رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المؤتمر الصهيونى الأول للمنظمة الصهيونية، عقد بزعامة تيودور هرتزلý ýفى ‏مدينة بازلý ýبسويسراý ýعام 1897، كان من أهم نتائجه إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، ومنذ ‏ذلك التاريخ خططت الصهيونية للتحكم فى القرار العالمى عن طريق تهجين صهيونى ‏للرأسمالية ومشتقاتها الاقتصادية والسياسية المتمثلة فى نظريات الحريات والديمقراطيات ‏وما نتج عن ذلك من عولمة أدت فى النهاية إلى تشابكات بين تلك الصهيونية وكل مجتمعات ‏العالم عبر شبكة الإنترنت العنكبوتية، وأصبح إزاحتها عن حكم العالم أمرًا شبه مستحيل، ‏ولكن بما أن أمريكا تمثل رأس الحربة لها، فهنا نقطة الضعف القاتلة بسبب موقعها خارج ‏اليابسة والمنحصر وراء البحار، هكذا خطورة طريق الحرير الصينى البرى البحرى والذى ‏سيربط كل قارات العالم تقريبًا وعندها سيتم عزل أمريكا عن العالم ومعها اختراق وتمزيق تشابكات الصهيونية.‏

والآن تحاول أمريكا ودول الغرب الالتفاف على طريق الحرير الصينى لتعطيل العمل به، فنجد ‏أن كل بقاع العالم المشتعلة تمثل مكان ارتكاز للطريق، فالحرب فى أوكرانيا أشعلتها أمريكا ‏لمحاولة جر روسيا إلى المستنقع وإشعال مرتكز الطريق فى جزيرة القرم والبحر الأسود ‏والذى من خلاله ستتحكم روسيا كليًا فى قارة أوروبا تقريبًا، ولكن مع مرور الوقت اكتشفت ‏أمريكا أن المستنقع يستنزفها ومعها دول أوروبا فى حين صارت روسيا هى الأقوى.‏

أما المخاض الأقوى فيتمثل فى الرحم الذى منه يتراجع أو يصعد أى نظام يحكم العالم وهى ‏دولة مصر، لما تمثله من موقع جغرافى يربط قارات العالم الثلاث وطريق ودرب لثروات ‏وموارد المنطقة، وهنا جاءت الحرب فى غزة بتخطيط مسبق ومحكم، الهدف منه هو جر ‏مصر إلى مستنقع الأحداث، وذلك لعدة أسباب أولها لما تمثله من مرتكز هو الأهم فى العالم ‏لطريق الحرير الصينى عبر قناة السويس وسواحل البحار، والهدف الثانى هو خاص بضمان ‏أمن إسرائيل المتمثل فى التخلص من جميع جيوش المنطقة تحسبًا لتراجع النفوذ الأمريكى ‏الذى يؤدى دور الضامن الأمنى لها، أما الهدف الثالث الأهم والأقوى فهو المتمثل فى الثروات ‏والموارد التى تغذى الطاقة النظيفة والتى ستحل محل الطاقة التقليدية ومعها الثروات ‏والموارد التى تدخل فى صناعات الرقائق الإلكترونية والمشتقات المكملة لها صناعيًا، كل ذلك ‏موجود فى مصر والدول المحيطة بها ومن يمتلك تلك الثروات أو يتواجد فى جغرافيتها حتما ‏سيكون قوة مؤثرة فى العالم، ومن هنا أصبحت مصر الرحم الذى سيقذف ‏كلًا من النظامين القادم والراحل، والهدف الأخير المتمثل فى تفريغ غزة من سكانها هو تحويل ‏سواحلها لمرتكزات بحرية لطرق تجارية بين الخليج وبلاد الشام وإسرائيل مع ربطهما ‏بطريق الهند الأسيوى الذى يربط إسرائيل بأوروبا لضرب طريق الحرير وعزل مصر وقناة ‏السويس عن التجارة العالمية، هكذا هو محور الصراع فى غزة.