رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

تعد «المناعة الثقافية» كجهاز المناعة فى جسم الإنسان، فهى تحمى المجتمع وتحقق له الأمان وتدفع عنه أذى أى أضرار قد تنال من قدر ومكانة ودور البناء الفكرى والأخلاقى، ولعل من علامات ضعف المناعة الثقافية أمرين:

أولاً: كلما ذابت ثقافة شعب فى ثقافات أخرى وخصوصاً المنافسة دل هذا على ضعف أو انعدام المناعة الثقافية..

ثانياً: إذا ابتعد الناس عن المنهج الفكرى أو تعاملوا معه على أنه من المسلمات أو حدث الفهم الخاطئ للفكرة المأمول تبنيها والذى يعطل جوهرها، هنا تتولد فرصة لدخول أفكار خارجية معوقة أو ملوثة..

فى المقابل هناك عوامل تشكل أسس المناعة الثقافية الحضارية القوية لعل أهمها:

الذهاب لتبنى وضع مشروع ثقافى، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد طالب بضرورة وضع ملامح وأسس ثورة ثقافية وإنشاء مسارات متجددة لتطوير الخطاب الثقافى والإعلامى والدينى، حيث الانحياز لفكر تنويرى وإصلاحى ونقدى كأسس لذلك المشروع من شأنه دعم المناعة الثقافية..

لابد أن تصل أهداف وأفكار وملامح المشروع بوضوح لمواطنينا والاطمئنان لإدراكهم شرح أفكاره بكل وضوح لعامة الناس، حيث لابد أن يكون الناس عارفين ومدركين أبعاد بنيان عمليات التجديد الثقافى وأهدافها..

يجب أن تتماهى قناعات مواطنينا بالمشاركة الوطنية والإيجابية فى تفعيل مشاريع التجديد وصياغتها، فمن دون الإيمان والعمل بالفكرة، فإنها سوف تندثر وتنسى أو تظل فى دائرة النخبة فقط..

قبل أن أغلق صفحة الفسبوك فى نهاية تعاملى معها بالأمس، لفت انتباهى وجود صورة ملونة لخمس تفاحات على صفحة صديق فسبوكى شاب كــ«بوست» وكتب تحتها «خمس تفاحات غيرت التاريخ.. الأولى أكلها آدم فأخرجته من الجنة.. الثانية وقعت على رأس نيوتن فكان اكتشاف ظاهرة الجاذبية الأرضية.. الثالثة اتخذها «ستيف جوبر» شعاراً لأكبر شركة حاسبات (آبل) التى غزت العالم كله بمنتجاتها الشهيرة الناجحة.. أما الرابعة والخامسة فكانت من نصيب العرب واللى عملوا منهم معسل (أبوتفاحتين)..».. إنجاز!!

البوست، ومثله المئات من تلك النوعية التى تنتزع ضحكات أولادنا وآهات التفاعل التى تترجمها «لايكات» و«تشييرات» لمزيد من النشر المثير بلغة وتعريفات التفاعل الإيجابى الفسبوكى الحالية، وهى الخطيرة فى مردوداتها السلبية فى نشر مشاعر الإحباط واليأس وتراجع ثقافة العمل والنيل من الهمة الوطنية..

وهنا، علينا تفعيل ثقافة المواجهة التفاعلية والتعامل السلس البناء، أو ما يطلق عليها مقومات «المناعة الثقافية» الكفيلة بالتعامل مع المعطيات الجديدة والقادرة على أداء عمليات الفرز الإيجابية ورفع قدر تلك المناعة على المستوى الجمعى..

أخيراً، ينبغى إدراك أننا أمام مجموعة من التحديات فى مواجهة دنيا وعالم متعدد المفاهيم القيمية والعلمية، وعلينا الانفتاح الموضوعى ورفع شعار «نعم نستطيع»، دون الارتكان لحالة تيبس مفاصل الحركة بدعوى الحفاظ على الهوية والتراث والقيم والأصول، فالدول التى تمتلك «المناعة الثقافية والفكرية» قادرة على صناعة التقدم والقدرة على التنافس بمفاهيم عصرية وهمة وطنية.