عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

قبل سنوات عديدة ذهبتُ ومجموعة من أساتذة الجامعة لبيت القطب الوفدى ياسين تاج الدين حامد بقنا، استقبلنا مرحبا ودارت بيننا مناقشات طويلة حول الحزبية ومشكلات الصعيد والثقافة ودور الإعلام، أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا، كان الرجل ينصت باهتمام مستوعبا حماس الشباب الذى يكتنفه آنذاك، بدا مبتسما وهو يحدد لنا رؤاه تجاه القضايا التى أثرناها وفى فصاحة المحامى المثقف انبرى فى حِجاج أرسطى يرى أن البلاغة تهدف إلى الإقناع وكان له ما أراد، ربما بدت لنا الصورة من جوانبها كافة حيث كنا شبابا لا نرى الأمور سوى من جهة واحدة، كانت أخباره الحزبية والقانونية وتحكيماته الدولية تملأ الأرجاء لكنه كان ابن صعيد مصر وابن مصر البار الذى آمنَ أن الأمة فوق الحكومة وأن الشعب مصدر السلطات، ينتمى ياسين تاج الدين إلى قبيلة الأشراف وهى من القبائل العريقة بمصر وبلدته عزبة حامد تنتمى لجده فهو سليل المجد والتواضع، كان خدوما لأهله ومحافظات الصعيد لا يفرق بين أقاربه وغيرهم، جعل بيته فى قنا وفى القاهرة ملتقى ذوى الحاجات التى يقضيها لهم فى محبة وهو يعرف أن هذا واجبه الذى لا يتخلى عنه ولا يؤديه إلا عن اقتناع المنتمى لهذه الأرض ولهؤلاء الناس الذين رأوا فيه ابنهم الذى يعينهم على قضاء مصالحهم. برحيله قبل أيام تكون الحياة الحزبية وصعيد مصر ومصر قد فقدت مناضلا كبيرا فى سبيل الحرية والحق، هكذا تظل سيرة الإنسان أطول من عمره رحمه الله.
< مختتم الكلام
قال أبومدين التلمساني: 
لَستُ أنسَى الأحبَاب مَا دُمتُ حَيَّا
ولَعَمرِى نَأوا مَكَانًا قَصِيَّا
فَبِذِكراهُمُ تَسُحُّ دُمُوعِي
كُلَّمَا اشتَقتُ بُكرةً وعَشِيَّا
وهَن العَظمُ بِالبِعَادِ فَهَب لِي
ربّ بِالقُربِ مِن لَدُنك ولِيَّا
واستَجِب سَيِّدِى دُعَائِى فَإنِّي
لَم أكُن بِدُعَاك ربّ شَقِيَّا
قَد بَرى قَلبِيَ الفِراقُ وحَقَّا
كَان يُومُ الفِراقِ شَيئًا فَرِيَّا
لَم يَكُن ذاك بإختِيَارِى ولَكِن
كَان أمرًا مُقَدَّرًا مَقضِيَّا
إنَّ لِى فِى الفِراقِ دمعًا مُطِيعًا
وهَوًى قَاصِيًا وصبرًا عَصِيَّا
أنَا شَيخُ الغَرَامِ مَن يَتَّبِعنِي
أهدِهِ فِى الهَوى سِرَاطًا سَوِيَّا
أنَا مَيتُ الهَوى فَيَوم أراكم
ذلِك اليَوم يَوم أبعثُ حَيَّا
[email protected]