عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ اسبوعين كنت فى الأقصر وقمت بزيارة لمنزل هوارد كارتر (ت. 1939 Howard Carter)، وهو بناء متواضع، بناه من الطين والطوب فى عام 1910 وكان يقطنه عندما اكتشف كنوز مقبرة توت عنخ آمون.

طفقت أفحص فى الصور المعلّقة على حوائط المنزل واسترعت انتباهى صورة التشريح الحساس جدًا لمومياء توت عنخ آمون والذى أجراه الطبيب المصرى، الدكتور صالح بك حمدى، رئيس مدرسة الطب الحكومية فى القاهرة آنذاك، وكذلك صورة خطاب بتاريخ 5 أغسطس 1923 من أحمد جريجار «ريس عمال» كارتر. فماذا عن جهود العشرات من المصريين المحليين الذين لعبوا دورا مركزيا فى أكبر حدث فى تاريخ الآثار المصرية؟

تزامن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون فى عام 1922، مع صراع مصر من أجل الاستقلال. جعل الاكتشاف، قبل استقلال مصر بقليل، توت عنخ آمون رمزًا لنضال البلاد المصرية من أجل الحرية. كان من المقرر فى البداية عرض الكنوز التى تم استردادها فى إنجلترا، لكن اتفاقية الاستقلال ضمنت بقاءها فى مصر.

كان الدكتور صالح بك حمدى، واحدًا من اثنين من الأطباء -الآخر هو دوغلاس ديري- المكلفين بفحص جثمان الملك توت عنخ آمون فى نوفمبر 1925، تحت إشراف هوارد كارتر، بيير لاكو، ومسئولين آخرين. عمل حمدى وديرى معًا على إزالة الغرزات الخاصة بمومياء توت عنخ آمون وقياس جثته، مما أدى فى النهاية إلى تحديد سن وفاته بحوالى 18 عامًا. كان الدكتو حمدى مشاركًا فى تقرير يوثق هذه النتائج وكان موجهًا إلى كارتر ولاكو كوثيقة لأول فحص لجثمان الملك.

أما مرقص حنا باشا، المحامى المرموق، فقد كان يشغل منصب رئيس نقابة المحامين المصرية لخمس فترات متتالية بدءًا من عام 1919، أحد رواد حزب الوفد إلى جانب صديقه المقرب سعد زغلول باشا، الذى اختاره ليكون وزير الأشغال العامة عندما تم انتخاب سعد زغلول رئيسًا للوزراء فى عام 1924.

كان مرقص حنا باشا فى دوره كوزير للأشغال العامة يشرف على خدمة الآثار وعمل كارتر فى مقبرة توت عنخ آمون. كان قلقًا بسبب عدم وجود إمكانية للمصريين للوصول إلى المقبرة ومراقبة كارتر، ما أدى إلى وقوع نزاع عندما أوقف زيارة خاصة للمقبرة كان قد نظمها كارتر لزوجات زملائه الأجانب الذين يعيشون فى الأقصر. ردت الحكومة المصرية بمقاضاة كارتر لإساءة استعمال صلاحياته وعندما كان قد ورد فى دفاعه رفضه لرقابة الحكومة المصرية على عمله والتأكيد على رغبته فى الاحتفاظ بنصف أجساد المومياوات، رد مرقص حنا باشا بإلغاء ترخيص كارتر للعمل فى المقبرة، وهو ما استقبلته الحكومة المصرية بترحاب. وتظهر بعض المصادر أنّ هذا الاجراء الوطنى ضمن له مكانته فى الذاكرة الشعبية باعتباره حامى تراث توت عنخ آمون.