رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

لأول مرة، منذ نصر أكتوبر1973، عندما صفعت مصر وسوريا كلاً من إسرائيل وعموم دول الغرب المساندة لها، وفى المقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية، يوجه العرب 3 صفعات قوية، لكل من واشنطن وتل أبيب، على خلفية الحرب الجارية فى غزة، أكثرها إيلاماً تلك الصفعة التى انتهت بإلغاء قمة الأربعاء الماضى، بين الرئيس الأمريكى، جو بايدن، وقادة الأردن ومصر وفلسطين، فى العاصمة الأردنية «عمان»، بسبب القصف الإسرائيلى لمستشفى «المعمدانى»، الذى قتل 5000 وجرح آلاف المدنيين، وبالتالى كان قرار إلغاء القمة واحداً من أفضل المواقف لقادة عرب، حتى لا يمنحوا الرئيس «بايدن»، الفرصة لغسل جريمة دعمه لإسرائيل

 >> والصفعة الثانية، وأراها الأهم والأكثر صدمة وعقاباً لأولئك الأمريكيين والإسرائيليين، الذين توهموا اختراق روابط التضامن العربى، وكانت بقرار المملكة العربية السعودية «التاريخى»، تعليق محادثات التطبيع مع الكيان الصهيونى، على ضوء العدوان على قطاع غزة، وهو ما يبدد هلاوس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول أحلام مستحيلة فى اتجاه «الرياض»، وفى عبور شبه الجزيرة العربية، مع قطار «بايدن»، الذى تصوروه ينطلق من الهند إلى إسرائيل، وسقوط هذا المشروع مع فشل التطبيع مع السعودية، ربما يترتب عليه أن يخسر «بايدن»، فرصة الفوز فى الانتخابات الرئاسية، لصالح منافسه الجمهورى الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب. 

 >> لقد كانت الصفعة السعودية، ثمرة المواجهة مع جيش الاحتلال، التى كسرت فيها المقاومة الفلسطينية، هيبة وكبرياء الدولة العبرية، بهجوم استولت خلاله على7 مستوطنات، وأوقعت مئات الأسرى والقتلى، وهو ما أثار جنون تل أبيب، وأطلقت آلة العدوان الجوى على قطاع غزة، بدعم غير مسبوق من البيت الأبيض، الأمر الذى قوبل برفض وإدانات عربية قوية، فيما أعادت «الرياض» الروح لمبادرة السلام العربية، لأن تكون الأساس، فى إنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى، وهنا تخسر الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، ما كانت أحرزته من اتفاقات ومواءمات سرية، بفضل الموقف السعودى، الذى يعيد أيضاً القضية الفلسطينية إلى طاولة النقاش. 

>> ومبادرة السلام العربية، التى جددت فيها «الرياض» الثقة، كان قد عرضها العاهل السعودى الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز- وكان ولياً للعهد- على القمة العربية فى «بيروت»، فى العام 2002، وحازت على التأييد المطلق، وبالتالى صارت تعبر عن الموقف العربى الموحد، أمام أى منصة دولية، تتحدث عن أى مقاربات للسلام، بين العرب وإسرائيل، وتدعو إلى الانسحاب الكامل من جميع الأراضى العربية المحتلة، تنفيذاً لقرارى مجلس الأمن «242 و338»، وما بعدهما قرارات مؤتمر «مدريد»1991، ومبدأ الأرض مقابل السلام، والاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 4 يونيو 1967، مقابل إقامة علاقات عربية طبيعية مع إسرائيل

>> بقراءة الواقع الراهن على الأرض، هناك معطيات أمام الدول العربية، يمكن أن تحاصر إسرائيل سياسياً، بالبناء على إعلان «الرياض»، التمسك بالمبادرة العربية، مرجعية للسلام مع إسرائيل، تنتهى بدولة فلسطينية، خاصة أن هناك رأياً عاماً عربياً يرفض الدعم الأمريكى للعدوان الإسرائيلى، ويطالب بوقف الحرب ورفع الحصار عن قطاع غزة، وما كان إلغاء قمة «عمان» إلا رسالة للجانب الأمريكى تعكس حالة الغضب من الانحياز لإسرائيل، فيما ترتكبه من مجازر فى غزة.. وأظن أن الوقت قد حان لأن يستغل العرب ما عندهم من أوراق ضغط، سياسية واقتصادية على السواء، إلى جانب توظيف سلاح الدعم الشعبى، الذى لا يقل تأثيراً عن سلاح المقاومة. 

[email protected]