رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

ماذا بعد حرب غزة، وكل هذه الحشود الأمريكية والأوروبية؟ وما الذى تريده إسرائيل من وراء لغة التهديد المتصاعدة ضد مصر من بعض الدوائر الكبرى السياسية والعسكرية فى تل أبيب؟ كل الشواهد تؤكد أن الهدف ليس حماس، وإنما  سيناء، مصر، باستغلال الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تمر بها، لتمرير صفقة القرن؛ بتهجير الفلسطينيين قسرًا إلى ومن ثم التخلص من صداع حماس فى القطاع، وزرعها داخل سيناء؛ لتحقيق حلمها المزعوم فى إقامة الولاية الاسلامية بها، وينعم أبناء صهيون بما احتلوه من  أرض عربية معتصبة، خاضت من أجلها مصر أربع حروب دفع ثمنها شعبنا غاليًا.

كل ما يحدث على أرض غزة الآن، من هدم لجميع المستشفيات والملاجئ والمساجد والكنائس وقتل لآلاف الفلسطينيين رجالًا ونساء وأطفالًا، وعزل شمال ووسط غزة عن جنوبها فى حرب إبادة جماعية مغلفة بوصمة عار دولية، وإجبار أهل غزة على النزوح صوب الحدود المصرية، ما هو إلا خطوات استباقية، ومحاولات مكشوفة  لجر مصر وتوريطها فى الحرب؛ بسبب وقوفها فى وجه أمريكا وحلف النيتو وأوروبا، ومن يريدون تصفية القضية الفلسطينية، وتنفيذ صفقة القرن على حساب مصر وشعبها؟ 

وتناسى هؤلاء أن مصر لن تفرط، كما أكد رئيسها ولو فى شبر واحد من تراب سيناء الغالية، وإنها  لن تركع أبدًا أمام كل محاولات الابتزاز والمزايدات، و فى الوقت نفسه لن تتخلى عن الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة.. 

ويبدو أن نتنياهو ورفاقه فى أمريكا وأوروبا لم يستوعبوا الدرس بعد، ويعتقدون خطأ أن لعبتهم لم تعد مكشوفة، ومن الواضح أنهم لم يدركوا بعد أن تحقيق حلم إسرائيل الكبرى لن يمر أبدًا من هنا، وإذا كانت حماس التى صنعتها أمريكا شوكة فى خاصرة السلطة الفلسطينية، منحتهم بعدم تقديرها للظروف الدولية والإقليمية، وسيرها خلف إيران وحزب الله، فرصة شن هذه الحرب التى جاءت لإسرائيل وحلفائها على طبق من ذهب، فإن القيادة المصرية تدرك جيدًا كل خيوط اللعبة واوراقها، ولن تسمح لأى جهة توريطها فى حرب بالوكالة، فكفانا حروبًا خضناها، لم يستثمرها جيدًا أصحاب القضية وانشغلوا بصراعاتهم الداخلية.

وتخطئ أمريكا وحلفاؤها، ويخطئ قادة حماس أيضا، إذا كانوا يظنون أن الحزام النارى الذى نصبته أمريكا  بالغواصات وقوات المارينز والصاعقة قبالة الحدود المصرية، وفى قواعدها بدول الخليج، يرهب مصر أو يهزها أو يمثل ضغطًا عليها لفتح الحدود، وقبول كل النازحين وليس الجرحى والمصابين فقط، بل على العكس فهى تزيد المصريين قوة والتفافًا حول قائدهم وجيشهم، الذى يقف دائمًا فى ظهرهم، وقادر دائمًا وأبدًا على حماية أرضهم، وصون كرامتهم، والحفاظ على سيادة دولتهم، وإغاثة الشعب الفلسطينى.

فرغم كل الضغوط والاستفزازات على الحدود  نجحت مصر فى إدخال نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الطبية  والغذائية، وتبذل كل ما فى وسعها لوقف إطلاق النار وإعادة قضية العرب التاريخية إلى طاولة المفاوضات لتحقيق حل الدولتين بعيدًا عن صراع الفصائل الفلسطينية، وهو ما ستركز عليه القاهرة، وتطالب به مجددًا خلال الدولية الاقليمية المرتقبة.

وهنا أرفع القبعة للدبلوماسية المصرية التى تتمسك بعقلانيتها، أمام التصريحات المتناقضة للرئيس الأمريكى ووزير خارجيته ومحور الشر الأوروبى، ففى الوقت الذى ينادون فيه بعدم اتساع رقعة الحرب، والعمل لإقرار هدنة إنسانية، نجدهم يحركون المزيد من الطائرات والبوارج والغواصات وكاسحات الألغام ويكثفون أعداد الجنود والضباط  قرب الحدود والشواطئ المصرية.

عموما كلنا أمل فى  القمة الدولية الإقليمية العربية المرتقبة، وياليت الجميع ينتبه جيدًا لألاعيب إسرائيل وأهدافها وتهديداتها التى تجاوزت السرية إلى العلانيية، ويدرك العرب من المحيط إلى الخليج أن مصر وحدها ليست المطالبة دائمًا بدفع فاتورة أى حرب تندلع فى فلسطين، وأن  الفارق بينهم وبين إسرائيل، أن الأخيرة تنفذ ما تقول وتعلن وتترجم أصواتها إلى أفعال، فيما يكتفى العرب بعقد القمم والمؤتمرات وأصدار التوصيات التى لا تغنى ولا تسمن من جوع.

 

[email protected]