عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

معلوم أن المغفل هو من لا فطنة له، ومن السهل إقناعه بأى أمر حتى لو كان يمثل «توريطة» ضارة به.. المغفل مشتق من كلمة غافل، والغافل هو الذى لا يفطن لما يحاك ضده، والقانون قد يحمى الغافل اذا ثبت بأن كان هناك قصد لتغفيله ولكن هناك غفلات يقع فيها البعض بجهل القانون ومثل هذه الغفلات هو الذى لا يحميه القانون..

فى أمر الغفلة والمغفل يقول الحقوقى «النائب فى الأرياف» توفيق الحكيم: «الناس تتهم الدجالين، وأنا أتهم المغفلين، فلولا المغفلون لما أفلح دجال فى صناعته.. ولولا سهولة الاستغفال لأعرض عنه الدجالون كما يعرض إنسان عن كل عمل عسير، وكلما قيل: عندنا دجالون كثيرون.. كان هذا مرادفاً لقول القائل: إن المغفلين عندنا كثيرون ربما صح أن يقال إن «شهوة التغفل» تغلب على بعض العقول فيشتهى أصحابها الغفلة ويعرضون عن النصيحة، ويمشون نصف الطريق إلى الفخ المنصوب وهم راضون مغتبطون، وحذار أن تستمع إلى هذا القول فتشك فيه، فقد يكون هذا الشك من ذلك الاشتهاء فإن المغفل الأصيل هو الذى يستغرب القول بشهوة التغفل..»..

وجاء فى مقال للحكيم بمجلة «الاثنين والدنيا» عام 1948 بعنوان «إنى أتهم «مشيرًا لأهمية الوعي يا أهل الغفلة، كتب: «كلما اتهم الناس صحيفة من الصحف بالإسفاف والهبوط تعللت برغبة الجمهور، وجهل الجمهور، وإقبال الجمهور، وصحيح أن الجمهور يقبل على السلة الرخيصة فى الطعام والكساء.. ولكن متى ؟.. حتى يجدها ولا مراء!، أما إذا لم يجدها فإنه يقبل على الموجود، ويروض نفسه على قبوله، ويتعود المتعة به والرغبة فيه كذلك كان الجمهور قبل خمسين سنة يشهد التمثيل ويصغى إلى الممثلين وهم ينشدون الشعر الفصيح، ويتبادلون الأمثال والأسجاع، وكان يحفظ القصائد التى لا يحفظها تلاميذ المدارس فى هذه الأيام، ولم يكن علمه باللغة العربية أوسع من علم العامة بها فى عصرنا هذا، ولكنه هو الموجود الميسور الذى لا حيلة له فيه، أما إذا وجد الحيلة فاستفاد منها، ووجد الفرصة السانحة فمال إلى اغتنامها، فالتهمة لا تصيبه إلا بعد أن تصيب غيره..»..

ويواصل «الرأى العام يتهم الحكومة.. وأنا أتهم الرأى العام، فكل شيء مطلوب من الحكومة وكل ذنب محسوب على الحكومة، وكل رجاء معلق بالحكومة فما هذه الحكومة؟.. إنها وكيلة الأمة وليست مرضعة الأمة.. والفرق بين الوكيل والمرضعة أن الوكيل يعمل بإرادة الأصيل، وأن المرضعة تتكفل للرضيع بما تختاره له من الطعام والشراب والمشى والقعود، واليقظة والنوم، وتوشك أن تتكفل له بالمضغ والهضم وتوابعه وبواقيه!».