عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

نجح الاحتلال الإسرائيلى وبامتياز فى زرع الكراهية له فى قلب كل شاب مصرى الذى اعتبر عدوانه الهمجى والبربرى على الشعب الفلسطينى أنه عدوان على كل شباب مصر وعلى كل شاب مسلم، عدوان على الإنسانية. هذا الشباب الذى كان معظم آبائه مشروعات أجنة فى أرحام أمهاتهم خلال نصر أكتوبر المجيد الذى حققه الجيش المصرى على إسرائيل بالكاد يسمع عن إسرائيل، أصبح الآن يرفض إسرائيل كليًا، ويطالب بسقوطها، ويهتف فى الميادين يسقط الاحتلال الإسرائيلى، يسقط قتلة الأطفال والنساء والشيوخ فى فلسطين الجريحة.

فى دقائق معدودة، نزل ملايين المصريين ومعظمهم من الشباب إلى كافة ميادين مصر، يفوضون الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اتخاذ ما يراه مناسبا للدفاع عن الأمن القومى المصرى فى أن تكون سيناء للمصريين فقط، وأن تكون للفلسطينين دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية.

لقد عادت الروح القومية الوطنية، وعادت سلالم نقابة الصحفيين، وهتف المصريون بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم من مسلمين ومسيحيين، ومن يمين ووسط ويسار: "فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية". الجميع يرفض المعايير التى يتعامل بها المجتمع الغربى مع القضية الفلسطينية، العالم يعطى قيمة لحياة الإسرائيلى أكثر من حياة الفلسطينى. كل المصريين التفوا حول الرئيس السيسى فى حديثه بوضوح ولسان مبين، وتعبير صادق بأن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل، لن يحدث.. وفى كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدًا.

المصريون نسوا معاناتهم الاقتصادية، وأثبتوا أن الشدائد تجعلهم أشداء، مشاعرهم واحدة، وعقلهم الجمعى اتفق على رفض تذويب القضية الفلسطينية ولن يكون هناك استقرار إلا بإعادة الحقوق الفلسطينية، وإزالة العنف لا يكون إلا بإزالة أسبابه.

ليس من الضرورى أن تكون مسلمًا لتدعم الشعب الفلسطينى الذى يبيده الاحتلال الإسرائيلى كل دقيقة، عليك فقط أن تكون إنسانًا، ولكن العالم الغربى أصبح بدون إنسانية وبلا مبادئ، وأعلن انحيازه للاحتلال الإسرائيلى فى قتل المدنيين الفلسطينيين، هناك من مات بالقنابل ومن مات من نقص الغذاء ومن مات من نقص الدواء، لابد أن يفيق المجتمع الدولى من سكرته ونشوته وأن يترك للإنسانية مساحة فى قلبه، ويتعامل مع الدم الفلسطينى بأنه دم مساوٍ لدم أى إنسان آخر، وأن يتخذ قرارات عاجلة لوقف بحور الدم التى تملأ الشوارع من جانب واحد وهو الجانب الإسرائيلى، وأن يتم وقف القصف المتعمد للفلسطينيين الذى يعتبر انتهاكًا للقانون الدولى والإنسانى.

إن تخلى الدولى الكبرى عن واجباتها لن يغفره التاريخ ولن تقبله الإنسانية، ولن يولد إلا مزيدا من العنف ولن يحقق الاستقرار لإسرائيل، بل إنه سيؤدى إلى مزيد من القصف للأبرياء، ومزيد من المقاومة من الشعب الفلسطينى الذى اختار الشهادة على ترك وطنه، ولن ينعم العالم بالهدوء والسكنية إلا بوجود دولة فلسطين المستقلة، فإن مات شهيد فلسطيني فهناك من يولدون غيره ويختارون الشهادة إلى أن يتحقق لهم النصر الذى يرونه قريبا.