رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فلسطين قضية تربت عليها كل الأجيال وهى أرض الأنبياء والشهداء والمقاومة والصمود والصراع المستمر بين الحق والباطل. تشتهر فلسطين بتاريخها وتعدد الثقافات التى عاشت فيها. موقع فلسطين يعطيها أهمية استراتيجية فريدة، إذ تقع فى الجزء الجنوبى الشرقى من البحر الأبيض المتوسط، ويحدها من الشمال لبنان وسوريا، ومن الشرق الأردن، ومن الجنوب البحر الأحمر ومصر، ومن الغرب البحر المتوسط.

أرض فلسطين هى مهد الديانات السماوية، اليهودية والمسيحية، ومسرى النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- ومعراجه إلى السماء. تعرضت فلسطين لسلسلة من الغزوات التى نفذتها قبائل الكريتيين المستوطنة على شواطئ يافا وغزة، حتى سميت تلك المنطقة فلسطين، باسم القبيلة الكريتية الغازية التى اندمجت مع الكنعانيين، سكان البلاد الأصليين، أعطى اسم فلسطين لجميع الأراضى الساحلية والداخلية التى كان الكنعانيون يسكنونها، ومع الوقت انتشر هذا الاسم، وأصبح سكان البلاد كاملة كنعانيين عرباً.

فى عام 633 هجرية، أمر الخليفة أبوبكر الصديق بإرسال عدة جيوش إلى بلاد الشام لفتحها، وكان قادتها عمرو بن العاص، ويزيد بن أبى سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبوعبيدة بن الجراح. وفى عام 634، حقق يزيد انتصاراً كبيراً فى معركة وادى عربة، جنوب البحر الميت، وواصل حتى لحق بهم إلى غزة. فى نفس العام، انتصر عمرو بن العاص فى معركة أجنادين ضد الرومان واستولى على نخل وبيسان واللدويانا. بعد تولى ثيو دورس، أخو الإمبراطور هرقليس قيادة الجيش الرومانى، أمر الخليفة أبوبكر الصديق القائد خالد بن الوليد بالتوجه من العراق إلى فلسطين، عندما تولى الخليفة عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة الخليفة أبوبكر، أمر بمواصلة القتال فى فلسطين لاستمرار معارك الفتح، جمع خالد بن الوليد الجيوش الإسلامية فى جيش واحد فى معركة اليرموك، وكانت نتيجة المعركة تشكل نصراً عظيماً للمسلمين عندما تمكن المسلمون من طرد الجيوش الرومانية من فلسطين.

بعد ذلك، طلب البطريرك صوفرونيوس، من الخليفة عمر بن الخطاب، أن يدير شئون القدس بنفسه «المعروفة حينها بإيليا»، قدم عمر وأصدر ميثاقاً للمسيحيين يكفل حرية ممارسة ديانتهم والحفاظ على كنائسهم وصلبانهم.

خلال العصر الأموى «661 - 750» كانت فلسطين تتبع حكم دمشق فى عهد سليمان بن عبدالملك. ومن بين المعالم المهمة فى تلك الفترة كان بناء القبة المشرقة فى المكان الذى عرج منه النبى «صلى الله عليه وسلم» إلى السماء، ومدينة الرملة التى بنى فيها سليمان بن عبدالملك المسجد الأبيض.

بعد انقضاء العصر الأموى، أصبحت فلسطين تابعة للدولة العباسية «750 - 1258»، وزارها الخليفتان «المأمون» و«المهدى»، فى القرن الثالث للهجرة نظراً لضعف سلطة الدولة العباسية على بعض مناطق فلسطين، سيطر الطولونيون على لبنان وسوريا ومصر وفلسطين، وحصنوا ميناء عكا. وشهد القرن الرابع للهجرة اضطرابات سياسية نتيجة غزو القرامطة بلاد الشام واحتلالهم فلسطين، ومن ثم حكمت المناطق المختلفة فى فلسطين حكومات متعددة من الإخشيديين والسلاجقة والفاطمية.

وتمر الأزمة، ويجوز للظلم على فلسطين، حيث فى عام 1948، استباحت العصابات الصهيونية دماء الفلسطينيين، فارتكبت بحقهم أبشع المجازر حتى تهجرهم من أرض أبنائهم وأجدادهم، وكانت نتيجة هذه المجازر تهجير ما يربو عن 750 ألف فلسطينى ليصبحوا لاجئين فى شتى بقاع الأرض، ومن ذلك الحين وحتى اليوم تخضع فلسطين لاحتلال وحشى استيطانى عنصرى لم يشهد له التاريخ مثيلاً، وأمام هذا الاحتلال، وجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرين للدفاع عن أنفسهم وممارسة حقهم الطبيعى فى مقاومة الاحتلال، وهو حق كفلته جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية، فخاض الشعب الفلسطينى الثورة تلو الثورة، والانتفاضة تلو الانتفاضة، ورغم المجازر التى يتعرض لها الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، ما زالوا يتطلعون لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس.