رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

كما فى إسرائيل، ينشغلون بما بعد انتهاء الحرب على غزة، أو كما يقولون أنه»اليوم التالى»، يتوجب على الطرف العربى، أن يستبق وقت انهيار الحكومة الإسرائيلية، بوضع سيناريوهات تحدد طريقة التعامل مع أى حكومة جديدة، تأتى بعد سقوط بنيامين نتنياهو عن قمة السلطة فى»تل أبيب»، بمعنى أن حسابات»اليوم التالى» هنا، أكثر منطقية سياسية لاستغلال فرصة الخلافات العميقة، بين القادة العسكريين والسياسيين فى إسرائيل، فى كل من ائتلاف مجلس الحرب والائتلاف الحكومى، بسبب تبادل الاتهامات حول من يتحمل المسئولية، عن الهزيمة الـمذلة ليس لإسرائيل كدولة، على أيدى مقاومة»طوفان الأقصى» وحسب، ولكن لجيشها الذى ظنته لا يقهر. 

< الصورة الواقعية لما يجرى فى العاصمة الإسرائيلية، تعكس وضعاّ خطيراّ لصراع الأجهزة السيادية، وما تسوقه فى طريقها على المستويات السياسية، تكشف عن فضيحة مروعة للدولة اليهودية، ليس من السهل أن تسيطر عليها حكومة»نتنياهو»، التى هى هدف تصَوِب عليه أحزاب المعارضة، وغالبية وزراء مجلس الحرب المصغر، يتقدمهم بينى جانتس وزير الدفاع السابق، الذى يتبنى دعماّ قوياّ لقرار رئيس أركان الجيش، هرتسى هاليفى، تشكيل لجنة عسكرية، للتحقيق فى فشل جيش الاحتلال فى التصدى لهجوم 7 أكتوبر، وهو القرار الذى كشف عن الانقسامات الحادة داخل الحكومة، وحتى خارجها ما بين اليمين المتطرف وجماعات اليسار، من أجل الصراع على السلطة. 

< ما يزعج «نتنياهو»، أن التحقيق سيخترق أسباب الفراغ الاستراتيجى، فى خطط التعامل مع أى هجوم مفاجئ على إسرائيل، وقد يكشف الغطاء عن رئيس الوزراء شخصياّ، خاصة مع تجرئه على اتهام وزراء حكومته بالكذب، وأظن أن»هاليفى»، أراد أن يرد على اتهامات «نتنياهو»، التى تحدث بها فى بداية الحرب، وحمَل فيها الجيش والاستخبارات، مسئولية هجوم «حماس»، قبل أن يسحبها ويعتذر عنها، وفى الوقت نفسه، يضعه هدفاّ للانتقادات الواسعة، التى بلغت مستوى مطالبته بالاستقالة، وكانت الورقة الرابحة- وماتزال- يضغط بها زعيم المعارضة، يائير لابيد، جنباّ مع إصرار الأحزاب اليسارية، على طرد حكومة»الليكود» وائتلافها المتطرف من السلطة. 

< لكن ما يجرى أن رئيس الحكومة»نتنياهو»، لجأ لاستغلال أدواته السياسية والعسكرية، عندما إعتمد على أخطر وزيرين تطرفاّ، بتسلئيل سموتريتش «المالية»، وإيتمار بن غفير»الأمن القومى»، فى معركة تكسير عظام، مع رئيس أركان الجيش «هاليفى»، بهدف التشكيك فى لجنة التحقيق، والتصدى للتيار المناوئ فى حكومة الحرب، وزير الدفاع يوآف جالانت، الذى لم ينس إقالة»نتنياهو» له، وبينى غانتس وزير الدفاع السابق، اللذان يدعمان لجنة التحقيق، وممن يرغبون النقاش حول»اليوم التالى» فى غزة بعد الحرب، ولذلك تتسع ساحة الصراع مع تيار»سموتريتش»و»بن غفير» المتطرف، الذى يصر على استمرار الحرب وتهجير الفلسطينيين من غزة. 

< وطالما بلغ الصراع مؤشر الخطر على حكومة»نتنياهو»، يمكن النظر إلى ما يمكن تصوره، عن من سيتولى السلطة فى إسرائيل، وبناء استرتيجيات سياسية وأمنية كذلك، للاحتياط إذا ماجاءت حكومة متطرفة جديدة، تضع»تل أبيب» على مستوى آخر من الصراع، وهو واقع لابد من التحسب له، طالما انقلبت الساعة الرملية فى إسرائيل، لحساب ماتبقى للحكومة الحالية من وقت، و»نتنياهو» الذى يمر بأضعف حالاته، يفهم أن لجنة»هاليفى» ستجبره على سداد ثمن الهزيمة، على طريقة لجنة «أجارات»، التى أطاحت بقادة عسكريين وسياسيين، بعد هزيمة أكتوبر 1973، وبالتالى يقاتل من أجل بقاء إئتلاف حكومته، حتى لو ضحى بائتلاف حكومة الحرب..ولنراقب ذلك.

[email protected]