم والثقافة في بناء المواطن الواعي، فالشباب هم المستقبل، ومن هنا تأتي أهمية أن نزرع فيهم حب الوطن منذ الصغر، ونغرس في نفوسهم القيم التي علمنا إياها الوفد؛ حب العمل الصادق، احترام القانون، والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، فالشباب هم الحاضر والمستقبل، وهم الذين سيواصلون المشوار الذي بدأناه، وهم الذين سيصنعون التاريخ الجديد لمصر.
إنني أشعر بحماس شديد حين أفكر في أن كل واحد منا يستطيع أن يكون شعلة نور في هذا الطريق، ليس بالضرورة أن تكون أفعالنا عظيمة في ظاهرها، بل المهم أن تكون صادقة ومخلصة للوطن.
حتى أبسط الممارسات اليومية، مثل التزامنا بالقيم الأخلاقية، ومساعدتنا للآخرين، والعمل بكل جد وإخلاص، هي كلها لبنات صغيرة تبني وطنا أقوى وأكثر إشراقا.
ومع كل هذا، لا يمكن أن نغفل عن أهمية الوحدة الوطنية، وأن ندرك أن مصر بحاجة لكل أبنائها، دون تفرقة أو تمييز، هذا الوجدان الوطني، الذي يربطنا جميعا بالهوية المصرية، يجعلنا أقوى أمام التحديات، وأقدر على مواجهة الصعاب بروح عالية وعزيمة لا تلين.
إن التضامن، التعاون، وحب الوطن بصدق، كلها قيم أساسية للحفاظ على هذا الوطن العزيز، ولضمان استمراره مزدهرا وآمنا لكل أبنائه.
وأرى أن كل عام جديد هو فرصة لتجديد العهد مع مصر، لنقف جميعا جنبا إلى جنب، لنعمل بلا كلل ولا ملل، لنشارك في بناء مستقبل أفضل.
مصر تستحق منا كل جهد، وكل تضحية، وكل حب يمكن أن نقدمه، وأن نستمر على درب الوفد الذي علمنا أن حب الوطن هو شعور متجذر، وعمل مستمر، وإيمان راسخ بأننا قادرون على صناعة التغيير بأنفسنا، وبروح جماعية لا تهزمها التحديات.
وبهذه الروح، أستقبل كل عام جديد بعزيمة وإيمان، أؤمن بأن مصر ستظل دائما أمنا الكبير، ووطننا الذي نحميه بأرواحنا قبل أيدينا، ونستمر في دعمه بالحب والعمل والالتزام، لأن مصر تستحق منا أن نكون أفضل نسخة من أنفسنا في كل يوم، وكل لحظة، وكل عام جديد.