رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

علامات النصر الذى حققه الجيش المصرى فى حرب العاشر من رمضان 1393 السادس من أكتوبر 1973 لاحت بعد هزيمة 5 يونيو 1967، عندما رفض الشعب المصرى الهزيمة، ورفض تنحى الرئيس جمال عبدالناصر فى 9 يونيو 67 مما كانت له تأثيراته الضخمة على مصر وعلى الجيش وعلى الأمة المصرية. حالة تحديث عظيمة ظهر عليها المصريون رغم ما تعرض الجيش المصرى فى حرب 5 يونيو 1967، ووجود الإسرائيليين على أرض سيناء جعلت الجيش المصرى يكسر حاجز الخوف وغياب الثقة وفى فارق القوة الضخمة خلال حرب أكتوبر 1973.
تأثير الهزيمة الثقيلة التى تعرض لها الجيش المصرى فى 67 جعلت وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق موشى ديان، يقول بإن «مصر تحتاج نحو 50 عامًا لإعادة بناء ما تم تدميره فى حرب 5 يونيو 1967».
وواجهت مصر تحديًا آخر بوفاة الرئيس جمال عبدالناصر عام 1970، حيت كانت ضربة كبيرة وقاسية على وجدان الشعب المصرى.
ورغم الظروف والإحباط، استطاع الجيش المصرى كسر حاجز الخوف وفارق القوة خلال نصر أكتوبر 1973، ولم تنتصر مصر فقط بل قفزت للتفوق فى الحرب، ولم تكن هناك قوة قادرة على تحقيق النصر سوى الجيش المصرى.
الاستعدادات لحرب أكتوبر حتى تحقق النصر المجيد والتى أشرف عليها الرئيس البطل أنور السادات شملت تخصيص كل موارد الدولة لصالح المجهود الحربى رغم توفر الدعم العربى، ووقف الجيش المصرى فى طوابير للحصول على احتياجاته الأساسية، وأثار موقف الشعب المصرى دهشة الإسرائيليين أنفسهم لأنهم كانوا يتوقعون أن يترتب على هزيمة «67» خروج رئيس مصر فى ذلك الوقت من المشهد.
فقد ظهر تضامن الشعب المصرى مع جيشه فى تحمل ظروف الحروب وظهرت حالة التلاحم فى المساعدات التى قدمها الشعب للجيش رغم الظروف المعيشية الصعبة التى كانت تواجهه فقد عمد المصريون إلى التبرع بما لديهم من ذهب ومجوهرات وغيرهما من الأشياء الثمينة أو النقود، وانهالت التبرعات على القوات المسلحة لتعويض خسائرها وإعادة بنائها مرة أخرى. وظهر التضامن أيضاً فى تحمل ظروف الحرب، فلم تكن هناك شكوى من الغارات وأصوات أبواق الإنذار، أو من ندرة التيار الكهربائى، وأو نقص الخدمات أو المواد التموينية.
ولم تواجه الحكومة المصرية فى ذلك الوقت أية صعوبات فى تجاوب الشعب مع كل إجراءاتها من أجل الاستعداد للحرب، فمع بداية الحرب وطوال فترة المعارك تراجعت معدلات الجريمة فى الشارع، وكانت المجالس العرقية داخل الأحياء والقرى هى التى تقوم بحل النزاعات القائمة، وامتلأت المستشفيات ومراكز ووحدات التبرع بالدم بملايين المواطنين المصرى للتبرع بالدم لإنقاذ جرح الحرب من الجيش المصرى، حتى طالبت وزارة الصحة المواطنين بالتوقف عن التبرع بالدم: لأن جميع «ثلاجات» الدم فى مراكز التبرع املأت عن آخرها.
وقام رجال الأعمال بتقديم سياراتهم للقوات المسلحة لاستخدامها فى نقل الجنود والأسلحة، وكانت يكتب على هذه السيارات عبارة «مجهود حربى». وبادر العديد من طلاب المدارس والجامعات بجميع التبرعات، وخصص الطلاب «حصالات» لجمع التبرعات، كتبوا عليها «ادفع قرش تساهم فى تحقيق النصر»، وكانوا يطوفون بها فى شوارع القاهرة لجمع تبرعات الجهود الحربى، وتطوع طلاب كليات الطب بعلاج الجرحى خاصة طلاب طب قصر العينى، وجاءت تبرعات المصريين فى الخارج بالكثير من العملة الصعبة، وتحولت الأندية الرياضية إلى مراكز إسعاف ومستشفيات لاستقبال الجرحى.
إن اليوم العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر يوم حولت فيه مصر الجرح وآلامه إلى طاقة عمل عظيمة عبرت بها الحاجز الذى كان منيعًا بيد الهزيمة والنصر وبيد الانكسار والكبرياء، وأزاحت بعقول أبنائها جميع أسوار الحصار واليأس لتنطلق حاملة مشاعل الأمل والنور للشعب المصرى والأمة العربية.
خالص التحية لأبناء القوات المسلحة وجيل أكتوبر الذى أثبت أن لمصر فى كل عصر رجال قادرين على صون الوطن.