رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فعلاً هى مؤامرة بشعة لضياع فلسطين وموت للقضية الفلسطينية كما حدث فى الماضى مع ضياع الأندلس، ما يحدث من مجازر بشعة حاليًا على الأرض ضد الشعب الفلسطينى يستوجب بكل حزم إحباط المخطط الجهنمى لابتلاع إسرائيل الأراضى الفلسطينية، ومع الأسف الشديد أن المجتمع الدولى ليس صامتًا وإنما هو يتحرك من أجل صالح إسرائيل.. فما يحدث الآن يستوجب وقفة شديدة من الأمة العربية لوقف ضياع فلسطين إلى الأبد. 

السيناريو الموضوع ضمن المؤامرة الغربية الصهيونية هو أولاً ترحيل أهالى غزة الذين يتعرضون للمجازر إلى مصر وبذلك يخلو القطاع لإسرائيل، وهذا سر المجازر والمذابح الإسرائيلية البشعة ضد المدنيين فى غزة، وذلك من أجل تفريغ القطاع من الفلسطينيين، وثانيًا هو تفريغ الفلسطينيين من الضفة الغربية وترحيلهم إلى الأردن، ولذلك بدأت إسرائيل بغزة ثم بعد ذلك تبدأ بالضفة وبذلك تضيع فلسطين إلى الأبد كما حدث فى الماضى لدولة الأندلس القديمة العربية المسلمة.

وكل المبررات التى تسوقها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون بشأن الترحيل المؤقت من غزة، هو بمثابة مؤامرة بشعة، تدوم إلى الأبد من أجل ضياع القضية الفلسطينية وتكون فلسطين نسيًا منسيًا فيما بعد، والمعروف أن المؤقت عند إسرائيل هو أبدى والترحيل من غزة هو بداية تحقيق الحلم الإسرائيلى من النيل إلى الفرات، والذين يتصورون غير ذلك لا يفهمون ولا يدركون خطورة وأبعاد هذه المؤامرة الدنيئة. ولذلك وجدنا هذا الصمت البشع والمريب من المجتمع الدولى. والحقيقة أيضًا أن جموع الفلسطينيين سواء كانوا فى غزة أو الضفة الغربية يدركون هذه الحقائق كاملة ولن يبرحوا أرضهم أبدًا وإلا ضاعت فلسطين.

والقاهرة المهمومة بآلام الأمة العربية تدرك هذه الحقائق تمامًا وتعرفها تمام المعرفة، ويوم أعلنت الدولة المصرية على لسان الرئيس السيسى، أن هناك خطرًا شديدًا على مغادرة الفلسطينيين أرضهم كان يعنى ذلك تمامًا، بل إن الرئيس أكد أن وصول الفلسطينيين من غزة إلى مصر، يعنى ضياع القضية الفلسطينية إلى الأبد، بل إن جموع المصريين رغم الحسرة الشديدة والآلام التى تعتصرهم بسبب المذابح والمجازر التى يتعرض لها أشقاؤهم فى غزة الآن، إلا أنهم حريصون أيضًا كل الحرص على مستقبل فلسطين وعدم ضياعها. وهذه القناعات راسخة جدًا لدى جموع الفلسطينيين ولذلك لن يبرحوا أرضهم أبدًا.. وقد أدركت جموع الأمة العربية كل مخططات إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا ودول الغرب كلها التى تريد إبادة جماعية لكل الفلسطينيين ومحوها من الخريطة العربية.

والمعروف أن موقف القاهرة ثابت ولن يتغير أبدًا وهو عدم التخلى أبدًا عن القضية الفلسطينية، منذ وعد بلفور عام 1917 بإنشاء وطن لإسرائيل فى فلسطين وحتى الآن. وأمر هؤلاء غريب وكله شذوذ، يحتلون بلدًا عربيًا، ويريدون وطنًا لهم خارج أرضهم، معايير مقلوبة وغير طبيعية ومخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية. إن الموقف المصرى الراغب فى السلام لن يتغير أبدًا وهو ضرورة وقف آلة الحرب العسكرية التى تمارسها إسرائيل، والالتزام بحق الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، طبقًا للاتفاقيات الموقعة فى هذا الصدد. أما عدم التزام إسرائيل بذلك فهو مرفوض جملة وتفصيلاً ولن تحيد أبدًا مصر عن موقفها ولا الفلسطينيون أنفسهم يحيدون عن موقفهم وستظل فلسطين عربية رغم أنف إسرائيل والمجتمع الدولى المتخاذل، الذى يتشدق بحقوق الإنسان والديمقراطية ولا يمارسها أبدًا إلا لخدمة مخططاته ومؤامراته الدنيئة.

إن ملايين المصريين مستعدون للتظاهر رفضًا لمخطط التهجير الذى تقوم به إسرائيل بمساندة المجتمع الدولى وخاصة أمريكا والجميع لديه قناعة كاملة جدًا بأنه لا تصفية أبدًا للقضية الفلسطينية، مهما كلفهم الكثير والكثير، ولذلك لا بد من وقف التصعيد العسكرى فى غزة وضرورة التنسيق من أجل تحقيق الأمن فى الشرق الأوسط لأن الوضع الحالى الذى تتسبب فيه إسرائيل يخرج تمامًا على السيطرة.

وهنا لا بد من وقف كل هذه المخططات الرامية لضياع القضية الفلسطينية بل فلسطين كلها.