رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر 

كان الشيء اللافت جدًا فى الحملة الانتخابية للمرشح جو بايدن فى انتخابات ٢٠٢٠، أن الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما شارك فيها بنفسه، وأنه كان يعتبر نفسه جنديًا من جنودها! 
وهناك ڤيديو شهير شاع بين الناس أيامها، وكان أوباما يظهر فيه وهو يطلب أرقامًا تليفونية أرضية بطريقة عشوائية، وكان كلما رد عليه أحد أخبره أن المتصل هو باراك أوباما، وأنه لا يدعوه إلى شيء إلا إلى اعطاء صوته للمرشح بايدن!.. إن الواحد منا لا يكاد يصدق أن هذا حدث، لولا أنه موثق بالصوت والصورة، ولولا أنك يمكنك استدعاء الڤيديو بضغطة زر على اليوتيوب! 
وكان وجه الغرابة فى الأمر، أن ذلك لم يحدث بهذه الطريقة من قبل، وأن بايدن كان نائبًا لأوباما عندما كان الأخير فى البيت الأبيض.. فكلاهما ديمقراطى، وكلاهما مخلص للحزب الديمقراطى الذى يحكم منذ أن فاز بايدن، وكلاهما لا يريد للسلطة أن تذهب إلى الجمهوريين الذين حكموا برئاسة ترمب لأربع سنوات بعد انتهاء حكم أوباما. 
ولأن السباق الرئاسى إلى البيت الأبيض قد انطلق، ولأن كل يوم يقربنا من يوم الاقتراع فى ٥ نوڤمبر المقبل، فالمعركة بين الفريقين على أشدها، وكل فريق منهما لا همّ له سوى العمل بكل طريقة ممكنة على ألا يكون الفريق الآخر فى البيت الأبيض بعد الخامس من نوڤمبر! 
وفى الثامن والعشرين من مارس تكرر مشهد الدعاية الأوبامية لبايدن، ولكن بشكل أكثر اثارة هذه المرة، وكان وجه الإثارة فيه أن أوباما لم يذهب وحده إلى الدعاية لبايدن، ولكن رافقه الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون! 
التقى الثلاثة فى نيويورك على منصة واحدة، وكان الغرض جمع تبرعات للحملة الانتخابية التى تتنافس مع حملة دونالد ترمب فى المقابل، وكانت الحصيلة أكبر مما توقع الثلاثة.. لقد جمعت الحملة فى ليلة واحدة ٢٥ مليون دولار، وهو مبلغ يزيد حسب تقرير أذاعته وكالة الأنباء الفرنسية على مجمل ما جمعته حملة ترمب فى شهر فبراير بكامله! 
حدث هذا فى سهرة انتخابية على حد وصف الوكالة فى نيويورك، فهل كان السبب أن فى المدينة أكبر عدد من اليهود فى الولايات المتحدة الأمريكية؟.. هذا طبعًا سبب واضح، ولا سبب سواه يمكن أن يفسر لنا هذا الرقم الضخم من التبرعات، وليس سرًا أن اليهود فى الولايات المتحدة هُم الأغنى دائمًا وفى كل مجال، وهذا ما يجعل وصول التبرعات إلى هذا الرقم أمرًا منطقيًا. 
الأشد إثارة أن نيويورك تمثل مقرًا للكثير من أعمال ترامب العقارية، وهو يملك فيها برجًا سكنيًا كان الأعلى من نوعه فى العالم لسنوات.. فهل معنى هذا أن بايدن متقدم على ترمب، وأن الرئيس بايدن سيبقى فى البيت الأبيض أربع سنوات أخرى؟.. هذا وارد بل ومرجح إذا أخذنا بمؤشر التبرعات التى جمعتها حملته، ولكنه مؤشر من بين مؤشرات كثيرة أخرى سوف يكون علينا أن نرصدها من هنا إلى يوم التتويج!