عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغتنا العربية جذور هويتنا (32)

نشأ الخط العربى وتطور شمالى الحجاز، وسجلت الأحجار نقوشاً تلقى الضوء على تاريخ تلك الحقب، حيث كان الخط المسند فى الجنوب، وخطوط اللهجات العربية الشمالية القديمة، وهى: اللحيانية فى الشمال فى العلا، وفيها إلهاء أداة تعريف، والثمودية فى مدائن صالح، والصفوية بالخط المعينى بخصائص قريبة من لغة القرآن الكريم، وهناك نقوش بالخط النبطى فى الحجر وبصرى، وقد تطور إلى الخط العربى خط القرآن الكريم حيث أخذ صيغته النهائية أوائل القرن السادس الميلادى فى البيئة القرشية، كنص امرئ القيس.
من هنا كانت السامية لغة مجموعة من الشعوب، وسميت بهذا الاسم من اسم سام بن نوح عليه السلام، حيث شهدت الجزيرة العريية موجات، أولاها:
موجة البابليين والأشورين من الجزيرة العربية إلى العراق أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد.
وثانيتها: موجة الكنعانيين منذ أوائل الألف الثانية قبل الميلاد نحو الشام وسواحل البحر الأبيض الشرقية حيث أسسوا صيدا وصور وغيرهما.
وثالثتها: موجة الآراميين منذ منتصف الألف الثانية قبل الميلاد نحو خليج العقبة وجنوبى الفرات وهم الكلدانيون.
والأخيرة موجة العرب الجنوبيين وما تفرع عنها من موجات حبشية، وبدأت أواخر الألف الثانى قبل الميلاد نحو الجنوب وساحل المحيط الهندى.
ومن هنا تعددت اللهجات فى إطار التسلسل:
الشعب فالقبيلة، فالعمارة، فالبطن، فالفخذ فالفصيلة، وذلك فى أربع لهجات:
ثلاث بالخط المسند الجنوبى: الثمودية بمدائن صالح، واللحيانية من لحيان شمالى الحجاز بمنطقة العلا الحلية، والصفوية نسبة لجبل الصفاة شرقى حوران ببادية الشام وهى أقرب إلى عامية الجاهليين من سابقتها، وواحدة بالخط الآرامى، وهى النبطية لدى العرب الأنباد الرحالة الشماليين المختلطين بالآراميين وأبجديتهم فى الحجر، وفى وادى موسى وتيماء شرقى الأردن وسيناء وجنوبى فلسطين، وحوران ودمشق وصيدا وجبل الدروز، وهيوثيقة الصلة بلغة عرب الجاهلية.
ومن هنا كانت لهجات:
الكشكشة والكسكسة، والعنعنة، والفحفحة، والتلتلة، والعجعجة، والهمهمة، والوكم، والطمطمانية...إلخ.
ولا شك أن تاريخ اللغة العربية- بالرغم من قدمه، وقدم الأدب الجاهلى قبل ظهور المسيحية مجهول بسبب غياب النصوص، إذ إن أقدم ما عثر عليه لا يتجاوز القرن الثالث الميلادى، وذلك بسبب شيوع الأمية فى شبه الجزيرة العربية، والاعتماد على الرواية الشفوية.
عثر «ليتمان» على نحو 1400 نقش خالية من النقط والحركان، ومعظم حروف المد، حاول فك رموزها وتفسير مفرداتها، ورأى أنها ترجع إلى ما قبل العصر الجاهلى، وخلف العرب نقوشاً وكتابة محفورة فى الصخور فى أنحاء متفرقة من شبه الجزيرة العربية، فى حياة مدنيات قديمة على الأرض العربية فى: اليمن، وعلى أرض صحراء النفود والدهناء، وعلى شواطئ الخليج العربى، وأطلق «ديتلف نيلسن» عليها «عربى قديم»، بعد أن عثر «أوتينج» فى شمالى البلاد العربية على نقوش «معينية»، وسجل نيلسون هذه التسمية فى بحوثه، وفى كتاب التاريخ العربى القديم، هومل، ونيلسون، ترجمة واستكمال فؤاد حسنين على.
قال الجاحظ (نحو 775ـ 868م) فى الحيوان ص51، صادر، بيروت ط2:». .كانوا يجعلون الكتاب حفراً فى الصخور، ونقشاً فى الحجارة، وحلقة مركبة فى البنيان، فربما كان الكتاب هو الناتئ، وربما كان الكتاب هو الحفر إذا كان تأريخاً لأمر جم، أو عهداً لأمر عظيم، أو موعظة يرتجى نفعها، أو إحياء شرف يريدون تخليد ذكره، كما كتبوا على قبة غمدان، وعلى عمود مأرب، وعلى المشقر، وعلى القيروان، وعلى سمرقند، يعمدون إلى الأماكن المشهورة والمواضع المذكورة فيضعون الخط فى أبعد المواضع من الدثور، ومنعها من الدروس، وأجدر أن يراها من مر بها، ولا تنسى على وجه الدهر».