رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

«اليوم 22 فبراير»، مناسبة توقيع ميثاق الجمهورية العربية المتحدة يوم 22 فبراير 1957 من قبل الرئيسين المصرى جمال عبدالناصر والسورى شكرى الفونلى، واختير عبدالناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة.

غير أن الجمهورية الوليدة سرعان ما عانت خلافات وأزمات لتنهار بعد ذلك عقب انقلاب فى دمشق، قاده عبدالكريم النحلاوى أعلن إثره قيام الجمهورية العربية السورية فى 28 سبتمبر 1961، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971 عندما سميت باسمها الحالى «جمهورية مصر العربية».

وتأتى الوحدة بين مصر وسوريا ضمن سلسلة محاولات دول عربية للاتحاد فيما بينها، من ضمنها الاتحاد العربى الهاشمى بين العراق والأردن، واتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا وليبيا فى عهد أنور السادات وحافظ الأسد ومعمر القذافى، والجمهورية العربية الإسلامية بين ليبيا وتونس فى عهد معمر القذافى والحبيب بورقيبة، إضافة إلى كثير من المحاولات الأخرى للوحدة، باءت كلها بالفشل نتيجة خلافات وأزمات وانقلابات.

اتسمت الحقبة الناصرية، والتى استمرت نحو عقدين بدءًا من عام 1952 حتى 1970 يتوهج مشاعر القومية العربية، والثورة ضد الاستعمار، وتطبيق مبادئ الاشتراكية، إضافة إلى توجهات وطنية بتأميم الاقتصاد المصرى، وتعزيز القوات المسلحة، وساعد الثقل الذى كانت تمثله مصر فى الوطن العربى، بشريًا وحضاريًا وجغرافيًا، على استقطاب الزعامة الناصرية للجماهير العربية فى النصف الثانى من الخمسينيات، وكانت هناك من جمال عبدالناصر بأن يحشد العرب خلفه ضد القوى الاستعمارية العظمى عبر أحداث «تضامن عربى».

هناك أسباب كثيرة ترددت حول أسباب إلغاء الوحدة، رغم وضع دستور جديد مؤقت للجمهورية الجديدة فى 5 مارس 1958 وإجراء توحيد برلمانى للبلدين عام 1960 فى مجلس الأمة بالقاهرة، وإلغاء الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة، وجرى اختيار أعضاء مجلس الأمة التشريعى عبر آلية يعيش بموجبها رئيس الجمهورية بصفتهم، والنصف الآخر يختاره عبدالناصر أيضا من بين أعضاء مجلس النواب السابقين فى مصر سوريا.

يذهب محللون سياسيون إلى أن الهيكل السياسى الذى قامت عليه الوحدة، وإلغاء عبدالناصر للأحزاب السياسية، أدى إلى نشوب خلافات بين ساسة دمشق والقاهرة، إضافة إلى البعد الجغرافى حيث لا تمتلك مصر وسوريا حدودًا مشتركة تسهل حركة المواطنين بين البلدين، ووجود الكيان الإسرائيلى الشديد العداء للبلدين.. كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى الانفصال، الذى تبوأ خلاله عبدالكريم النحلاوى السلطة فى دمشق وأنهى الوحدة مع القاهرة.

ما أحوجنا اليوم إلى الوحدة العربية، ليس عن طريق دمج الدول، ولكن بالعلاقات والتعاون المشترك، وياحبذا لو تم إحياء فكرة السوق العربية المشتركة لتقوية الاقتصاد العربى، والدفاع المشترك لمواجهة الأطماع الاستعمارية، نحتاج إلى ذلك لمواجهة الصهيونية التى استفلحت وتحاول التهام الدول العربية عن طريق الانفراد بكل دولة على حدة.

لن ينجو العالم العربى من المخطط الغربى الذى يريد السيطرة على ثرواته وضرب قوته العسكرية إلا بالوحدة والوقوف يدًا واحدة فى مواجهة المخططات التى تغرز أنيابها حاليا فى سوريا وليبيا واليمن والعراق، وفلسطين وتسعى للالتفاف على البقية الباقية.

التضامن العربى وتصفية الخلافات آلية مهمة للنجاة من أنياب الاستعمار الجديد، بعد أن تحول المجتمع الدولى من راعِ للسلام إلى حامٍ للعنف، وغض الطرف عن إبادة الأبرياء وانحيازه للقاتل، وهضم حق القتيل.