رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تأسست منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 بعد انعقاد مؤتمر القمة العربى الأول الذى دعا إليه الرئيس جمال عبدالناصر لتمثيل الفلسطينيين فى المحافل الدولية، كان الهدف من انشاء المنظمة هو تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح. إلا أن المنظمة تبنت فيما بعد فكرة إنشاء دولة ديمقراطية مؤقتا فى جزء من فلسطين فى عام 1974 فى البرنامج المرحلى للمجلس الوطنى الفلسطينى، والذى عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها، حيث شكلت ما يعرف بجبهة الرفض.

فى عام 1988 تبنت منظمة التحرير رسميا خيار الدولتين فى فلسطين التاريخية، والعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل فى سلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال الفلسطينيين عن الأراضى المحتلة عام 1967 وبتحديد القدس الشرقية عاصمة لهم.

فى عام 1993 قام رئيس اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير آنذاك ياسر عرفات بالاعتراف رسميا بإسرائيل، فى المقابل اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير كممثل شرعى وحيد للشعب الفلسطينى، نتج عن ذلك تأسيس سلطة حكم ذاتى فلسطينى فى الضفة الغربية وقطاع غزة، والتى تعتبر من نتائج اتفاق أوسلو بين المنظمة وإسرائيل.

نعود إلى المؤتمر العربى بالقدس، حيث كلف ممثل فلسطين أحمد الشقيرى بالاتصال بالفلسطينيين وكتابة تقرير يقدم لمؤتمر القمة العربى التالى، فقام الشقير بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته تم وضع مشروعى الميثاق القومى والنظام الأساسى لمنظمة التحرير الفلسطينية.

خرج المؤتمر العربى بالآتي: 

«إيمانا بحق الشعب العربى الفلسطينى فى وطنه المقدس فلسطين، وتأكيدا لحتمية معركة تحرير الجزء المغتصب منه وعزمه وإصراره على إبراز كيانه الثورى الفعال وتعبئة طاقاته وإمكانياته وقواه المادية العسكرية والروحية، وتحقيقا لأمنية أصيلة من أمانى الأمة العربية ممثلة فى قرارات جامعة الدول العربية ومؤتمر القمة العربى الأول.

نعلن بالاتكال على الله باسم المؤتمر العربى الفلسطينى المنعقد بمدينة القدس 28 آيار 1964 قيام منظمة التحرير الفلسطينى قيادة معبئة لقوى الشعب العربى الفلسطينى لخوض معركة التحرير ودرعا لحقوق الشعب فلسطينى وأمانيه وطريقا للنصر.

كان لتداعيات حرب 1967 وقع كبير على منظمة التحرير الفلسطينية، والتى كانت لا تزال فتية آنذاك، ونتج عنها تأسيس فصائل منشقة، تميزت العلاقة بين المنظمة والعديد من الدول العربية بفترات من الشد والجذب بحسب انسجام المواقف السياسية لهذه الدول أو اختلافها مع توجهات المنظمة.

استطاعت منظمة التحرير الفلسطينية عبر سنواتها السابقة أن تبنى قواعد الدولة الفلسطينية، داخل الوطن وخارجه، وأصبحت الإطار الأوسع الذى يجمع كل الاتجاهات والأيديولوجيات، وأعطى هذا الواقع قوة للفلسطينيين فى الأراضى المحتلة وفى الشتات وكل المواقع، فلم يعد الفلسطينى نكرة أو هامشيًا، أو منبوذًا، بل أصبح الفلسطينى عنوان العزة والكرامة العربية، وهو الرقم الأصعب الذى لا يمكن تجاوزه، وهو الشعب الذى وقف العالم تحية لقائده ياسر عرفات «أبو عمار» وهو يعتلى منصة الأمم المتحدة عام 1974 ليلقى خطابه التاريخى بقوة وشجاعة بقوله «جئت إليكم أحمل غصن الزيتون بيد والبندقية باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي»، ويذكر العالم بأن السلم يبدأ من فلسطين، والحرب تندلع من فلسطين».

وتؤكد وثيقة الاستقلال المستندة إلى الحق التاريخى والطبيعى والقانونى للشعب الفلسطينى فى وطنه فلسطين، وانطلاقًا من قرارات القمة العربية ومن قوة الشرعية الدولية، وممارسة الشعب الفلسطينى لحقه فى تقرير المصير، والاستقلال الوطنى والسيادة، أن دولة فلسطين هى للفلسطينيين أينما كانوا، وهى جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وملتزمة بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها وبالإعلان العالمى لحقوق الإنسان ومبادئ عدم الانحياز.

تلك إذن منظمة التحرير الفلسطينية، الدولة المعنوية للشعب الفلسطينى وإطاره الأوسع وعنوان صموده وتحدياته، وهى دعامة الدولة وعاصمتها القدس والتى قال عنها القائد المؤسس أبو عمار: «لا يكتمل حلمى إلا بك يا قدس».