رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ذكرتنى الاحتفالات والمنتديات الثقافية والفنية بمناسبة عيد ميلاد المبدع صلاح جاهين (25 ديسمبر1930) بأمسية بديعة حضرتها فى مطلع شبابى بقصر ثقافة كفر الشيخ فى زمن إدارته برئاسة الفنان والمبدع الكبير الراحل عزالدين نجيب، لم ولن أنساها عندما أسعدنى زمانى بحضور ندوة ضيفها الشاعر ورسام الكاريكاتير والسيناريست والممثل الراحل المبدع صلاح جاهين، وكان بصحبته الموسيقار الأكاديمى د. سليمان جميل ونغمات عوده المبهجة، وكانت الأمسية فى إطار برنامج يجوب محافظات المحروسة للالتقاء بشباب المحافظات من أصحاب الملكات الإبداعية الواعدة فى حالة تواصل رائعة.

قال الشاعر الوطنى النبيل جاهين فى بداية الأمسية «أنا جاى النهاردة علشان نغنى ونرقص ونزعق ونقول كلنا سوا.. مهما كانت أصواتنا، ولو ماحصلش هلم عزالى أنا والمزيكاتى وأروح»، وبالفعل غنت معاه فلاحات «شباس عمير» وعمال «الكوم الطويل» وفعيلة المعمار من «سيدى سالم» وأفندية المراكز.

وبالفعل الكل قال مع الرائع جاهين إللى كان بيحلم ببناء دار أوبرا أمام كل ترعة خارجة من نهر مصر العظيم.. قال لهم على الولادة زى ما كلمهم عن الخوف والشجاعة والوطنية.. قال رباعيته الفلسفية:

مع أن كل الخلق من أصل طين

وكلهم بينزلوا مغمضين

بعد الدقايق والشهور والسنين

تلاقى ناس أشرار وناس طيبين

عجبى!!

وقال لهم فى سر الوجود والرحيل عن الدنيا وفهموه وصفقوا وهمه فى حالة شجن:

مرغم عليك يا صبح مغصوب يا ليل

لا دخلتها برجليا ولا كان لى ميل

شايلنى شيل دخلت أنا الحياة

وبكره ح أخرج منها شايلنى شيل

عجبى!!

وفى الحب وأحواله قال لهم الجميل جاهين:

حبيت.. لكن حب من غير حنان

وصاحبت لكن صحبه ما لهاش أمان

رحت لحكيم واكتر لقيت بلوتى

إن اللى جوه القلب مش ع اللسان

عجبى!!

 قال شاعرنا الكتير فى ليلة ولا كل ليلة وودعه الناس ووصلوه لمحطة القطار، وقربت منه الست صبيحة إللى جاية من بعيد.. من قرية جنب «دسوق» وقبلت رأسه وقالت له أمانه يا ابنى بيحملها لك حبايب وقرايب وزوار مولد الشيخ إبراهيم الدسوقى «سلم لنا على ناصر وقوله قلوبنا معاك يا ريس».. وغنى الحضور على رصيف المحطة وغنى معهم جاهين «الليلة الكبيرة».

هو شاعرنا العظيم الذى ردد أشعاره الشباب فى التحرير وهم يحملون صوره.. حقيقى عايش معانا لأنه بجد واحد مننا..

احترف صلاح جاهين ممارسة رسم الكاريكاتير كفن مع صدور أول عدد من مجلة صباح الخير عام 1956، أسس مدرسة خاصة به، وتتلمذ على يده كثيرون، منهم حجازى، رجائى ونيس، بهجت عثمان، وغيرهم.

أسس قهوة النشاط، ضحكات مكتبية، دواوين حكومية، نادى العراة.. انتقد الروتين والموظفين، وركز على الشريحة التى تتحكم فى مصائر البشر، ببلاهة الآراء وغباوة الروتين، وفى نادى العراة، سخر من العرى الذى كانت النساء يأخذنه عن أوربا دون وعى.

قدم الحب العذرى فى قيس وليلى، وفى عيادته النفسية عالج الكثير من الرافضين لفكرة التغيير، ورسم الكاريكاتير السياسى بجانب الكاريكاتير الاجتماعى الذى أسس له مدرسة خاصة جدًا، أحب الثورة وأحب أفكارها ورجالها، وانحاز لها، وجند ريشته للدفاع عنها.