رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشهد الهجوم العنيف على اليمن الذى شنته القوات الأمريكية البريطانية ومن يواليهم تحت مسمى «تحالف الازدهار»، هو أحد مشاهد فيلم «سلام الاستعمار»، سلام المصالح والمطامع وقطع الرقاب، سلام استباحة الأوطان وسفك الدماء، سلام استعمارى بغيض مغلف بعبارات رنانة، تطرب أصحاب الهوى فى خنادق الخوف وسراديب العبودية، سلام يدق طبوله مجرمو عمليات الإبادة الجماعية والضمائر الميتة، سلام يرقص على أنغامه مرتادو جزيرة الشيطان الأمريكى «جيفرى إبستين»، ويرفع رايته المتورطون فى فضائح الاعتداء على قاصرات، هذا السلام لا يمكن قبوله أو الرضوخ له.

هذا الفيلم «سلام الاستعمار» تتسارع أحداثه أكثر وأكبر مما نظن، ويتصارع أبطاله تحت خيط درامى منسوج بدقة عالية على جبهات متعددة، كان أحدثها تجديد محاولات «إثيوبيا» البائسة وغير الشرعية لوضع أقدامها فى البحر الأحمر جنوبًا، ثم رفع السرية عن آلاف الوثائق فى قضية جزيرة «إبستين»، وفضح أبناء الطقوس الشيطانية وجرائم الاعتداء على أطفال قُصر، فى مقدمتهم الرئيس الأمريكى الأسبق «بيل كلينتون» والسابق «دونالد ترامب» وصولًا إلى المحامى الذى اختارته إسرائيل للدفاع عنها أمام محكمة العدل الدولية فى قضية ارتكاب عملية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى.

تلك القضية التى رفعتها «جنوب إفريقيا»، هذه الدولة التى شربت من كأس مرارة التمييز العنصرى لسنوات طوال تحت مسمى نظام «الأبارتيد»، وهيمنت من خلاله الأقلية البيضاء ذات الأصول الأوروبية «الأفريكانز» على مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية أكثر من نصف قرن.

ثم تزداد الأحداث غموضًا وتشويقًا بعد اكتشاف نفق سرى غير قانونى أسفل كنيس يهودى فى نيويورك لحركة «حاباد لوبافيتش» أكبر منظمة يهودية فى العالم، ولا أحد يعرف  حل لغز هذا النفق ولماذا تم حفره؟! تلك الجماعة المتطرفة استقبل «أوباما» وفدًا منها فى البيت الأبيض 27 أبريل 2015، وبعد الاحتفالات وتبادل التبريكات، قدم الوفد للرئيس شمعدانًا يحمل نقشًا يقول: «سيدى الرئيس، إنكم تمثلون الشعلة الوسطى التى تقف على مستوى أعلى، مكرسة لخدمة الآخرين والصالح العام، وتحمل على كتفيك أحلام وتطلعات أمة بأكملها».. ولا أحد يحتاج هنا فك شفرات أو مضامين سرية ليعرف من المقصود بتلك الأمة وما تعنيه تلك الأحلام!!

هذه الأحداث المتلاحقة من هذا الفيلم البغيض تحتاج مشهدًا من مشاهد استدعاء الماضى «فيد باك»، ليكتمل السياق الدرامى أمام المشاهدين، وتكون عملية التوقعات القادمة للأحداث أكثر دقة، وهو مشهد الهجوم الذى شنته إسرائيل على  سفينة التجسس الأمريكية «ليبرتي» فى شرق المتوسط أثناء حرب يونيو 1967، وأودى بحياة 34 بحارًا وإصابة العشرات من طاقم السفينة، وكانت النتيجة قبول الولايات المتحدة اعتذار إسرائيل عن هذا الهجوم المتعمد فى وضح النهار، وكأن شيئًا لم يكن!

وبعد أيام من تلك الحادثة المليئة بالغموض والأسرار، وتحديدًا فى 8 يونيو حسب ما ذكره محمد حسنين هيكل فى كتاب «الانفجار 1967»، أن السفير السوفيتى فى القاهرة طلب موعدًا عاجلًا مع الرئيس جمال عبدالناصر ليقدم إليه رسالة بعث بها إليه رئيس الوزراء السوفيتى «أليكسى كوسيجين» تقول: «السيد الرئيس، تلقينا الآن من رئيس الولايات المتحدة رسالة طلب إلينا تبليغها إليكم، ونصها كالتالى: إلى الرئيس «كوسيجين» رجاء التفضل بإبلاغ الرئيس عبدالناصر أن قوات إسرائيلية هاجمت عن طريق الخطأ سفينة أمريكية فى شرق البحر المتوسط وقدموا إلينا اعتذارهم عن الحادث».

وفى نهاية لقاء السفير والرئيس، عقب عبدالناصر بكلمة أخيرة قال فيها: «إنه كان يتمنى ألا تصل إليه هذه الرسالة من «جونسون» عن طريق «كوسيجين»، كان يجب أن تروا أنهم يضحكون عليكم وعلينا، ولكنهم يريدون وضعكم فى هذا الموضع وأنتم تقبلون، ومع ذلك فنحن لا نلقى عليكم بالمسئولية وإنما نتحملها وحدنا!».

فى النهاية ومع تسارع مشاهد «الأكشن» فى هذا الفيلم، يبقى السؤال: ماذا يحدث لو توسعت ظلال الحرب وتمددت نيرانها، وقرر الجميع أن يضغط على الزناد، وأصبحنا أمام حرب عالمية مقرها قلب الشرق الأوسط، ماذا سنفعل؟ وإلى أى الجبهات سوف ننتمى؟ رجاء الاستعداد للإجابة لأننا سنتحمل المسئولية وحدنا!

 

 

[email protected]