رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سالم أبوعاصي: أي تفسير للقرآن يخالف العقل مرفوض

د. سالم أبو عاصي
د. سالم أبو عاصي

قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن كل مفسر للقرآن تظهر شخصيته وثقافته، فلو مفسر فقهي يفسر بالفقه مثل القرطبي، ولو ثقافته لغوية يبقى التفسير بلاغي مثل الزمخشري، أما لو ثقافتي نحوية نتكلم بالنحو في القرآن. 

وأضاف خلال "أبوعاصي" خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز"، أن الإمام محمد عبده قال نريد هداية القرآن، ورأى أنهم جعلوا الغاية وسيلة، والوسيلة غاية. 

ولفت إلى أن وظيفة العقل أنك تفهم المضامين االأولى للآيات، والعقل يدرك العلاقات بين الكلمات والجمل، وإدراك المعاني من خلال البنية السياقية، لتدرك ما يسمى بالمحذوفات والمقررات. 

وأردف: "القرآن يحذف كلام اعتمادا أن عقلك يفهمه، فمثلا "حرمت عليكم أمهاتكم"، العقل هنا يدرك المحذوف وهو النكاح أي حرم عليكم نكاح أمهاتكم". ولفت إلى أن من يدرك المصلحة في النص هو العقل، وأي تفسير يخالف العقل مرفوض، وأي تفسير يخالف اللغة في دلالتها مرفوض عقلا، وأي تفسير لا يحقق مصلحة لا أقبله.

ولفت إلى أن القرآن الكريم ذكر مادة الفكر ولم تكن مادة الفكر في الشعر الجاهلي، مشيرا إلى أن الشيخ الغزالي أحصى أولي الألباب في القرآن في 16 موضعا، وهذا إشارة إلى أن القرآن يعلي من قيمة العقل ويعتمد في فهمه على عقل الإنسان. 

وأردف أن أول ما نزل القرآن كان الصحابة يفهمونه، والذي يشكل عليهم يرجعوا للنبي، والنبي يبين لهم، لهذا كان التفسير من النبي قليل، كان يفسر ما يحتاجون إليه فقط، وظلت القضية في القرون الأولى قضية نقل فقط، يحجمون عن إعمال الرأي خوفا من أن يتكلموا كلاما بغير المراد. 

وأشار إلى أنه بعد ذلك بدأ إعمال الرأي قليلا ويدخلون مع الرأي قضية المنقول، وانتشر بعد ذلك التفسير بالرأي المستند إلى أدلة، وتنازع العلماء في جواز التفسير بالرأي من عدمه.

ونوه إلى أن القرآن يشير إلى العلم إشارات من بعيد، لأنه لو تدخل في حسم القضايا العلمية تتعطل مسالك العلم. 

وأضاف، أن العلم قد يصل إلى الغيب، لكنه لا يصل إلى مفاتيح الغيب، لهذا قال تعالى "وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمه إلا هو". 

وأردف: "فرق بين الغيب وبين مفاتيح الغيب، الغيب يمكن أن تصل إليه بالعلم، أما مفاتيح الغيب هي السنن الكونية التي وضعها الله بيد الله وحده، ميقدرش الإنسان يوصل للقانون اللي خلى المطر ينزل، وينزل ليه، ميعرفش القانون المحرك وراء الحدث، والعلم يعرف الجنين ولد ولا بنت، لكن لا يعرف لماذا ولد ولماذا بنت". 

وختم: "من تربى على الكتب العلمية، وعمق الخصائص اللغوية، سيدرك إن إهدار العقل إهدار للإنسان، وإهدار لتفسير القرآن".