عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

تعد نظرية التطور لتشارلز دارون واحدة من أخطر نظريات العلم الحديث، وأكثرها إثارة للجدل.. وأنا هنا لست بصدد المشاركة فى هذا الجدل.. أو مناقشة النظرية بعد إطلاقها بـ165 سنة.. لكنى بصدد التنبيه إلى أن تلك النظرية.. كانت سبباً رئيسياً فى فتح باب الإلحاد على مصراعيه فى جميع الديانات.. بل كانت بما طرحته من فرضيات السبب الرئيسى فى بلبلة الكثير من العقول.. ودفعها دفعاً للكفر بما جاءت به الكتب السماوية عن بدء الخلق.. خاصة تلك العقول التى تعتنق العلم ولا تؤمن بغير الدليل المادى.. بينما تقدم مختلف الديانات روايات لا دليل على صدقيتها سوى الإيمان بالكتب السماوية ذاتها.
فبينما تشير الروايات الدينية إلى أن عمر الإنسان على الأرض لا يزيد عن 8400 سنة.. وفى أفضل الأحوال لن يتخطى العشرة آلاف سنة.. «مع الأخذ بمعامل خطأ فضفاض».. نجد أن علم الأنثروبولوجى وما صاحبه من علوم مثل البليونوتولجى والسلاسل الجينية والآثار.. تقدم دلائل علمية وحفريات عن أن تواجد الإنسان على الأرض يعود إلى أكثر من 4 ملايين سنة.. بينما تعود حفريات «ناكالبيثكوس» أو ما عرف بالقردة العليا فى العصر الميوسينى إلى قرابة الـ10 ملايين سنة على سطح الأرض.. مروراً بالعصر البليوسينى وصولاً إلى الإنسان العاقل.. أو ما عرف باسم «هوموسبيان» قبل 300 ألف سنة.. أضف إلى ذلك العثور على نقوش خطها الإنسان بيده قبل 540 ألف سنة.
وقد أعطت هذه الاكتشافات والأدلة المادية.. زخماً كبيراً لنظرية التطور.. واعتبرت الأصل فى فكر الطبيعيين.. والمنطلق الرئيسى للإلحاد على جواد العلم والدليل المادى.. ليقف الكثير من رجال الأديان عاجزين.. أمام هذا التضاد الظاهر بين ما فى أيديهم من رواية دينية وما قدمته العلوم من حقائق وأدلة علمية.. إذ تشير الرواية الدينية فى أصل الإنسان إلى نبى خلق فى أحسن تقويم.. جاء للأرض بكل العلوم والأسماء.. وكان يعمل ابناه فى الزراعة ورعى الغنم.. وكان من أبنائه النبى شيث ثم النبى إدريس.. وتتحدث الأدلة العلمية عن إنسان أشبه بالقرد.. احتاج ملايين السنين لتطوير لغة بدائية.. فوضعوا الدين فى زاوية ليست له.. بعد اتخاذهم من الإنكار المتشنج منهجاً وحيداً للرد على الأبحاث العلمية والاكتشافات.. لكن الحقيقة إذا عدنا إلى كتاب الله «القرآن الكريم».. وهو عندنا الرواية الأصدق على الإطلاق.. وجدنا أنه ليس هناك أى تضارب بين ما جاء به القرآن الكريم والعلم.. وأوصدنا باباً كبيراً للإلحاد والكفر بالخالق العظيم.. إذ يقول الخالق جل وعلا..(وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة) (30 البقرة).. فى إشارة كبرى إلى أن هذا المخلوق يخلف من كان قبله.. ويأتى جواب الملائكة.. (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).. لينفى أى تفسير آخر لكلمة «خليفة» كما أورد أغلب المفسرين.. وحصر المعنى والتفسير فى قولهم أن بنى آدم خلائف فى الأرض يخلف بعضهم بعضاً.. وإذا أخذنا فى الاعتبار عشرات المرويات وما أورده ابن كثير فى تفسيره وتاريخه عن وجود أمم ما أسماه «الحن» و«البن».. سكنت الأرض قبل الجن وقبل آدم.. وما أورده المؤرخ المسعودى عن وجود 28 أمة سكنت الأرض قبل سيدنا آدم.. فنجد أن الإسلام وإن كان أشار إلى خلق آدم فى أحسن تقويم.. فإنه لم ينكر وجود من هو أقدم منه سكنى للأرض.. ولم يقف موقف الإنكار والعداء لما تم اكتشافه من حفريات ونقوش.. كما نجد ما ورد عن رب العزة فى كتابه الكريم لا يجافى العلم الصحيح.. بل يقدم دوماً ما يؤيده ويفسره.. ويدحض شذوذ نظرية التطور.. ويسد الباب أمام ذرائع شياطين الإنس.. والله أعلم.