رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرب على غزة فصل من فصول طويلة لمحو الشعب الفلسطينى منذ منتصف القرن التاسع عشر.. نابليون بعد فشل حملته على مصر والشام (1798 – 1801) كتب وقال إن أحدا لن يستطيع السيطرة على هذا الجزء من العالم إلا بزرع كيان غريب فى قلبه. هنا تلقف الفكرة بعد أربعة عقود بالميرستون رئيس وزراء بريطانيا، وبدأ التخطيط لنقل اليهود إلى فلسطين تمهيدا لقيام دولة مستقلة لهم فى هذا المكان..

الاصطفاف الأعمى الآن للغرب خلف إسرائيل فيما يعرف بالحرب على غزة يبدو جليا حلقة جديدة من حلقات الحملات الغربية على الشرق، بل وامتداد لما فكر به نابليون ونفذه بالميرستون وبريطانيا (وبالمناسبة خطط بالميرستون اقترنت بمؤتمر لندن 1840 الذى كسر عظام دولة محمد على وحصرها فى مصر..).

فى القرن الخامس والسادس عشر الميلادى كانت الحملات الغربية تخرج تحت راية الصليب، ويأخذ قائد الحملة بركاته من البابا فى روما قبل أن يبحر شرقا.. الهدف المعلن كان اكتشاف عالم جديد، ولكن الغاية الحقيقية كانت غزو هذا العالم الجديد والسيطرة على مقدراته، وكانت السفن المبحرة كلها عبارة عن قطع حربية مدججة بالسلاح.

الحرب الدائرة الآن هى حرب غربية بامتياز على رأسها الولايات المتحدة وتوابعها الأوربيون. وفى عرف تاريخ الدول والامبراطوريات، فالكل يلعب لصالحه، وهنا يقع نصف الوزر التاريخى وأكثر فى كل ما تعرضنا ونتعرض له كعرب تحديدا خلال أكثر من عشرة قرون علينا نحن.. نحن الذين بضعفنا وفرقتنا رسمنا للآخرين خرائط احتلالنا واستنزاف ثرواتنا ومواردنا..

أصبحنا عالما ثالثا ورابعا وخامسا وفى حالة الدول الفقيرة الموارد، فإن الحظ العاثر لشعوبها جعلها فى حقبة تاريخية ضحية استعمار ينهب مواردها على قلتها.

على الجانب الآخر سنجد الدول الغنية سيطرت على شعوبها هى الأخرى ثقافة العوز والفقر والانفصام عن عقل العصر، رغم الغنى الظاهر منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضى، ثقافة مكرمات ولى الأمر واكتناز المال بلا عمل وإنفاقه بلا عقل، مما جعل كل طفرة مالية تذرها رياح مراهنات خأسرة على السلطة والقوة الخادعة.

هذه المنطقة من العالم منذ قرون طويلة تتجاذبها قوتان مدمرتان.. غرب مستعمر حقيقى، وماضيها الأقوى من مستقبلها.