رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحد الدروس المستفادة من نصر السادس من أكتوبر العظيم هو أن النصر لا يتحقق على جبهات القتال، وإنما قبل ذلك يتحقق أولاً بوحدة وصمود ووعى الشعب فى «الداخل أو ما يسمى بقوة الجبهة الداخلية» فمن رحم هزيمة 5 يونيو 1967 لاحت رايات النصر على الفور بالرد السريع من الشعب المصرى بالتمسك بالزعيم والقائد جمال عبدالناصر عندما قرر الاستقالة من منصبه والانخراط فى صفوف الشعب كأى مواطن عادى، ومن هذه اللحظة التى خرج فيها الشعب إلى الشوارع يطالب عبدالناصر بعدم التنحى بدأت مرحلة الصمود والتحدى ورفض الهزيمة.

صمود الجبهة الداخلية المصرية أفسد رهان العدو الإسرائيلى على استسلام المصريين وخضوع القيادة المصرية للهزيمة وخرجت تصريحات قادة إسرائيل تحمل نبرة الصلف والغرور والاستعلاء والاستخفاف بقدرة المصريين على الحرب والقتال مرة أخرى، وأن أمامهم مائة عام حتى يفكروا فى قتال إسرائيل.

الشعب المصرى أثناء فترة الإعداد لحرب السادس من أكتوبر 1973، كان يتراوح ما بين 32، 34 مليون نسمة عندما رفض الهزيمة وأعلن إصراره على تحرير أرضه وانصهر فى بوتقة الوطن بكل ما يملك من أجل الثأر والنصر، هذه القوة والتماسك من الشعب لا تقل عن مفاجأة العبور يوم السادس من أكتوبر.. الشعب بالكامل عن بكرة أبيه كان السند والمحفز للجيش المصرى على النصر فى جبهات القتال فوق أرض سيناء.. كانت رسالة الشعب لجيشه واضحة.. نحن معكم ووراءكم مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن.. ولذلك فقد تحقق النصر المبين بفضل تلاحم الشعب مع الجيش.

ظهرت أصالة وعراقة الشعب المصرى فى وقت الحرب.. الكل كان فى واحد والواحد كان يضحى من أجل الجميع.. مصر كانت فى عيون وفى وجدان وفى ضمائر وفى أحلام كل مواطن مصرى. فقد كان الشعب المصرى على قلب رجل واحد فى ملحمة مكتملة الأركان، استحضر فيها جينات هذا الشعب العريق، الجميع شارك فى الحرب حتى تحقق النصر، فمن لم يحالفه الحظ ليكون على جبهة القتال كان فى حالة اصطفاف خلف قواته المسلحة يعمل، وينتج، ويتسلح بالوعى، ويلتزم بالمعلومات الرسمية المرتبطة بمتطلبات المعركة، اختفت الجريمة واستغلال التجار، وأصبح لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

مطلوب ونحن نودع اليوم الأخير من شهر أكتوبر لنبدأ عامًا جديدًا من النصر لاستقبال الذكرى 51 من نصر اكتوبر فى أكتوبر عام 2024 مطلوب أن نعلم أبناءنا وأحفادنا قصة النصر العظيم الذى حققه الجيش المصرى على العدو الإسرائيلى فى أكتوبر عام 1973، ومازال يدرس فى الأكاديميات العسكرية العالمية. يجب أن نعلم الجيل الجديد كيف استطاع المصرى أن يفيق من كبوة عام 1967، ليحول النكسة إلى نصر عظيم قال عنه المؤرخون العسكريون: إنه معجزة بكل المقاييس العسكرية.

يجب أن يعلم الأبناء والأحفاد عن انتفاضة المصريين للتبرع بكل ما يملكون من أموال وذهب للمجهود الحربى، وكيف انهالت التبرعات على القوات المسلحة لتعويض خسائرها وإعادة بنائها مرة أخرى.

لقد غيرت حرب اكتوبر الواقع فى الشرق الأوسط والمنظور الوطنى والدولى لمصر والعالم العربى، فقد كانت عملاً عسكريًا مبدعًا بفرض بدء عملية سلام تفاوضية، وأول خطوة فى عملية السلام كانت أول طلقة نيران عسكرية، وأول قفزة لجندى مصرى لعبور قناة السويس.