عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سبوبة الـ«تيك توك» تستقطب نجوم الفن

بوابة الوفد الإلكترونية

طارق الشناوى لـ«الوفد»: تيك توك وسيلة مشروعة من حق كل فنان استخدامها وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء

فادى خفاجى: اتجهت للتيك توك بسبب قلة العمل 

مها أحمد  تهاجم منتقديها

أستاذ طب نفسى لـ«الوفد»: اضطراب الشخصية كلمة السر.. والصراع على الشهرة وحب المال خلط الصالح بالطالح

 

تحولت منصة «تيك توك» فى الآونة الأخيرة إلى آلة استقطاب للفنانين الذين يفتقرون إلى فرص العمل بسبب قلة الأعمال الفنية المعروضة عليهم من أجل المشاركة فيها ولو حتى بأدوار بسيطة، لتصبح بمرور الوقت مصدرًا أساسيًا لدخلهم المادى يدفعهم للمتاجرة بأنفسهم وبشهرتهم من أجل كسب المال وإثارة الجدل وتصدر تريندات مواقع التواصل الاجتماعى.

شهدت منصة تيك توك مؤخرًا إقبالًا غير مسبوق من قِبل الفنانين والمشاهير، الذين قرروا الاتجاه إليها بحثًا عن مصدر رزق بديلًا للتمثيل، بسبب ابتعادهم عن الوسط الفني، وبالنظر إلى هؤلاء النجوم نجد أنهم بالفعل لم يعد لهم مكان على الساحة الفنية على الرغم من شهرتهم الواسعة والنجاح المبهر الذى حققوه خلال مسيرتهم الفنية.

على الرغم من اتجاه عدد كبير من نجوم الوسط الفنى إلى استخدام منصة تيك توك، إلا أن هناك عددا محدودا يواظب على الخروج للمتابعين بشكل يومى من خلال فيديوهات البث المباشر ومسابقات التيك توك التى تهدف إلى الربح، وأبرزهم الفنانة فيفى عبده، والفنانة مها أحمد، ونجم مسلسل يوميات ونيس الفنان الشاب فادى خفاجة، بالإضافة إلى فيديوهات الفنانة سهام جلال ومطرب المهرجانات الشعبية حمو بيكا.

ولكن على ما يبدو أن «سبوبة» اللايف لم تعد تُجدى منفعتها المطلوبة لهؤلاء المشاهير، فقرروا التفكير فى حيلة أخرى تضعهم فى صدارة التريند وتساعدهم على كسب المال والشهرة بشكل أكبر، تلك الحيلة التى كشفت عنها مها أحمد فى آخر بث مباشر شيّرته مع متابعيها عبر حسابها الشخصى بمنصة تيك توك.

نجوم الفن يحولون «لايفات» تيك توك إلى حرب شوارع من أجل المال

وجهت مها أحمد رسالة شديدة اللهجة لشخص مجهول دون الإفصاح عن هويته، قائلة: «ربنا يشفى كل مبتلى أو مريض، قلة الدعم بتجيب حالة مش طبيعية وكلنا بنكتئب، فيه واحد بيعبر عن حاله ويطلع لايف ويبقى تريند، ولكن في شخصية ضمن الناس المدمنة طلب منى نتخانق مع بعض عشان يطلع تريند، رغم إنه عمل حاجة وطلع بيها تريند وكسب تعاطف الناس، قولتله عيب مش للدرجة دي، أنا مش من الناس اللى ممكن تطلع تريند عشان خناقة مع حد أنا تريند لوحدي».

وأضافت: «كل حد بيستخدمنى عشان يطلع تريند هو حر، وإنك تقعد فى اللايف والناس تشتمك بس تخلى الواحد حالته النفسية مش كويسة ويتصاب بالهلع والرغى واللت والعجن وشتايم الناس وإنى أسخر الأدمن اللى عندى يسجلوا كل اللايفات، ليه يعني؟».

فى الوقت نفسه، خرج الفنان الشاب فادى خفاجة فى مقطع فيديو آخر موجهًا رسالة مثيرة للجدل لشخصية شهيرة على تيك توك أيضًا دون ذكر اسمها، الأمر الذى فسره المتابعون على أنه رد غير مباشر على تصريحات مها أحمد ظنًا منهم بأنها كانت تقصده، حيث قال: «إنتى فين ياللى جوزك دكتور؟ إنتى عملتى إيه فى حياتك؟ إنتى معملتيش حاجة خالص ولا اشتغلتي، وعمالة تقولى أنا ابنى مع كل الاحترام والتقدير على راسي، بس إنتى بتتاجرى بيه»، ثم قام بخلع ملابسه وتهديد المتابعين.

من جابنها، خرجت مها أحمد عن صمتها لترد على منتقدى ظهورها فى فيديوهات «لايف» على منصة «تيك توك»حيث  وصفتهم بالخادمات، مشيرة إلى أنها تعتبره مصدر دخل لها لقلة مشاركتها فى الأعمال الفنية خلال الفترة الأخيرة، حيث قالت: «إحنا بنطلع عشان مبنشتغلش، فى الوسط ووجدنا مجال السوشيال كمجال للعمل وأنا حرة ومحدش له عندي حاجة.

وتابعت «أحمد»: «خلاصة الموضوع، إحنا داخلين على التيك توك عشان نشتغل، أنا واحدة ماضية عقد مع تيك توك وتبع إدارة التيك توك، أنا موظفة وبشتغل ولازم أشوف شغلى وأكل عيشى وبفكر الناس بيا والـCV بتاعى وإنى فنانة وموجودة حتى لو ماليش أعمال دلوقتى».

وكان الفنان فادى خفاجة الشهير بشخصية «شرف الدين» أحد أبطال مسلسل «يوميات ونيس»، أثار تعاطف الجمهور مؤخرًا بعد انهياره خلال فيديو بث مباشر على تطبيق «تيك توك» بسبب احتياجه للمال وبحثه عن العمل، خاصًة بعد نسيان المخرجين له وعدم عرضهم أعمال فنية عليه للمشاركة فيها خلال الفترة الماضية.

ظهر فادى خفاجة فى حالة انهيار وهو يتحدث باكيًا عن لجوئه إلى جولات الـ (تيك توك) بسبب قلة مشاركته فى الأعمال الفنية، باعتبارها مصدره الوحيد للدخل المادي، حيث قال: «اضطريت أدخل فى جولات تيك توك لأنى مش لاقى شغل والفنانة وفاء عامر حاولت كتير تجبنى معاها فى أعمال فنية لكن مفيش فايدة قاعد فى البيت من غير شغل».

وبالنظر مرة أخرى إلى منصة «تيك توك»، نجد أن الفنانة فيفى عبده من أكثر المتفاعلين على المنصة، حيث إنها اعتادت على التواصل مع الجمهور بشكل مستمر منذ بداية جائحة كورونا التى تسببت فى فرض الحجر الصحى لفترة طويلة وبالتالى توقف عدد كبير من تصوير الأعمال الفنية أدى إلى بقاء الفنانين فى منازلهم لأيام طويلة دون التواصل مع الجمهور على عكس طبيعتهم الحياتية التى اعتادوا عليها، مما دفعهم إلى اللجوء إلى منصات السوشيال ميديا للتواصل مع الجمهور بأى طريقة حتى ولو كانت من وراء الشاشات. 

وعلى عكس نجوم الوسط الفنى، كانت فيفى عبده بمثابة الفقرة الكوميدية التى يفضل الجمهور متابعتها بشكل يومى نظرًا لاعتيادها الظهور بشكل عفوى باستخدام فلاتر سناب شات وانستجرام، إلى جانب أسلوبها العفوى فى التواصل والحديث مع الجمهور، مما جعلهم يشعرون وكأنها فرد من أفراد الأسرة، إلى أن وقعت فى خطأ لا يُغتفر هز محبتها فى قلوب الكثيرين وتسبب فى بعدها عن «تيك توك» وقلة ظهورها على السوشيال ميديا.

ومع كل هذه المبررات التى قدمها مشاهير الفن لتحسين صورتهم أمام الجمهور بسبب استغلالهم تيك توك بطريقة مخزية من أجل كسب المال، إلا أن الطب النفسى كان له رأي آخر، فعند الاستعانة بعدد من خبراء علم النفس والأطباء النفسيين، أكدوا أن حُب الشهرة والفن، تدفع بهؤلاء النجوم إلى البحث الدؤوب والسعى لسماع كلمات الشكر والإعجاب وإن جاءت من وراء الشاشات عبر منصات السوشيال ميديا، من أجل الشعور بالراحة والاطمئنان المهنى.

من جانبه، أكد الناقد الفنى طارق الشناوى خلال تصريحات خاصة لـ»الوفد» أن «تيك توك» وسيلة مشروعة من حق أى فنان استخدامها، ولكن فى حالة وجود تجاوز لفظي، أو حركى على المتضرراللجوء إلى القضاء، فهناك قانون رادع يحمى المتضررين، ولكن تطبيق الـ «تيك توك» فى حد ذاته استخدامه شرعى جدًا، ومن حق الفنان أن يتواصل مع جمهوره بأى وسيلة يراها مناسبة.

وشدد «الشناوي» على أنه ليست هناك مشكلة فى استخدام الفنانين لمنصة تيك توك كوظيفة بديلة للتمثيل، وذلك ردًا على انتقادات الجمهور لتصريحات الفنانة مها أحمد الأخيرة حول طبيعة استخدامها لـ»تيك تيوك»، مُشيرًا إلى أن هؤلاء النجوم فى النهاية يستخدمون التطبيق فى إطار فنى من خلال إعادة تجسيد مشهد ما من مسرحية أو فيلم، ولكن فى حالة التلفظ بالشتائم فهناك قانون رادع يعاقبهم على أفعالهم، لكن فى المطلق ليست هناك مشكلة فى استخدام الفنانين لمنصة «تيك توك».

كما أشار طارق الشناوى إلى أن قلة الأعمال الفنية ليست سببًا رئيسيًا للجوء الفنانين لإستخدام تيك توك، فهناك العديد من النجوم والنجمات يستخدمون تيك تيك دائمًا بشكل ملحوظ وفى نفس الوقت يزداد عليهم طلب المنتجين والمخرجين فى الأعمال الفنية، مستشهدًا بالفنانة هنا الزاهد، حيث قال: «هنا الزاهد بشوفها كتير على تيك توك، وبتعمل فيديوهات دايمًا فى نفس الوقت مطلوبة فى الأعمال الفنية، إذن من الممكن أن نجد فنانا ينشغل بالتمثيل ويستخدم تيك توك أيضًا بشكل متكرر».

واختتم الناقد طارق الشناوى حديثه بقوله: «التيك توك فى حد ذاته لا يعنى شيئًا سلبيًا أو إيجابيًا، حتى فى حال اعتبره البعض موردًا للرزق يُقدم من خلاله أى مادة بهدف الربح وكسب المال، ليس من حق أى شخص أن يُجرم هذا الفِعل».

للطب النفسى رأى آخر

وحول هذا الأمر، كشف د. جمال فرويز أستاذ الطب النفسى كلمة السر فى اتجاه الفنانين لمنصة «تيك توك» مؤخرًا والمتاجرة بحياتهم الشخصية وشهرتهم من أجل كسب المال، مشيرًا إلى أن «اضطراب الشخصية» سبب رئيسي فى تغير سلوك هؤلاء المشاهير.

أوضح أستاذ الطب النفسى فى بداية الأمر، أن هناك نوعين من الفنانين، الفئة الأولى تحب المسرح والسينما ويدخلون الوسط الفنى بشغف أكاديمى ومهنى بهدف تطبيق ما قاموا بدراسته خلال الأعمال الفنية التى يقدمونها، بينما يكون الهدف الأول للفئة الأخرى هو المادة وكسب المال وأشياء أخرى، مستشهدًا بالفنان الراحل محمد عبد الوهاب حينما صرح فى حوار سابق له بأن بعض من يدخلون الوسط الفنى يكون هدفهم الوحيد الشهرة ومقابلة الفتيات وجلب المال.

وأضاف د. فرويز: «الفنانون عددهم لا حصر له، لذا هناك قِلة منهم لا يستطيعون العمل بشكل متواصل ، ما يدفعهم إلى اللجوء لمنصة «تيك توك» كمدخل آخر للدخل، متابعًا: «لذا لا أفضل اللوم على بعضهم وأوجه لهم أصابع الإتهام، بأن لديهم شغفا للمادة لأن هذا «أكل عيشهم» أيضًا، ولكن بشرط ألا يتعدى حدود العيب ويخالف تقاليد المجتمع  والآداب المتعارف عليها.

وأشار د. فرويز إلى أنه فى حال خروج هؤلاء النجوم عن المألوف واتجاههم للاتجار بحياتهم الشخصية على الملأ ومخالفة قواعد الأداب العامة واتباع سلوكيات غير مهنية وغير أخلاقية، هنا يتحول الأمر إلى «اضطراب الشخصية»، فحينما يتولد الصراع بين نجوم الفن، يضطرون للجوء إلى القيام بكل ما هو غير تقليدى لكسب ود المشاهدين وبالتالى زيادة الربح المادى مهما كانت العواقب.

وأردف د. جمال: «هناك فنان يقوم بأداء أغنية لكى تصل إلى  ٨ أفراد يسمعونها وليس شخصا واحدا مثل بقية النجوم، ما يدفعه إلى الإستعانة بلفظ خارج او أسلوب ساخر مما يندرج أيضًا تحت مصطلح «اضطراب الشخصية»، التى يسميها البعض باللغة العامية البحث عن «من أين تؤكل الكتف؟»، مما يعنى اللعب على مشاعر جماهير قد يكون لديها شغف لأى شيء معيب أو غير تقليدي، لذا يبحثون عن فئة معينة تتناقل محتواهم بشكل سريع وهى الفئة الأكثر استخدامًا لمنصة «تيك توك» وتكون أعمارهم ما بين ١٤ و٢٥ عامًا.

واختتم د. جمال فرويز قائلًا: «وعلى الرغم من رفض هؤلاء المشاهدين الأسلوب غير اللائق الذى يتبعه المشاهير على تيك توك فى حياتهم الشخصية، إلا أنه يجذبهم للمشاهدة، لذا أصبح الموضوع ماديا بحتا وهو البحث عن أى طريقة  تساعد على زيادة نسبة المشاهدات».