عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وزير الدفاع الاسرائيلى (موشيه يعالون) يقول: «ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده، أو بيد أخيه، فإن المتعة تكون أكبر، وهذه سياستنا الجديدة أن نشكل ميليشيات للعدو، فيكون القاتل والمقتول من الأعداء».

عندما نتأمل تلك العبارة بكثير من العمق، نتمكن من الوقوف على الذهنية الصهيونية، والتى تتبعها بكل ذكاء ودقة وتأتى بنتائج ملموسة واضحة وفعالة. إذا أردت أن تقتل عدوك فاجعله يقتل نفسه! أو فلتخلق له أعداء من داخله.. هنا يحدث الصراع والقتل، وهنا نقف لنرى الجميع يتقاتل وتشعر أنت بالسعادة وبمتعة القتل.. وماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن القدرة على النفاذ إلى داخل عدوك ومعرفة نقاط ضعفه واستثمارها بشكل جيد وجديد سوف يفيدك فى مخططك.. معناها أيضا.. أنك تعمل بشكل قوى على نقاط الغباء التى يتحلى بها عدوك.. فالغباء هو جوهر المسألة.. وكلما كان الغباء عميقا فى داخل عدوك، كان ذلك رائعا وجميلا، حيث يتيح لك القدرة على استثمار ذلك الغباء بشكل يخدم مصالحك.. ناهيك عن اختيارك للتوقيت المناسب، الذى يتيح تفعيل ذلك الأمر.. فتنشأ الخلافات بين عدوك والميليشيات المشكلة بدقة وذكاء.. فالوقت المناسب سوف يتيح المزيد من القتل للطرفين.. وهنا تزداد متعتك برؤية ذلك الأمر.. وعليه سوف يتناسى عدوك الهدف الأصلى والأساسى والمنشود من أفعاله، وينشغل فى هذا الأمر المستجد.. وعليه يزداد عدوك ضعفا.. وتزداد أنت قوة وغلبة وتحقيق الكثير من أهدافك.

لقد نجحت إسرائيل بكل صراحة أن تجعل كل الأعداء فى الظاهر أو فى الصورة الظاهرة، هم فى الحقيقة أصدقاء من وراء الستار.. وعليه فما هو ظاهر غير ما هو خفى.. وماذا يعنى ذلك أيضا؟ يعنى غياب الرؤية عند الجميع، بينما هناك رؤية محددة وواضحة وقادرة على تنفيذها فى التوقيت المناسب، وتقف وتندهش ما الذى يحدث؟ فنجد الإجابة ببساطة أن هناك من يفكر كيف يحقق أهدافه ومآربه.. فى المقابل هناك من يهرج ويدخل فى صراعات غير مفيدة، بل مهلكة ومدمرة، ناهيك أن الرؤية الديكتاتورية لا ترى الحقيقة بكل تفاصيلها..ولا تقدرها بشكل مدروس.. فى الرؤى الديكتاتورية هناك من يحافظ على وجوده بشكل أو بآخر مهما كان الأمر.. بينما فى الاتجاهات الديمقراطية هناك رؤى متعددة وكلها معروضة وتناقش للوصول للرؤية المناسبة أو الصالحة أو الفاعلة أو القادرة على أن تحقق المصلحة. وما زلنا نتساءل ونندهش ونتعجب كيف لهذا الكيان الصهيونى أن يكون له كل تلك الفعالية؟ وكيف لهذا الكيان أن يجعل العالم يكاد يكون برمته يقف معه ويؤازره؟ كيف تمكن ذلك الكيان أن يصل إلى الذهنية سواء المجتمعية أو الحاكمة؟ كيف لكل هؤلاء أن يناصروا ذلك الكيان المغتصب للحقوق، كيف تمكن الكيان من أن يتوغل ويتعملق ونجد الجميع يمجده بشكل أو بآخر.. سواء فى العلن أو فى الخفاء.. الأمر محير ومقرف بكل المقاييس.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون