عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

أين رعاية الأغنياء للفقراء؟ فى عصر الباشوات كان الباشوات يقيمون المدارس والمستشفيات والأسبلة للجميع، وكانت قصورهم ولا تزال بين بيوت الناس دون أسوار وحواجز «وكمباوندات»، بل إن كُتبا كثيرة طُبعت على نفقة هؤلاء، وهناك مبعوثون سافروا لأوروبا لنيل الماجستير والدكتوراه على نفقة هؤلاء، فأين أغنياء اليوم الذين انعزلوا عن الناس داخل أسوار مُدنهم التى لا يدخلها أحدٌ من عامة الناس سوى مَن يحتاجون إليه من أرباب الصناعات والحِرف ليعود أدراجه بعد انقضاء مهمته، ولهم أن يتحصّنوا كيف شاءوا ولكن عليهم أن يقدّموا لبلدهم وأبناء شعبهم زكاة أموالهم برعايتهم الفقراء، من خلال مِنح دراسيه للمتفوقين والاسهام فى إنشاء المدارس والجامعات التى لا تسعى للربح، فهذا بلدهم وهؤلاء أهلهم مهما ابتعدوا عنهم وهذا سيذيب الهوّة الاقتصادية بين الطبقات من خلال إزالة الهوة النفسية بينهم، وهذا حِصن لهم فلن تعيش فى برجك بمعزل عن الآخرين ولا راحة لغنى بين فقراء وعلى رأى المتبني:

الناسُ للناس من بدوٍ وحاضرةٍ

بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ

المجتمع فى حاجة إلى ترميم العلاقة بين الأغنياء والفقراء، وهذا لن يأتى دون عطاء الأغنياء ورضا الفقراء، مجتمعنا أحوج ما يكون إلى اللُحمة الاجتماعية والحفاظ على أبناء الطبقة الوسطى التى ترتكز عليها الدول، وتوشك أن تختفى، وعلى مُشرّعى القوانين أن يُسقِطوا ما تبرع به المتبرعون مما عليهم من ضرائب تشجيعا لهم وحتى يعرف العامة ما يمنحه هؤلاء فى مصارف الخير المعلَنة والمراقَبة أيضا من خلال أجهزة الدولة الرقابية، حتى لا تنحرف هذه العطايا عن مقاصدها كما أنى أهيب بالشركات والمصانع أن تُخرج من أرباحها السنوية نسبةً تخدم بها  المجتمع المجاور لها الذى تُسبب له تلوث البيئة والضوضاء وازدحام الطرق؛ أليس من حق هذا المجتمع أن يرى التكافل الاجتماعى بدلا من أن يرى ما يستفزه فى إعلانات الفِلل المليونية والمليارية؟

مختتم الكلام

قال الشاعر:

أمرتهمُ أمرى بمنعرجِ اللوى

فلم يستبينوا النُّصحَ إلا ضُحى الغدِ

[email protected]