رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

انتهت الانتخابات الرئاسية، واستمرت أصوات الناخبين بأعدادها الكبيرة غير المسبوقة فى تاريخ مصر وخلال الانتخابات الرئاسية التنافسية السابقة، دليلاً قويا على الاصطفاف خلف الدولة والوعى بالتحديات التى تواجهها، ورداً على مخططات أهل الشر، ورصاصة قوية فى قلب كل الكارهين لتقدم مصر إلى الأمام وبناء الدولة الحديثة. كثافة التصويت جاءت دليلا قاطعا بأن المصريين يريدون مستقبلا أفضل، ومصممون على مواصلة تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم.

< هناك حقيقة ساطعة مثل الشمس عاشها الشعب المصرى خلال أيام الانتخابات أنهم أرسوا حقهم فى اختيار رئيسهم القادم بكامل إرادتهم، دون ضغوط، أو تزويع، أو أى تجاوزات مما كانت تحدث خلال الأنظمة السابقة.

< مشهد طوابير الناخبين أمام اللجان الانتخابية فى كافة المناطق بصورة غير مسبوقة فجر عظمة الدولة المصرية، وإيمان المواطن بالاستقرار السياسى، رغم إجراء الانتخابات فى إقليم متوتر بسبب حرب الإبادة التى تقودها إسرائيل ضد أهالى غزة. وأثبت المصريون أنهم يستنفرون إذا شعروا بأى تهديد للأمن القومى.

< هذه الانتخابات استثنائية فى الدولة المصرية، تؤكد وعى المصريين بأن الأمور ليست محسومة كما كان يحدث فى السابق، وأن أصواتهم هى التى تأتى بالرئيس الذى يتولى المسئولية خلال الست سنوات القادمة.

< هذه الانتخابات أيضا تعتبر خطوة رئيسية فى مسار الدولة نحو التحول الديمقراطى، والتعددية الحزبية، والتنافسية، والمطلوب أن تستغلها الأحزاب السياسية فى إعادة تنظيم نفسها والاستعداد للاستحقاقات القادمة فأمامنا انتخابات برلمانية العام القادم، مطلوب استمرار الأداء، ولا يجب أن يظل موسميا فى فترة الانتخابات فقط، فالأحزاب جزء من النظام، وجودها مهم فى الشارع لكن عليها أن تعيد ترتيب البيت من الداخل لتظهر بصورة أفضل فى المرات القادمة بأن يكون لها برامج حقيقية عن طرق استثمار هذه الفرصة التى لم تكن متاحة لها فى السابق.

< كنت أراهن على وعى المصريين، وكسبت الرهان، فالرسائل التى أرسلوها من الانتخابات تعزز التجربة الديمقراطية والاستقرار، وأخذوا خطوة مهمة فى التحول الديمقراطى، والتعددية السياسية، وأثبتوا إصرارهم على المشاركة فى صنع القرار، واستكمال بناء الدولة الوطنية.

< أثبت الإقبال غير المسبوق على الانتخابات الرئاسية، أن الشعب المصرى، السيد فى الوطن السيد، يؤمن بأن الديمقراطية طريق ومستقبل وأسلوب حياة، وبالتعددية السياسية، وبالتداول السلمى للسلطة، ويتمسك بحقه فى صنع مستقبله، هو - وحده - مصدر السلطات، وقادر على أن يستلهم الماضى وأن يستنهض الحاضر، وأن يشق الطريق إلى المستقبل، وينهض بالوطن، والحفاظ على حق كل مواطن فى العيش على أرض هذا الوطن فى أمن وأمان، وأن يكون له حقه فى يومه وفى غده، فى مجتمع تسوده الحقيقة والعدل، وتصان فيه الحريات وحقوق الإنسان، واستكمال بناء دولة ديمقراطية حديثة يتمتع فيها الجميع بجميع حقوق المواطنة.

الحوار الوطنى جاء لفتة ذكية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما دعا إليه فى حفل إفطار الأسرة المصرية يوم 26 أبريل عام 1922 لتحديد أولويات العمل فى المرحلة القادمة، حيث أفرز الحوار أن يكون هناك إشراف قضائى كامل على الانتخابات الرئاسية، وساهم فى تحريك المياه الراكدة فى الحياة السياسية، والتى تراكمت خلال العهود السابقة مما حول الأحزاب السياسية إلى ديكور للنظام.

فقد كانت الدعوة للحوار لفتة ذكية جمعت المصريين على مائدة واحدة، وكان هناك تنوع، واستيعاب جميع التيارات والأفكار، ومختلف الآراء، وتلاشت فكرة الرأى الواحد التى أصبحت لا تجدى والتى كانت وراء تكاثر «حزب الكنبة»، وتبين أن الحوار شىء صحى، لتبادل الرأى والرأى الآخر، والاستماع إلى كل الآراء بما يتوافق مع مصالح الوطن، ودرء الأفكار الهدامة، وكانت أهم نتائج الحوار الذى سيستأنف فى الفترة القادمة أنه شجع الأحزاب السياسية على الخروج من الدائرة المغلقة التى فرضتها عليها الأنظمة السابقة، وأصبحت تشارك فى العملية السياسية والمنافسة على أهم استحقاق دستورى فى مصر، وهذا نجاح يؤكد وجود تعددية سياسية حقيقية، ومنافسة شريفة على منصب الرئيس. وأحدث الحوار نقلة نوعية، وتدشينًا لمرحلة جديدة فى المسار السياسى للدولة المصرية من أجل مصلحة البلاد، وأعاد بحث ملف الإصلاح السياسى من جديد للوصول إلى كيفية تحول هذا الحوار إلى الأسلوب الأمثل لإدارة الدولة المصرية.