رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

44 يوما، السماء تمطر نارا والأرض ترتجف قصفا، والبحر تتدافع أمواجه من الصواريخ التى تنطلق من السواحل.. هذا حال سكان غزة يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء ويختبئون تحت الأنقاض، دماء لا تجف، وأنين لا ينتهى وعويل لا يتوقف، نهارهم يتحدث بلغة صمت القبور، وليلهم نهاراً من شدة الانفجارات، وآخر كلماتهم دائما الشهادتان، فلا تدرى نفس ما بين رمشة العين وإفاقتها هل يمهلهم القدر فرصة جديدة لتكون آخر كلماتهم لا إله إلا الله محمد رسول الله.

الإحصائيات مرعبة، ولكن كل شىء له عوض ويمكن إعادته من جديد وبنائه وربما بطريقة أفضل، إلا الأرواح والنفس البشرية فلا بديل لها ولا عوض عنها.. لذا فإن إحصائية الشهداء هى الأكبر صدمة والأكثر إثارة لوطن تزلزله دانات المدافع والمدرعات والانفجارات وحرب الإبادة التى يرتكبها العدو اليهودى الغاشم على طريقة الأرض المحروقة.

نازيُّو العصر الحديث يستحلون حرماتنا، ويغتصبون أرض العروبة ويدنسون مقدسات فلسطين المحتلة، ويسلبون أرواح أشقائنا الفلسطينيين مفتخرين بعنصريتهم، متباهين بفُجرهم أمام عالم أعمى يؤيدهم، وقريب مغيب يدعمهم وأرواح ترتقى إلى بارئها فرحة بلقاء ربها مختصمة جلاديها ومناصريه أمام رب العالمين.

13 ألف شهيد ارتقت أرواحهم الطاهرة إلى سماء الخلد وجنات النعيم منذ السابع من أكتوبر الماضى مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، فى دفاع مستميت عن شرف العروبة وصيانة الأرض والعرض.

وبحسبة بسيطة فإن حصيلة الشهداء تبلغ 300 شهيد يوميا فى غزة، بمعنى أن هناك 25 شهيدا كل ساعة بمحصلة شهيد كل دقيقتين تقريبا.

طاعون العصر الإسرائيلى الذى أصاب أهالى غزة فى مقتل فاق فى ضراوته كل الفيروسات والأوبئة التى غزت العالم، بل وإن آلة القتل العنصرية لا تفرق بين رجال المقاومة والمدنيين ودور العبادة والمدارس وغيرها ولا تميز بين الأطفال والنساء والشيوخ، فالجميع هدف يجب القضاء عليه قتلا بالرصاص أو حرقا أو تحت الأنقاض، أو بأى وسيلة يشاؤون المهم أن يصيب الموات المكان المستهدف كله، وتفوح رائحة الموت فى المكان ويصبح صمت القبور هو السمة المسيطرة للتوسع العمليات الدموية كل يوم على سابقه، ليحققوا حلمهم فى الإبادة الكاملة فى طريق الهلاك لتصفية القضية الفلسطينية.

الشهداء الذين يتكاثر عددهم بسرعة كبيرة وفق عداد الموت فى غزة، ليس لهم إحصائية ثابتة كونها متغيرة وفقا لبورصة الشهداء المتزايدة كل دقيقة.

عموما وفقا لإحصائية الـ44 يوما، فإن الـ13 ألف شهيد بينهم 5500 طفل و3500 امرأة، و4000 شهيد بين رجل وشيخ، فيما يواصل عدد المصابين الارتفاع ليصل لأكثر من 30 ألف مصاب 75% منهم أطفال ونساء.

باختصار فى قراءة متأنية للأرقام والإحصائيات فإن الاحتلال الغاشم فى حرب الإبادة الشاملة التى يرتكبها ضد أهالى غزة مستخدماً أسلحة مشروعة وأخرى محرمة وثالثة ما أنزل الله بها من سلطان، يستهدف القضاء على الأطفال والنساء لوأد جيل من رجال المستقبل، والتخلص من السيدات أهدافه أكثر خسة ونذالة، لتفريغ وطن من أطفاله ونسائه.

كما أن رجال وشيوخ غزة ليسوا بمأمن فالصاروخ لا يميز، وطلقات الرصاص ليست طيرا أبابيل على كل منها اسم صاحبه، ولكنها تستهدف روحا وقلبا نابضا بالحياة لتحول جسده إلى أشلاء وحاضره إلى ماضٍ فى محاولة بائسة من محتل غاصب لبناء نهضة على أشلاء الشهداء.. فهل تنهض أمتنا من كبوتها قبل أن يتحول وطننا كله إلى مقبرة للشهداء!

[email protected]