رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

نعيش شهر رمضان الكريم فى ظل استمرار الوضع المأساوى فى قطاع غزة، دون أى تحرك عالمى تجاه القضية التى تزداد تعقيدًا يومًا بعد الآخر، وفى ظل عدم احترام الكيان الصهوينى لعقلية المشاهدين والمتابعين للمجازر المستمرة وسقوط الشهداء بالمئات يوميًا.
ولعل التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تجاه ما عرف إعلاميًا بـ»مجزرة الطحين» التى سقط وأصيب فيها أكثر من 800 شهيد ومصاب عند «دوار النابلسي»، تؤكد أن إسرائيل لا تحترم أى حلول أو مفاوضات، ولا تعترف سوى بوجود الوحشية والقوة على الأرض فقط، بعد إطلاق النار على الفلسطينيين العزل أثناء الحصول على المواد الغذائية ثم زعمت بأنهم سقطوا ضحايا نتيجة التدافع، مرورًا بعدم التمكن من توصيل المساعدات بالشكل الكاف بريًا داخل القطاع.
والحقيقة أن دور مصر الواضح فى إدخال المساعدات عن طريق الجو بالطائرات، وعن طريق البحر بالسفن يؤكد بلاشك أن مصر كانت وستظل تحمل القضية الفلسطينية على عاتقها، وتقدم كل ما يمكن تقديمه من دعم متواصل، سواء على طاولة المفاوضات، أو استضافة أطراف النزاع، أو إدخال المساعدات، لكنها فى نفس الوقت لا تستطيع الحسم الجذرى للقضية وحدها فى ظل تخاذل الكثيرين.
وفى ظل هذه الأجواء تواصل مصر دورها فى استضافة قيادات سودانية للوصول إلى حل شامل من أجل استقرار الأوضاع فى السودان باعتباره يمثل أحد أهم أركان الأمن القومى المصري، خاصة بعد زيارة عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السودانى السابق، ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية والتى تعرف بـ "تقدم"، كذلك استقبال الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى ، وتأكيد مصر على أن استمرار وتصاعد الأحداث مؤخراً فى السودان لن يكون فى مصلحة أحد ولن يتم حسمه بالحرب والرصاص والمدافع على أرض السودان.
ومن السودان إلى ليبيا، كانت جهود مصر فى استقبال الأطراف الليبية، كذلك الاجتماع الذى عقده أحمد أبو الغيط ، الأمين العام لجامعة الدول العربية فى القاهرة مع قيادات الأطراف الليبية للوصول إلى حل نهائى لإعادة الاستقرار فى ليبيا، وحتمية التأكيد على وضع مسار سياسى يضمن أمن وسلامة المواطن الليبى والأراضى الليبية.
فى كل هذه الأجواء الحدودية الملتهبة، والتى بلاشك يأتى تصاعد الأحداث فيها مؤخرًا لإشغال مصر عن دورها فى كل منطقة، تبقى مصر الكبيرة التى لا تتخاذل عن مساندة ودعم الأشقاء برغم كل الظروف السياسية العالمية، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التى كان لها أثرها البالغ على المواطن المصرى وتحمله لأعباء لم تكن فى الحسبان.
خلاصة القول: إن مصر كتب عليها أن تكون كبيرة فى محيطها الإقليمى والدولى مهما حاول راغبو السيطرة على القوة الناعمة المصرية، أو إيهام الشعب المصرى بأن الأموال هى كل شيء وتستطيع شراء كل شيء، ومهما حاول أعداء مصر محاصرتها حدوديًا لتحقيق أهداف خبيثة ودنيئة، فهى مصر الكبيرة بجيشها وأبنائها المخلصين، شاء من شاء وأبى من أبى..حفظ الله مصر وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.