رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسباب جعلت من مجمع الشفاء هدفًا عسكريًا لإسرائيل

مستشفى الشفاء
مستشفى الشفاء

اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الأربعاء، وكرر ذلك الخميس، بزعم وجود مقر لقيادة حماس بطابقه الأسفل، وهو ما تنفيه الحركة مرارا، وذلك بعد أن حوّله لهدف عسكري وحاصره بالدبابات لعدة أيام، ما أسفر عن دمار واسع وقتل معظم المرضى بالداخل.

 

منذ بداية الحرب على غزة، قالت إسرائيل إن هناك أسفل مجمع الشفاء الطبي العديد من الأشياء التي تريد الوصول إليها مثل أنفاق ومقر قيادة لحماس تحت الأرض وعدد من الرهائن ومخازن أسلحة، لكن الفيديو الذي نشره الجيش بعد اقتحامه للمستشفى ليل الأربعاء الخميس أثار تساؤلات عديدة.

وأجرت القوات الإسرائيلية أعمال تفتيش لمبنى الجراحات والطوارئ وقبو مجمع الشفاء الطبي، وفق مدير عام مستشفيات غزة محمد زقوت، بينما نشرت وكالة "رويترز"، شريط فيديو من الداخل، يظهر غبارا ودمارا في غرف بالمبنى من جراء القصف الإسرائيلي.

وكان العاملون الطبيون يسعلون بسبب الغازات التي رافقت الانفجارات.

وخلال كلام متحدث باسم جيش ظهر في الفيديو سُمع دوي إطلاق نار، دون أن يوضح المتحدث سبب ذلك.

وقال المتحدث: "وجدنا أسلحة ومواد استخبارية ومركز قيادة عملياتية وإمكانيات تكنولوجيا وخاصة تم نقلها لفحصها"، لكنه لم يوضح تفاصيل أكثر في هذا السياق.

وفي بعض اللقطات، اعتمد الجيش على إخفاء بعض الأجزاء في المكان الذي يقول إنه في مستشفى الشفاء، وفي هذه اللقطات قال المتحدث العسكري إنه عثر على حاسوب محمول (لاب توب).

وذكر المتحدث أنه لا يعرف لمن يعود إليه الحاسوب وكذلك أقراص مدمجة قال إن الاستخبارات ستعمل على فحصها.

وفي وقت لاحق، حذف حساب الجيش الإسرائيلي على منصة "إكس" الفيديو.

 

أسباب استهداف مستشفى الشفاء

وحسب بعض التقارير والمنصات، فإن أسباب استهداف المستشفى هي “فشل الجيش الإسرائيلي في إحراز أي نصر عسكري حتى الآن أو تحرير أي أسير من قبضة حركة حماس، فضلا عن خضوعه لضغوط الرأي العام الإسرائيلي، دفعاه لتحويل المستشفى لهدف عسكري ومحاصرته بالدبابات، ومن بين تلك الأسباب، "البحث عن شكل من النصر يظهر أنه دمّر مركز قيادة حماس داخل نفق مزعوم تحت مجمع الشفاء”، كما روّج للرأي المحلي والغربي بأن المجمع الطبي يحتوي على مخازن لأسلحة حماس، فحوّله إلى محور عملياته العسكرية.

وتحول مجمع الشّفاء الطبي منذ 2007 إلى قلعة نضال ضد إسرائيل، من حيث استضافته وفود كسر الحصار واحتضانه مؤتمرات صحية، فضلا عن بنائه لشراكات قوية مع المنظمات الدولية والصحية، وتحوّله في الحرب الحالية إلى مركز للمؤتمرات الصحفية.

وتسعى إسرائيل إلى كسر رمزية هذا المعلم الطبي بإلحاق أكبر قدر من الأذى والمشقّة بالفلسطينيين النازحين للاحتماء بمحيطه، لحرمانهم مِن الرعاية التي تقدّمها تلك المنشأة الطبية لهم.

 

تحدي أمام الموقف الإسرائيلي في الحرب بغزة

ووفق تحليل نشره مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الأربعاء، فإن اقتحام الشفاء الطبي يمثّل تحديا أمام الموقف الإسرائيلي في الحرب بغزة، كما يمكن فهم ذلك في ضوء:

-دخول المستشفى يشكّل فرصة للجيش الإسرائيلي لتعزيز روايته بشأن استخدام حماس للمنشآت الطبية بالقطاع كبنية تحتية لأغراض عسكرية، للرد على الانتقادات الدولية لاستهداف المستشفيات.

-الاقتحام يفتح نافذة جديدة لزيادة الانتقادات الدولية لإسرائيل وزيادة الضغط عليها، في حال عدم قدرتها على تقديم أدلة تعزز روايتها.

-يمثّل اختبارا لمصداقية المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها إسرائيل، خاصة بعد نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو لما يزعم أنها "غرفة عمليات حماس" تحت المستشفى.

-إسرائيل أمام تحدي ضرورة توفير معلومات موثوقة تدعم موقفها إقليميا ودوليا.

 

إعدام جماعي

من جهته، يقول مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" إن اقتحام ومحاصرة مستشفى الشفاء وبقية المنشآت الطبية في غزة، "عمل عدائي" يستهدف الفئات المحمية وفق اتفاقيات جنيف، وهم المرضى والجرحى والطواقم الطبية، والمدنيون من أصحاب الأمراض المزمنة من الشيوخ والأطفال والنساء، مضيفا في بيان أن تلك السياسة تتوّج سياسة العقوبات الجماعية التي تنتهجها إسرائيل من خلال عدوانها المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأشار إلى أن المرضى والجرحى يتعرضون لسياسة "إعدام جماعي"، وأكد أن رفع العلم الإسرائيلي على الشفاء الذي يعالج أطفالا خدج وشيوخا وجرحى ونساء، لا يعد نصرا عسكريا إنما وحشية بحق المدنيين الأبرياء.

وتتعرض مستشفيات غزة لهجمات، حتى صار متداولا مصطلح "حرب المستشفيات" شمالي القطاع، نتيجة تعرضها المتكرر ومحيطها للقصف، مما ينذر بتفاقم الوضع الكارثي والوبائي في ظل الحصار ونفاد الوقود.
 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: